تسود حالة من الترقب الشارع اللبناني، بعد نهاية اسبوع ساخنة مليئة بالتظاهرات وقطع طريق المطار وشهدت اشتباكات بين المواطنين والقوى العسكرية والامنية، كل ذلك على وقع الخشية من عدم استكمال الاحتلال الاسرائيلي انسحابه من الاراضي الجنوبية بحلول اليوم وفق ما اتفق عليه، عقب تمديد اتفاق وقف اطلاق النار في السادس والعشرين من كانون الثاني الماضي.
الى ذلك، اكدت مصادر امنية معادية عبر صحيفة يديعوت احرونوت انتظارها لاوامر القيادة بشأن الانسحاب أو تمديد البقاء، جزمت ان عدد القوات التي ستنشر على الحدود مع لبنان سيكون ثلاثة اضعاف ما كان عليه سابقاً.
ووفق ما بات معلوماً فإن الجيش الاسرائيلي مصرّ على البقاء في نقاط خمس هي الحمامص، نقطة بين مركبا حولا ووادي هونين، جل الدير، جبل بلاط واللبونة وفق ما هو مبين في الخريطة التالية
من جهته، ابدى لبنان الرسمي تخوفاً من عدم اتمام العدو الاسرائيلي انسحابه من الجنوب، وهو ما اكده الرئيس جوزيف عون امس، اذ قال: ان “العدو الإسرائيلي لا يؤتمن له، ونحن متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غدا”، واضاف “لبنان لم يعد يحتمل حرباً جديدة”.
توازياً، ورغم رضوخ العدو الاسرائيلي للضغوط الاميركية وموافقته على الانسحاب من البلدات اللبنانية باستثناء النقاط الخمس، الا انه لا يزال متحكماً بلجنة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والتي تخضع لاملاءات جيش الاحتلال، ويظهر ذلك جلياً في تصرفاتها مع الجيش اللبناني حيث تشير المعلومات الى ان اللجنة رفضت طلب الجيش بالموافقة على خطة لانتشاره نهاية الاسبوع الماضي في بلدات بليدا، ميس الجبل، حولا ومركبا.
وفي سياق متصل، فإن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يراهن على احداث فتنة داخلية بين الجيش اللبناني وحزب الله، وتجلى ذلك في الكلام الذي قاله اثناء المؤتمر الصحافي الذي جمعه بوزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو عندما دعا الحكومة اللبنانية الى نزع سلاح حزب الله.
اذاً، وامام كل ما تقدم يبدو ان جيش العدو الاسرائيلي لن ينسحب من الجنوب، وان انسحب فإنه سيظل يتحين الفرص لتجديد اعتداءاته التي لم تتوقف في الاساس.
وعلى قاعدة “مين جرّب المجرّب كان عقله مخرّبا”، على العهد الجديد وحكومته ادراك صعوبة ودقة المرحلة الحالية ومعرفة كيفية التعامل معها خاصة وان استمرار المناوشات جنوباً وتواصل العدوان الاسرائيلي سينعكسان سلباً على الداخل المتأزم اصلاً، والذي بات على شفير الانفجار.
موقع سفير الشمال الإلكتروني