تبدأ القصة مع أحمد حسون، الذي وُلد في حلب عام 1949، وشغل منصب مفتي الجمهورية العربية السورية من عام 2005 حتى 2021، حيث ألغى بشار الأسد المنصب. يُعرف حسون بتأييده لنظام الأسد منذ بداية الاحتجاجات عام 2011، وقد أيد استخدام "البراميل المتفجرة" ضد المعارضة في مدينته حلب. وكانت تصريحاته خلال تلك الفترة مثيرة للجدل، حيث اعتبر أن أي منطقة تسقط عليها قذيفة يجب أن تُباد بالكامل، وأفتى بجواز الاستعانة بالقوات الإيرانية والروسية، مؤكداً أن إيران وروسيا جاؤوا لمساعدة النظام وليس استعماراً.
لكن مواقفه لم تقتصر على التصريحات داخل سوريا، فقد هدد الدول الغربية، مهدداً بإرسال "انتحاريين" إلى الولايات المتحدة وأوروبا إذا تدخلت عسكرياً في سوريا. وفي عام 2012، أدت تصريحاته إلى إلغاء دعوة لحضور مؤتمر أميركي للسلام في الشرق الأوسط، بسبب خلفيته المثيرة للجدل.
في عام 2016، أُتيح له إلقاء كلمة في البرلمان الأيرلندي، حيث دعا لتخفيف العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، وعندما سُئل عن تصريحاته المثيرة للجدل حول تهديده بإرسال انتحاريين، قال أنه لا يعلم لماذا "يكذبون في ترجماتهم"، رغم أن تصريحاته كانت موثقة بالصوت والصورة.
في مشهد حديث، تم رصد حسون وهو يسير بحرية في شوارع حلب، مسقط رأسه، برفقة آخرين بزي مدني، بعد أن كان يُعتبر من الشخصيات التي أيدت بقوة قمع النظام للاحتجاجات. وقد تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر حسون، مرتدياً وشاحاً لإخفاء ملامحه، وهو يتعرض للتتبع من قبل حشود، فيما نُشرت أيضًا صور احتجاجات في محيط منزله تضمنت هتافات ضد "مفتي البراميل".
في حين أن مصير حسون الحالي غير معروف، إلا أن تاريخه السياسي يبرز دوره البارز في دعم نظام الأسد، وهو ما جعله يحظى بتقدير كبير من قبل النظام، لكنه كان أيضاً هدفًا للانتقادات والمظاهرات الداخلية والخارجية.
من جانب آخر، شهدت عائلته مآسي كبيرة، حيث تم اغتيال نجله سارية في 2 تشرين الأول 2011، في كمين على الطريق بين إدلب وحلب، وهو ما قوبل بتساؤلات حول تورط المخابرات السورية في عملية الاغتيال. وقد أظهرت وثائق مسربة بعد سقوط النظام في كانون الأول الماضي، أن المخابرات السورية كانت وراء اغتيال سارية، حيث تم تكليف ضابط رفيع من المخابرات الجوية بإتمام المهمة، على نفقة الدولة.
أحمد بدر الدين حسون مفتي نظام البراميل. صراحة هذا المفتي أجرم بحق الشعب السوري واختار ان يكون مفتي المجرم بشار حافظ الاسد. لا تقولوا لي لم يستطع ان يهرب او ان ينشق لانو هو اختار المجرمين وترك البراميل للسوريين. pic.twitter.com/Ip9zayWMhI
— مُحنّك سياسي (@Mohanaksyasi)
February 17, 2025 من اقتحام منزل الشيخ احمد حسون في حي الفرقان بحلب
سامح قتلة ابنه لدرء الفتنة ومع ذلك يهاجمون بيته من دون إحترام ويتعاملون معه كمجرم غير عابئين بأنه شيخ عالم جليل .
شريعة الغاب لا قانون ولا أمن ولا أمان pic.twitter.com/qdwrKy60Ej
— maya (@meme_syr3)
February 17, 2025