2025- 02 - 23   |   بحث في الموقع  
logo “رسالة” من إسرائيل بعد تحليق الطائرات فوق مكان تشييع “نصرالله”! logo الشيخ قاسم: لتسمع كل الدنيا أنكم على العهد logo الشيخ قاسم: نفتقدك يا سيد وسنحفظ الأمانة logo هل تم تعيين فرح الأتاسي مندوبة لسوريا بالأمم المتحدة؟ logo بالصور: كيف بدت مشاهد مراسم تشييع نصر الله وصفي الدين؟ logo "رسالةٌ حربية فوق جنازة نصر الله"... كاتس يهدد! logo كلمة "مؤثرة" لقاسم عن نصرالله: سنكمل الطريق ولو قتلنا جميعاً logo في يوم وداع نصرالله... قرارٌ بارز لحزب الله!
ترامب يعصف بمؤتمر ميونيخ الأمني
2025-02-18 12:55:48

لم يمض شهر على عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حتى أصبحت عناصر مثل المفاجأة، الدهشة، الصدمة والإستغراب، ملازمة لأي قرار يتخذه أو تصريح يدلي به أو نشاط سياسي يشارك فيه ترامب وممثلوه. ولم ينج من كل هذه المواصفات مؤتمر ميونيخ السنوي لقضايا الأمن الذي عقد خلال الأيام الثلاثة المنصرمة. فلم يخرج أحد من المشاركين فيه من عشرات زعماء الدول والمنظمات ورجال الأعمال، مطمئناً على أمن بلده أو منظمته أو أعماله. ومن لم يصبه مباشرة رذاذ العنجهية الذي تطاير من كلمة نائب ترامب جيه دي فانس، لم يخرج من المؤتمر مطمئناً إلى أن العالم سيبقى في السنوات المقبلة على مساره المعهود، تضبطه القوانين والأعراف الدولية.ومع أن أياً من المسؤولين الروس لم يكن مشاركاً في المؤتمر، على خلفية عدم دعوة روسيا للمشاركة منذ غزوها لأوكرانيا العام 2022، إلا أن هؤلاء المسؤولين قد يكونون الوحيدين الذين عبروا عن ارتياحهم وترحيبهم بالأجواء المتوترة بين الولايات المتحدة وأوروبا، والتي سادت المؤتمر بعد كلمة نائب الرئيس الأميركي. فقد رأى رئيس البرلمان الروسي (الدوما) فيتشيسلاف فالودين، في رفض القادة الأوروبيين إنتقادات نائب الرئيس الأميركي للديموقراطية الأوروبية، عجزاً عن سماعهم الحقيقة عن أنفسهم. ورأى أن تصريحات فانس قدمت تقييماً موضوعياً لما يجري في البلدان الأوروبية. وقال بأن جميع التصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس الأميركي، لم تثر لدى القادة الأوروبيين سوى نوبات الإنزعاج والغضب. ورأى أن هذا ليس مستغرباً من جانبهم، لأنهم كانوا يؤيدون وصول مرشح آخر في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة.إنتقادات نائب الرئيس الأميركي للقادة الأوروبيين، والتي رآها فالودين موضوعية، كادت تلامس التوبيخ. وقد حمّل فانس الديموقراطية الأوروبية المسؤولية عن عدم وصول اليمين الأوروبي المتطرف في عدائه للمهاجرين، إلى الهيئات التمثيلية. ورأى أن حرية الكلمة في الأنظمة الأوروبية، لا يتسع صدرها لسماع الرأي الآخر، مثل أصوات المحتجين في لندن على تشريع السلطات الربيطانية للإجهاض. كما رأى نائب الرئيس في إعادة الإنتخابات الرئاسية في رومانيا، محاولة للحؤول دون فوز المرشح المتهم بالولاء لروسيا. واستنتج أن الديموقراطية الأوروبية تعاني هشاشة تستطيع تقويضها آلاف دولارات الكرملين التي قد يكون دفعها لشراء ولاء المرشح الرئاسي، وفق ما نقله موقع BFM الروسي وسواه في 16 الجاري.ترامب الثاني في البيت الأبيض، ليس ترامب الأول. فعودته الثانية لا تختصرها مشاعر الصدمة والمفاجأة والإستغراب المرافقة لكل ما يأتيه، بل تنطوي على دلائل تغيرات عميقة في مرتكزات الأنظمة الليبرالية الديموقراطية في الولايات المتحدة والغرب عموماً. وأفصحت كلمة نائبه فانس في مؤتمر ميونيخ عن الكثير من ما يحمله ترامب الثاني من تعديلات مشوهة في الديموقراطية والليبرالية وحرية الكلمة.بعد أيام من فوز ترامب برئاسته الثانية، نقل الموقع الروسي Briefly في 8 تشرين الثاني/نوفومبر المنصرم النقاط الرئيسية لمقالة فرنسيس يوكوهاما الشهير في "الفايننشال تايمز" بعنوان "دونالد ترامب يفتتح حقبة جديدة في السياسة الأميركية".رأى يوكوهاما أن الإنتخابات الأخيرة التي فاز فيها ترامب والحزب الجمهوري، تتخطى أهميتها التغيرات الكبيرة التي ستؤدي إليها في الحقول السياسية المهمة، من أوكرانيا إلى المهاجرين. وتمثل نتيجتها رفضاً حاسماً من جانب الناخبين الأميركيين لليبرالية والطريقة الخاصة التي تطور بها فهم "المجتمع الحر" منذ ثمانينيات القرن العشرين. وحين فاز ترامب بإنتخابات العام 2016، كان من السهل الاعتقاد بأن الحدث كان استثناءً. وعندما تولى بايدن رئاسة البيت الأبيض بعد أربع سنوات، بدا وكأن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد فترة رئاسة كارثية استمرت لفترة واحدة. لكن بعد ما أسفرت عنه الإنتخابات الأخيرة، يبدو الآن أن رئاسة بايدن كانت الإستثناء، في حين يفتتح ترامب عصرًا جديدًا في السياسة الأميركية وربما العالم أجمع.يرى يوكوهاما أن ترامب لا يريد فقط القضاء على الليبرالية الجديدة وتلك الناهضة، بل يشكل أيضًا تهديدًا خطيرًا لليبرالية الكلاسيكية نفسها، وهو ما يبدو واضحاً في مجموعة من القضايا السياسية. والسؤال الحقيقي في هذه المرحلة لا يتعلق بمدى خبث طموحاته، بل بقدرته على تنفيذ ما يهدد به بالفعل. ويؤكد خطأ الجمهورييين الذين يزعمون بأن الضوابط والتوازنات في النظام الأميركي، تمنعه من "فعل أسوأ ما يمكنه فعله، لكن علينا أن نأخذ نواياه المعلنة على محمل الجد".أشار الكاتب إلى التغيرات الخارجية المرتقبة في عهد ترامب، ولم يأت على ذكر الشرق الأوسط وإسرائيل (ربما بسبب إختصار الموقع للنص). بل أشار إلى أن اوكرانيا هي الخاسر الأكبر في عهد ترامب، وإلى أنه عازم على الإنسحاب من حلف الناتو أو إضعافه بعدم الإلتزام بضمانات الدفاع المتبادل. ورأى أن ليس في أوروبا مَن يستطيع الحلول مكان أميركا في زعامة الحلف، وتبقى المجابهة مع روسيا والصين موضع تساؤل كبير. ورأى أن إنتصار ترامب سيلهم الشعبويين الأوروبيين.كما رأى يوكوهاما أنه مخطئ من كان قبل الإنتخابات يتهم ترامب بالفاشية. فهو لا ينوي إقامة نظام توتاليتاري في الولايات المتحدة، بل سيتم، على الأرجح، تدمير تدريجي للمؤسسات الليبرالية، كما حدث في هنغاريا بعد عودة فيكتور أوربان إلى السلطة العامة 2010. لم تكن كلمة نائب ترامب التي عصفت بمؤتمر ميونيخ الأمني هي العامل الوحيد الذي صدم أوروبا، وجعل بعض قادتها من البلطيق يعترفون بتباطؤهم في الإعداد لمواجهة هذه اللحظة. فقد سبق مؤتمر ميونيخ بيومين، لقاء وزراء دفاع الناتو في بروكسل، تحدث فيه وزير الدفاع الأميركي بيتر هيجسيث.الموقع الروسي عينه Briefly، وبطريقته المعهودة عينها بنشر إختصارات عن الصحف والكتب الأجنبية، نشر في 15 الجاري موجزاً عن نص للموقع الأميركي "بوليتيكو" تحدث فيه عن مؤتمر ميونيخ وإجتماع وزراء دفاع حلف الناتو في 12 الجاري في بروكسل. أضاف "بوليتيكو"، أنه حين كان المسؤلون الأوروبيون يتوجهون إلى قمة ميونيخ، كانوا ما زالوا في حالة صدمة من المكالمة الهاتفية التي استمرت 90 دقيقة بين ترامب وبوتين، وكذلك كلمة وزير الدفاع الأميركي بيتر هيجسيث في بروكسل قبل يومين. وكان التصريح "الأكثر أهمية وإثارة للرعب" الذي أدلى به هيجسيث هو تحذيره من أن "الواقع" سيحول دون أن تكون الولايات المتحدة الضامن لأمن أوروبا، أي لا وجود لدعم أميركي.وأشار الموقع إلى أن سيل التصريات المتلاحقة التي تطلقها إدارة ترامب وتثير الصدمة والرعب في الولايات المتحدة، تترك أوروبا أيضاً في حال من الذهول والإرتباك، وهو ما تتوخاه بلا شك إستراتيجية إدارة ترامب. وهم بذلك يربكون المعارضين والمنتقدين، ولا يمنحونهم سوى القليل من الوقت لإلتقاط أنفسهم وإعادة رسم توجههم. ويقول الموقع أن المشرّعين الأميركيين الذين حضروا القمة، حاولوا تهدئة أوروبا القلقة، لكن بلا طائل. ونقل عن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ روجر ويكر، قوله بأن وزير الدفاع ارتكب "خطأ مسؤول مبتدئ". يضيف موقع بوليتيكو إن تحذير وزير الدفاع الأميركي من أن "الواقع" يحول دون أن تكون أميركا الضامن للأمن الأوروبي، جعل الأوروبيين يصرون على أسنانهم، لا سيما حين يضاف إليه تعبير قاسٍ آخر: "لا تخطئوا، لن يسمح الرئيس ترامب لأحد بتحويل العم سام إلى عم مغفل".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top