أبلغ مصدرين مطلعين في الإدارة الذاتية، "المدن"، اليوم الثلاثاء، بأن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وافقت على الانضمام لمظلة وزارة الدفاع السورية، بضمانات من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني.
جاءت موافقة قسد خلال اجتماع ثلاثي عُقد أمس الاثنين، مع مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) والإدارة الذاتية، في شمال شرق سوريا.انخراط بالجيشوقالت المصادر إن الأطراف الثلاثة خرجوا باتفاق على حل قسد، وانضمامها للجيش السوري الجديد، وتفعيل مؤسسات الدولة السورية داخل مناطق الإدارة الذاتية، لكن على أن تبقى مؤسسات الشرطة المحلية تحت إدارة الإدارة الذاتية، بينما تكون قوات الأمن من أبناء المنطقة، مرتبطة بجهاز الأمن العام في وزارة الداخلية السورية.ونقلت المصادر تسريبات من أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، تفيد بأن مسعود برزاني، سيضمن حماية أكراد سوريا لدى الحكومة السورية وتركيا كذلك، شرط أن توافق قسد على حلّ نفسها والانضمام للجيش السوري، وتطرد العناصر الأجنبية من حزب "العمال" الكردستاني، وهو ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الثلاثي.ولفتت إلى أن قسد متخوفة من عمليات انتقام بحق قادتها وعناصرها، في شمال شرق سوريا، ولذلك اتفقت على أن تكون قوات الشرطة من أبناء المنطقة وتحت إداراتها. وأشارت المصادر إلى أن تلك البنود المتفق عليها، نُقلت إلى الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، لقبولها كاملة، أو التفاوض من جديد على تفاصيل معينة، لا سيما بشأن الشرطة وقوات الأمن.أسباب القبولويرى الباحث السياسي فراس علاوي، في حديث لـ"المدن"، أن الأخبار المسربة من قبل قسد، هي نتيجة تقدم المفاوضات مع الشرع، وبناء ثقة، معتبراً أن تنفيذ الاتفاق سيتم على مراحل تبدأ بإدخال مؤسسات الدولة، وصولاً لحلّ قسد، وتحقيق الاندماج الكامل فيما بعد.وبرأي علاوي، فإن ما دفع قسد للقبول بحلّ نفسها، يرجع إلى 3 أسباب، أولها التصريحات الأميركية بعزمها الانسحاب من شمال شرق سوريا، بينما السبب الثاني هو محاولة أوروبا التقرب من حكومة دمشق، باعتبارها الجهة الأقوى، وأيضاً لاعتبارات تتعلق بإعادة الإعمار.ويضيف أن هناك حديث عن تحالف أمني بين دول المنطقة لمحاربة تنظيم "داعش"، وسوريا ستكون شريكة فيه، وبالتالي سينتفي أي دور لقسد، لأن الولايات المتحدة وأوروبا سبق وأكدت أن التحالف مع المقاتلين الأكراد هو فقط لأجل قتال التنظيم.ويلفت علاوي إلى وجود سبب داخلي، يتمثل بالغضب الشعبي لسكان المناطق التي تسيطر عليها قسد، خصوصاً في الرقة وديرالزور، قد يتحول إلى شكل مسلح، وانسحاب المكون العربي منها.