أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يسمح لمراسلي وكالة "أسوشييتد برس" بتغطية فعاليات في المكتب البيضوي أو الطائرة الرئاسية ما لم تتراجع وكالة الأنباء الكبرى عن رفضها استخدام اسم "خليج أميركا" بدلاً من خليج المكسيك.
وقال ترامب رداً على سؤال لأحد الصحافيين في مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا: "سنتركهم خارجاً إلى أن يوافقوا على أن هذا خليج أميركا". وزعم أن "وكالة أسوشييتد برس ترفض اتباع القانون"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".ومنعت الرئاسة الأميركية مراسلي "أسوشييتد برس" التي تعتبر أحد أركان الصحافة في الولايات المتحدة من دخول المكتب البيضوي في البيت الأبيض أو الطائرة الرئاسية، لأن الوكالة لم تمتثل للأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب وغير بموجبه اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.ونددت رئيسة تحرير "أسوشييتد برس" جولي بيس، بهذا المنع معتبرة إياه "انتهاكاً صارخاً للتعديل الأول" للدستور الأميركي الذي يكفل حرية الصحافة وحرية التعبير. وفي مذكرة تحريرية، أوضحت "أسوشييتد برس" أن المرسوم الذي غير بموجبه ترامب اسم خليج المكسيك تنحصر صلاحيته في الولايات المتحدة ولم تعترف به المكسيك ولا الدول الأخرى أو المنظمات الدولية.وأضافت الوكالة أنها "ستشير إليه باسمه الأصلي مع أخذ الاسم الجديد الذي اختاره ترامب في الاعتبار"، واغتنم ترامب الفرصة لمهاجمة عمل صحافيي الوكالة. وقال الملياردير الجمهوري: "كما تعلمون، كانت وكالة أسوشييتد برس مخطئة تماماً بشأن الانتخابات، وبشأن ترامب، وبشأن معاملة ترامب، وبشأن أشياء أخرى تتعلق بترامب وبالجمهوريين وبالمحافظين".وخلال فترة ولايته الأولى، وصف ترامب الصحافة بأنها "عدو الشعب". ومنذ عودته إلى السلطة، صعد ترامب من هجماته على وسائل الإعلام الأميركية الكبرى.وتأسست وكالة "أسوشييتد برس" العام 1846 وتوفر المقالات والصور ومقاطع الفيديو لمجموعة واسعة من وسائل الإعلام الأميركية والأجنبية. وتوظف الوكالة أكثر من 3000 شخص، ونشرت في 2023 أكثر من 375 ألف مقال و1,24 مليون صورة و80 ألف مقطع فيديو، بحسب أرقامها. إلى ذلك، دان التحالف الأوروبي لوكالات الأنباء، في بيان نقلته "وكالة الأنباء الألمانية" إجراءات البيت الأبيض، ودعا إدارة ترامب إلى التراجع عن هذا القرار. وأشار التحالف إلى أن القيود المفروضة على وكالة الأنباء تمنع التغطية المهمة لشؤون الحكومة الأميركية من الوصول إلى ملايين الأشخاص في أوروبا، سواء بشكل مباشر من خلال الوكالة أو عبر المؤسسات الإعلامية الأوروبية الشريكة.وقال الأمين العام للتحالف ألكساندرو جيبوي: "منع صحافيي وكالة أسوشييتد برس من الوصول إلى أماكن رئيسية مثل المكتب البيضاوي وطائرة الرئاسة يشكل مصدر قلق كبير. هذه القيود لا تؤثر فقط في المؤسسات الإعلامية الفردية، بل تعيق أيضاً قدرة المشهد الإعلامي الأوسع على إيصال المعلومات للجمهور".وتملك وكالات الأنباء عقوداً مع العديد من الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية والمؤسسات الإعلامية الأخرى، التي تعتمد على تقاريرها في البحث أو تعيد نشرها مباشرة. وتعتبر "أسوشييتد برس" واحدة من أهم وكالات الأنباء على مستوى العالم، وغالباً ما تحظى الوكالة غير الربحية بأولوية الوصول إلى المؤتمرات الصحافية في الولايات المتحدة نظراً لنطاق تغطيتها الواسع وأهمية تقاريرها الإخبارية.