أكدّ وزير الدفاع الوطني، اللواء ميشال منسى، الجهوزيّة التّامة للجيش اللّبنانيّ في تنفيذ مهامه على كامل الأراضي اللّبنانيّة، مشدّدًا على أهمية دعم المؤسّسة العسكريّة في ظلّ التحديات الراهنة. وجاءت تصريحات منسى خلال لقائه سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في بيروت، ليزا جونسون، حيث جرى بحث الأوضاع العامة في البلاد، مع التركيز على أوضاع الجيش اللّبنانيّ والدعم الأميركيّ المستمر له. كما ناقش الطرفان التطورات في الجنوب، حيث لفت الوزير منسى إلى استمرار الاحتلال الإسرائيليّ في انتهاكاته للقرار الدولي 1701، مطالبًا بضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
في سياقٍ متصل، بحث الوزير منسى مع سفير الهند لدى لبنان، محمد نور الرحمن شيخ، العلاقات الثنائية، خصوصًا دور الهند في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). وأعرب عن تقديره لجهود القوة الدولية في الحفاظ على الاستقرار في الجنوب. كذلك، استقبل منسى السفير المصري علاء موسى، حيث تطرق اللقاء إلى مستجدات الوضع في لبنان والمنطقة، مثمنًا دعم مصر المستمر للبنان في مختلف المجالات.
وفي الإطار العسكري، التقى الوزير منسى العميد هادي الحسيني، مسيّر أعمال المديرية العامة للإدارة، الذي قدم له التهنئة بتسلمه مهامه في وزارة الدفاع، حيث وجهه الوزير بالتعليمات اللازمة للمرحلة المقبلة. كما استقبل النائب السابق أمل أبو زيد، حيث تم البحث في المستجدات السياسية والأمنية في البلاد.مواصلة الانتشارعلى صعيد العمليات الميدانّية، قام قائد الجيش بالإنابة، اللواء الركن حسان عوده، بزيارة تفقدية إلى قيادة لواء المشاة الثالث في جب جنين – البقاع الغربي، حيث اجتمع بالضباط والعسكريين ونوه بصمودهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير، داعيًا إلى البقاء على جهوزية كاملة لمواجهة أي تطورات في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في نقاط عدة في الجنوب.
وأثنى عوده على جهود وتضحيات العسكريين في صون الأمن والاستقرار وسط الظروف الصعبة، واستمع إلى إيجاز حول المهمات التي تنفذها الوحدات العسكرية ضمن قطاع مسؤولية اللواء. وفي بيانٍ رسميّ، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن الوحدات العسكرية تستكمل انتشارها في البلدات الحدودية الجنوبية بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة اليونيفيل، وذلك عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق التي كان يحتلها، باستثناء بقائه في خمس تلال رئيسية.
وأكدّ البيان أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يزال يخرق السّيادة اللبنانية عبر اعتداءاته المستمرة على المواطنين اللبنانيين، مشيرًا إلى أن الوحدات العسكرية المختصة تكثف جهودها لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات وتأمين عودة الأهالي إلى مناطقهم، فضلًا عن التعامل مع الذخائر غير المنفجرة التي تشكل خطرًا على حياة المدنيين.غارة إسرائيليّةفي ظلّ هذه التطورات، واصلت إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، حيث نفذت طائرة مسيرة إسرائيلية غارة على سيارة في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى استشهاد شخص، وفق ما أفاد به مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في وزارة الصحة اللبنانية. من جهته، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الغارة استهدفت ناشطًا عسكريًا لحزب الله "كان يتعامل مع وسائل قتالية"، مدعيًا أن الجيش الإسرائيلي "يواصل العمل لإزالة أي تهديد وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان". كما أفادت تقارير ميدانية عن قيام القوات الإسرائيلية برمي قنبلتين صوتيتين قرب تجمع للأهالي في بلدة كفركلا، وسط استمرار التوترات في المناطق الحدودية، رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا يزال فيه المشهد الجنوبي يشهد تصعيدًا إسرائيليًا، وسط ضغوط دولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة.تشييع نصراللهفي سياقٍ متصل، طرح كاتب إسرائيلي تساؤلات حول كيفية تعامل الجيش الإسرائيلي مع جنازة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، واحتمال تعطيلها كما يحدث في الضفة الغربية لتجنب منحها استعراضًا للقوّة. وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة، أكدّ آفي أشكنازي أنه منذ حوالي نصف عام، كان حزب الله يتجنب تنظيم مراسم جنازة لأمينه العام السابق حسن نصر الله. وأشار أشكنازي إلى أن "حزب الله قد يكون يخشى من محاولة الجيش الإسرائيلي استهداف بعض المشاركين في الجنازات"، مستشهدًا بما حدث في الماضي عندما تعرضت بعض مقرّات حزب الله لهجمات بعد يوم من هجوم "البيجرات" الذي استهدف أعضاء من المنظمة شاركوا في جنازات. وأوضح الكاتب أن التساؤلات التي تشغل اللبنانيين حالياً تتمثل في ما إذا كانت جنازة نصر الله ستتعامل مثل الجنازات في الضفة الغربية، وإذا كان حزب الله سيحاول تحويل جنازته إلى عرض قوة بعد الحرب. وأعلن حزب الله عن تنظيم جنازة حاشدة لأمينه العام الراحل حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية من بيروت، التي كانت قد تأجلت حتى انتهاء العدوان على لبنان.