اختير عشرة مصورين/ات للمشاركة في الدورة الحادية عشرة من برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي للمصورين/ات الناشئين/ات.تتناول المشاريع أحداثاً كبرى شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، لكنها تتعمق في التجربة الشخصية بوصفها مدخلاً لفهم التاريخ. من رسم صورة حميمية لحياة النزوح وتأملات في معنى العيش في زمن الحروب والإبادة الجماعية، إلى إعادة توظيف المواد الأرشيفية لالتقاط ما قد يكون عصياً على الوصف في فضاءاتنا، يسعى المصورون والمصورات إلى نسج عناصر متنوعة لإنتاج صور ترتبط بواقعنا الحاضر.ضمت لجنة تحكيم برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي لعام 2025 الفنانة والقيّمة والباحثة ومعلمة التصوير الفوتوغرافي هبة فريد (مصر)، والمصورة والمعلمة رلى حلواني (فلسطين)، وعضوة مؤسسة ماغنوم للتصوير الفوتوغرافي والمصورة صبيحة سيمين (تركيا). وأصدرت اللجنة البيان التالي، الذي يلخص انطباعاتها:"تشرفنا كأعضاء لجنة التحكيم في هذه الدورة من برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي المرموق، الذي يحتفي بالمواهب الاستثنائية للمصورين والمصورات من الدول العربية، بمراجعة الأعمال المقدمة، والتي عرضت تنوعاً واسعاً في التقنيات والموضوعات، مُظهرةً قدرة المصورين على التقاط تنوع تراثهم الثقافي وتقديم رؤى مبتكرة. كان من المُلهم رؤية التفاني في العمق المفاهيمي والحرفية، حيث قدم كل عمل سرداً فريداً.تأملنا في التمثيلات العميقة للفقد والدمار، وأهمية ممارسات التذكر في المشاريع المقدمة. نقدر بشكل خاص تنوّع المشاريع، من القصص الشخصية وغير الممثلة بشكل كافٍ إلى القضايا الجغرافية والاجتماعية الملحّة. قدمت لنا هذه المشاريع فهماً أعمق لتجارب المصورين الفريدة وسياقاتهم، إلى جانب شجاعتهم في الاشتباك مع الموضوعات الصعبة.برز خيط مشترك بين الأعمال المختارة: القدرة المتميزة على نقل المعنى من خلال التصوير الفوتوغرافي، والذي عزَّزه العديد من الفنانين بدمج أشكال فنية أخرى. كما نود أن نسلط الضوء على الاستخدام الاستكشافي والتجريبي ، وإدماج الوسائط المركبة مثل السينما، والنحت، والرسم، والكولاج. تحدثت هذه الأعمال إلينا بطريقة شخصية وحميمية للغاية.من التحديات التي واجهتنا هو الاعتراف بأن العديد من المشاريع المهمة كانت بحاجة إلى توجيه دقيق وصقل لتحقيق كامل إمكاناتها. أصبح من الواضح كيف يشكل نقص الموارد عائقاً لبعض المتقدمين، ومدى أهمية دعمهم كي يعبروا عن رؤيتهم بفعالية، سواء في بياناتهم أو اختيارات صورهم.بعض المشاريع كانت بحاجة إلى نهج علمي قائم على البحث بشكل أكبر، مثل تلك التي تركز على الأنثروبولوجيا أو البيئة. نأمل أن يُقدَّم المزيد من الدعم في المستقبل للمنهجيات متعددة التخصصات التي تعزز تطوير مهارات التصوير الفوتوغرافي للاشتباك مع القضايا الهامة في العلوم.المشاريع العشر الناجحة في هذه الدورة تميزت بمفاهيم واضحة، ولغة بصرية متماسكة، وصدًى عاطفي. ورغم أن الجودة الجمالية للصور مهمة، إلا أن الاختيار النهائي يعكس مشاريع قوية ومبدعة وفريدة. أحد الموضوعات المتكررة في الأعمال المختارة هو الفقدان والتهجير، ما يعكس العديد من الصراعات التي تتكشف في منطقتنا. كما تكرر تناول الأزمة الوجودية التي يواجهها المجتمع، وخاصة بين الشباب.أولت لجنة التحكيم عناية خاصة بمراجعة الأعمال السابقة للمتقدمين جنباً إلى جنب مع أعمالهم المقدمة، مع التركيز على المنطقة المُمثَلة وعلى القصص التي يمكنها الاستفادة بشكل أكبر من دعم برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي وتسليط الضوء على أعمالهم.وبينما نحن راضون عن اختياراتنا، نود أن نقدم نصيحة للمتقدمين في المستقبل حول أهمية ضمان توافق الصورة البصرية مع مفهوم المشروع ووصفه. نشجع المتقدمين على إعداد أعمالهم بعناية، مع التركيز على جودة العرض، والاتساق، والبيانات الموجزة، وهي أمور ضرورية لطلب ناجح. من المهم تطوير لغة بصرية واضحة واختيار صور مدروسة. نرى أن العديد من المشاريع يمكن أن تستفيد من المزيد من البحث البصري والاطلاع أكثر على الأعمال الموجودة.نُثمن بشدة تفاني جميع المتقدمين، ونشيد ببرنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي والصندوق العربي للثقافة والفنون على الالتزام الراسخ بتعزيز الإبداع وتميز السرد القصصي في المنطقة العربية. نٌقدم تهانينا لجميع المشاركين على جهودهم الاستثنائية".ندعوكم لاستكشاف المشاريع العشرة المختارة عبر الروابط أدناه:حب الأديم – خالد العربي، السودانتساؤلات وجودية في زمن الإبادة – عمر ملص، سورياقصة غير متوقعة من مدينة لم تعد منسية – حسن كامل، السودانالرمادي أصبح الأخضر الجديد – فارس زيتون، مصربولس في طرابلس – بول غره، لبنان
عنوان غير موجود – ربى الفراونة، فلسطينبس قرَّب موسم الرمان – رباب شمس الدين، لبنانعن الحرب والنزوح – هاشم نصر، السودانأدنى نقطة على الأرض – مريم الخصاونة، الأردن(*) أُطلق برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي من قبل الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، بالشراكة مع صندوق الأمير كلاوس ومؤسسة ماغنوم.