وصف جورج ديب المعروف بالدكتور فود (صانع محتوى لبناني اشتهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تستعرض إنتاجه مجموعة من المنتجات الغذائية الخاصة به)، القرار الظنيّ الصادر بحقه بأنه "قرار ظالم ومجحف"، معتبرًا أنه لا يستند إلى أي أدلة ثابتة، أو وقائع ملموسة. فقد أصدار القاضي زياد الدغيدي قراره الظني في قضية المخدرات التي اتهم فيها ديب سابقًا، وإدعى عليه بجرم تصنيع المخدرات والاتجار بها، وأنزل بحقه عقوبة الأشغال الشاقة مدى الحياة، وحول ملفه إلى محكمة الجنايات.
تهريب المخدراتفي أيار العام 2024، تحول أحد أكبر مشاهير التيك توك، والمعروف بالدكتور فود إلى متهم ملاحق بجرم الاتجار بالمخدرات وتهريبها داخل ألواح الشوكولا. وادعى عليه القاضي الدغيدي على خلفية هذه التهم. وكانت تفاصيل القضية بدأت في العام 2023، عندما ضبط جهاز أمن المطار، مواداً غذائية وأطعمة مصنعة في معامل ديب، محشوة بالمخدرات سيتم تصديرها إلى إحدى الدول الخليجية. وبرر آنذاك المتهم أن البضائع مقلدة، لكنه اعترف أنه يتعاطى المخدرات من دون الاتجار بها. ولاحقاً أظهر توسع التحقيقات أن البضائع ليست مقلدة بل صنعت في معامل الدكتور فود، ليتوارى بعدها المتهم عن الأنظار لأشهر طويلة.عصابة لتهريب المخدراتوجاء في القرار الظني أن المدعو الدكتور فود تعامل مع مجموعة من الأشخاص لتهريب المخدرات بعد تصنيعها، وعثر في العام 2023 داخل حقيبة على 16 قطعة من حشيشة الكيف على شكل مكعب مستطيل، وكل قطعة مغلفة وموضوعة داخل علب شوكولا تحمل اسم شركة دكتور فود التي تباع في السوق اللبناني. وتعود ملكية الحقيبة إلى عبد الكريم السماك، الذي اعترف أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من عبادة العمري الذي طلب منه الحضور إلى بيروت لتسلم هذه الألواح من الشوكولا، وحاولوا تهريب شحنة أخرى فيها أكثر من 24 قطعة ولم تظهر مادة المخدرات فيها أثناء تمريرها على جهاز السكانر بعد اخفائها بشكل محترف. وكان الاتفاق على إرسال هذه العلب تدريجيًا عبر مطار رفيق الحريري الدولي، من لبنان إلى تركيا، وتبين بعد الكشف على ألواح الشوكولا، وجود أكثر من 3 ألواح من حشيشة الكيف داخل العلبة الواحدة، مخبأة بين ألواح الويفر بشكل متقن. وبعد ضبط هذه الشحنة تبين أنها تحتوي على 343 لوحاً من حشيشة الكيف، وتبلغ زنتها 820 كيلوغرامًا.
وخلال التحقيقات، اعترف ديب أنه كان يزور بعلبك لشراء حشيشة الكيف، وبالاستماع إلى باقي المتهمين في القضية، اعترفوا بأنهم تواصلوا مع بعضهم وحاولوا تهريب الكمية الأولى، وكانت عبارة عن 22 علبة من الشوكولا نحو تركيا، وقرروا شحن البضاعة على دفعات، أربع علب كل دفعة، خشية انكشاف أمرهم من قبل الجمارك. وبعد مباشرة التحقيقات، حاولوا سحب هذه البضائع من بيروت ونقلها إلى بعلبك لتخبئتهأ. وبحسب المعلومات فإن المصنع الذي يملكه دكتور فود لم يُستخدم إلا لصناعة الويفر، علمًا أنه لا يملك الخبرة الكافية، وأن الدعاية التي يسوقها عن حجم أعماله وهمية، فلا مكان لهذه البضائع إلا في السوق المحلي، أو في التصدير للخارج لكون سعر الحبة الواحدة يبلغ 25 ألف ليرة لبنانية، بينما يحتاج إلى بيع ملايين من هذه الألواح على مدى سنين طويلة ليتمكن من تحقيق الأرباح التي يتحدث عنها، خصوصاً وأنه يعمل في هذا المجال منذ عام فقط، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام.
وفقًا للتحقيقات فإن فود استغل شهرته وتأثيره على مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق لهذه البضائع، والهدف هو تصديرها إلى تركيا ومن ثم لعدة دول عربية ليتم فصل المخدرات عنها وبيعها بمبالغ طائلة.عقوبة السجن المؤبدلذلك، اعتبر القاضي الدغيدي أن الأفعال المنسوبة إليه تشكل جنايتين وفقاً للمادتين 125 و150 من قانون المخدرات، معطوفة على المادة 13 من قانون المخدرات، وعلى المادة 210 من قانون العقوبات. كما ظنّ القاضي بباقي أفراد المجموعة بمواد جرمية، وبذلك تكون عقوبة الدكتور فود هي الأشغال الشاقة مدى الحياة، وتم تحويل ملفه إلى محكمة الجنايات.