بين "الحقيقة" و"الحقوق"... واشنطن تُعيد تعريف الذكر والأنثى!
2025-02-20 09:55:44
أصدرت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، أمس الأربعاء، إرشادات جديدة تعيد تعريف المصطلحات الرسمية المتعلقة بالجنس، في خطوة تتماشى مع الأوامر التنفيذية الصادرة عن الرئيس دونالد ترامب، والتي تقوّض السياسات التي كانت تعزز حقوق المتحولين جنسياً خلال الإدارة السابقة.
وأكد وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت إف. كنيدي الابن، الذي تولى منصبه الأسبوع الماضي، أن "هذه الإدارة تعيد الفطرة السليمة وتُرجع الحقيقة البيولوجية إلى الحكومة الاتحادية"، مضيفًا أن "السياسات السابقة التي حاولت إدخال أيديولوجية النوع الاجتماعي في مختلف جوانب الحياة العامة قد انتهت".
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي يتخذها ترامب لإنهاء ما يصفه بأنه "ترويج حكومي لأيديولوجية النوع الاجتماعي"، وهو مصطلح غالبًا ما تستخدمه الجماعات المحافظة للإشارة إلى التوجهات غير التقليدية حول مفهوم الجنس والنوع الاجتماعي.
بحسب الإرشادات الصادرة حديثًا، فإن تعريف الأنثى أصبح رسميًا: "شخص ذو جهاز تناسلي وظيفته البيولوجية إنتاج البويضات"، بينما يُعرَّف الذكر على أنه "شخص ذو جهاز تناسلي وظيفته البيولوجية إنتاج الحيوانات المنوية".
كما أكدت الوزارة في الوثيقة الرسمية أن "الجنس البشري، سواء كان أنثى أو ذكرًا، يُحدَّد وراثيًا عند الإخصاب، ويمكن ملاحظته قبل الولادة".
إلى جانب تعديل التعريفات، أعلنت وزارة الصحة الأميركية التزامها بتنفيذ أمر تنفيذي آخر أصدره ترامب، يقضي باتخاذ تدابير لمنع ما وصفته الوزارة بـ"التشويه الكيميائي والجراحي" للأطفال، في إشارة واضحة إلى العلاجات الطبية التي تشمل أدوية تأخير البلوغ، العلاج الهرموني، وأحيانًا التدخلات الجراحية التي تُستخدم لدعم عمليات التحول الجنسي لدى القاصرين.
وتعد هذه الإجراءات جزءًا من سياسة أوسع تعتمدها إدارة ترامب لإلغاء القوانين التي أقرتها الإدارات الديمقراطية السابقة، والتي منحت المتحولين جنسيًا حقوقًا قانونية في مجالات الصحة، التعليم، والخدمات الحكومية.
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، كثّف مساعيه للحد من تأثير "الأيديولوجيات التقدمية"، لا سيما في المجالات المتعلقة بالنوع الاجتماعي والجنس، وسط دعم قوي من الأوساط المحافظة.
وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد اتخذت إجراءات موسعة لضمان حماية حقوق المتحولين جنسيًا، بما في ذلك السماح لهم باستخدام الحمامات الخاصة بالجنس الذي يعرّفون أنفسهم به، ومنع التمييز في التوظيف والخدمات الصحية.
لكن مع تغيير الإدارة، انعكست هذه السياسات، وأصبحت الأولوية الحالية لإدارة ترامب فرض تعريفات بيولوجية صارمة للجنس، ومنع أي سياسات حكومية تعترف بتغير النوع الاجتماعي على أساس الهوية الذاتية للأفراد.
وكالات