2025- 02 - 21   |   بحث في الموقع  
logo معركة التعيينات بدأت... قرار بكسر الثنائي؟ logo الحكواتي السياسي.. بين فن السرد وعجز الفعل.. بقلم: أ.د. وديعة إبراهيم الأميوني logo الإنتخابات البلدية تتأرجح بين ثلاثة إحتمالات!.. عبدالكافي الصمد logo هل يُنتخب البطريرك الـ78 للموارنة قبل حزيران المقبل؟ logo واشنطن علّقت دعم أجهزة الأمن الفلسطيني.. فعلاً؟ logo سوريا: مئات القتلى على مذبح العدالة الانتقالية والفاعل مجهول logo بالفيديو: معبر الواويات خارج الخدمة.. وشظايا صاروخ ألحقت أضرارا بمنازل شمال لبنان logo وفد من الكونغرس في بيروت غداً
البودكاست السوري: الإعلام البديل بعد سقوط الأسد
2025-02-19 16:26:06

أدى سقوط نظام الأسد المفاجئ في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى انتشار كبير لمشاريع البث الصوتي "بودكاست" في سوريا، كوسيلة غير مكلفة نسبياً لتغطية الحدث السياسي وكواليسه ومتابعة آخر المستجدات والتداعيات المنبثقة عنه إلى جانب إجراء مراجعات للأفكار والأحداث والتبدلات السياسية السابقة.
وأتى الانتشار الواسع للبودكاست السوري اليوم، كامتداد لمشاريع البث الصوتي التي أطلقتها في الفترة السابقة، منصات ووسائل إعلام سورية في الشتات تناولت قضايا داخلية ملحّة وقضايا تمس مستقبل سوريا، توقف معظمها بسرعة.
ورغم تواضع جزء كبير من الأفكار المطروحة وسطحيتها، حيث يغيب الطرح العميق القائم على تقديم إجابات دقيقة لعلامات الاستفهام الإشكالية، تحظى حزمة البرامج المتنوعة والغنية بحضور شخصيات عامة وأخرى مؤثرة في خط سير الأحداث، بمشاهدات كبيرة تدلل على أهمية هذه البرامج بالنسبة لفئة كبيرة من السوريين.وربما يكون السوريون المقيمون في الخارج هم الفئة الأكثر مشاهدة للبودكاست، انطلاقاً من أن ذلك يتطلب وقتاً كبيراً قد لا يكون متوافراً لدى معظم سوريي الداخل الذين يبحثون عن أساسيات الحياة وسط أزمة اقتصادية خانقة حيث يعيش 90% من السوريين داخل البلاد تحت خط الفقر بحسب تقديرات الأمم المتحدة، كما لا تتوفر في معظم مناطق الداخل السوري تلك النوعية الجيدة من خدمة الإنترنت التي يتطلبها مقطع صوتي طويل يقارب وسطياً في معظم الأحيان حدود 3 ساعات، وهي فرضية قد تتغير لاحقاً تبعا لمستوى خدمات الاتصالات التي تعمل الدولة الجديدة على توفيرها.واللافت في معظم ما يطرح من بودكاست سوري هو تحول "يوتيوب" إلى المنصة الرقم واحد لعرض هذا النوع من البرامج، التي يفترض أنها برامج تعتمد على الصوت لا الصورة وعلى منصات مخصصة للبودكاست على رأسها "غوغل بودكاست" و"أبل بودكاست" و"سبوتيفاي" و"ساوند كلاود"، ومر هذا التحول أولا بطفرة لبرامج سورية احترافية تم بثها خلال السنوات السابقة في تلك المنصات، لكن معظم هذه البرامج توقفت وبات "يوتيوب" المحطة الأخيرة للبودكاست السوري فعلياً.وفي جولة على المواضيع التي تطرحها برامج البودكاست المختلفة منذ سقوط النظام، يمكن رصد حالة عامة من الاهتمام بكواليس وتفاصيل العملية العسكرية الأخيرة التي قادت إلى إسقاط النظام، وهي فكرة نالت اهتماماً بارزاً لدرجة تسجيل حلقات كثيرة حول الموضوع أغلبها تكرار لما سبق ما يوقع هذه الفكرة في فخي السطحية وعدم تقديم ما هو جديد.كما يمكن ملاحظة حالة الرجوع إلى الماضي التي تطاول حلقات عديدة أخرى، مثل لقاء "أثير" مع الجهادي و القيادي في إدارة العمليات حسن صوفان، حول كواليس عصيان سجن صيدنايا الشهير، وحلقة "سوريا بودكاست" حول مجزرة حماة، فيما بقيت المواضيع الأكثر إشكالية عن قضايا الاقتصاد والسياسة وحقوق الإنسان التي تخص مستقبل السوريين لا ماضيهم، قليلة نسبياً.
في المقابل، لا يغيب بعض التوجهات السابقة عن حلقات بودكاست يمكن وصفها بانها وازنة أو تميل نحو التعمق ووضع النقاط على الحروف. وضمن هذا السياق تأتي حلقة "هامش جاد" التي التقت بالمفكر السوري برهان غليون في حديث حول سورية ما بعد الأسد ومستقبل الدولة والمجتمع، وحلقة "سوريا بودكاست" مع رضوان زيادة التي ناقشت قضايا مهمة وحدثية مثل الدستور والعدالة الانتقالية وملاحقة فلول النظام.
وفي الإطار نفسه، يشارك موقع "الاقتصادي" في حلقات عميقة تحت عنوان "حوارات الاقتصادي" تناقش قضايا إشكالية مثل: سوريا بحاجة إلى بناء من الصفر وليس إعادة الإعمار، وهل الصناعة السورية جاهزة لاقتصاد السوق الحقيقي؟.
كما طرح "بودكاست سوريا المستقبل" أفكاراً نالت جدلاً كبيراً وربما سوء فهم كثير من السوريين، مثل العلمانية ومستقبلها في سوريا، أزمة الهوية السورية، ودور "هيئة تحرير الشام" في مستقبل سوريا وتحليل شبكة علاقاتها وشخصياتها القيادية وعلاقتها بمختلف المكونات السورية ومصير المقاتلين الأجانب.
وانعكس سقوط النظام على برامج البودكاست غير السورية التي شدها الحدث وتفاصيله المثيرة، فقامت بتخصيص حلقات للشأن السوري واستضافت ناشطين إعلاميين سوريين شهيرين مثل هادي العبد الله وجميل الحسن. كما وسعت برامج البودكاست الإسلامية نطاق اهتمامها الجغرافي لتستضيف شخصيات إسلامية سورية مثل عماد الدين الرشيد الذي تحدث عن الشريعة والسياسة، وعميد كلية الشريعة في جامعة إدلب ياسين علوش في حلقة: "من المصحف إلى البندقية.. كيف ربت إدلب جيل التحرير".
ويعتبر بودكاست "ما بعد الأبد" وليد المرحلة اللاحقة لإسقاط النظام، ورغم تواضع المحتوى تقنياً إلا أنه غني ودسم بالتحليلات والأفكار المطروحة، والتي تمس المرحلة ومستقبل السوريين، حيث يطرح البودكاست من خلال استضافة شخصيات صحافية وباحثين وكتاب قضايا جدلية مثل المراجعات الاجتماعية والضميرية المطلوبة من الطائفة العلوية، وهل توجد طائفة سنّية فعلاً؟ وهل تتوافر فرصة للنسوية الإسلامية؟ ومدى تمثيل السلطة الجديدة للسوريين...كما استضاف البودكاست في حلقاته الأولى الكاتب المتخصص في سيرة الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، حسام جزماتي مستعرضاً بدقة تفاصيل سيرته ومحللاً جوانب شخصيته.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top