انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات من ناشطين وسياسيين لوضع لبنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم وزعمت بعض الشائعات ان اميركا امهلت الحكومة اللبنانية شهراً واحداً لانتشار الجيش اللبناني ونزع سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني وإلا سيتم ادراج لبنان تحت الفصل السابع، وارسال قوات دولية لتنفيذ القرارات الصادرة عن الامم المتحدة في حال امتنعت الحكومة اللبنانية عن تطبيق القوانين الدولية كاملة.
هذا الامر نفاه نفياً قاطعاً وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي مؤكداً ان ما من احد تحدث معه في هذا الموضوع.
ان ادراج اي بلد تحت هذا البند يجب ان يكون هناك تهديد للسلم والأمن الدوليين، مما يسمح باتخاذ إجراءات قسرية، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية فما هو الفصل السابع؟
في ميثاق الامم المتحدة ان الفصل السابع يمنح مجلس الأمن صلاحيات واسعة للتعامل مع حالات تهديد الأمن والسلم الدوليين لا انه لاقرار يجب ان يحوز على موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وعدم استخدام اي منها “الفيتو”.
ما تأثيرات وضع لبنان تحت الفصل السابع؟
في السياسة الداخلية وكما في اي قضية اساسية تنقسم الآراء حيث يرى البعض ان هذا الادراج يخرق بشكل فاضح السيادة اللبنانية فيما يهلل له البعض الاخر ويعتبره انتصاراً له ولخطه السياسي.
ويؤكد اصحاب الرأي الاول ان هذا الامر سيترتب عليه عواقف وخيمة وسيشكل مساساً بالسيادة الوطنية وتدخلاً دولياً مباشراً في لبنان لناحية اعتباره عاجزاً عن ادارة مؤسساته بحيث يتم فرض وصاية أممية عليها بالاضافة الى إجراءات اقتصادية قاسية، مثل تجميد أصول الدولة أو منع التعامل المالي معها ما قد يؤدي الى إنهيار الاقتصاد المحلي ناهيك عن تدخل عسكري في حال قررت الأمم المتحدة أن الوضع يشكل خطراً إقليمياً.
اما بالنسبة لمؤيدي هذا الأجراء فانهم يعتبرون ان له إيجابيات عديدة أبرزها فرض الاستقرار في لبنان بالقوة الدولية وإنهاء اي صراع داخلي او اي تهديد خارجي، كما انه يحمي المدنيين من اي انتهاك مع إجبار الأطراف المتنازعة للاتجاه نحو الحلول السياسية والوصول إلى اتفاقات تُنهي الأزمات وتؤدي الى تطبيق قرارات مجلس الأمن بصرامة.
ان تهديد لبنان بوضعه تحت الفصل السابع ليس بجديد وهو يطل برأسه مع كل ازمة وهو حالياً برأي احد الحقوقيين يشكل خدمة لاسرائيل وليس للبنان وقد يضر بالشعب والدولة معاً، كما انه بدل ان يوصلنا الى الاستقرار قد يدفع الى تعزيز الانقسامات الداخلية وتفاقم النزاعات بدل حلها لاسيما اذا شعر احد الاطراف من خلال تطبيقه بفائض قوة معتبراً ان لبنان لا يمكن ان ينهض بغلبة فريق على اخر بل بالانصهار الوطني وتطبيق دولة العدالة والمساواة.
موقع سفير الشمال الإلكتروني