2025- 02 - 20   |   بحث في الموقع  
logo توقيف منفّذ 30 عملية نشل logo "أغنية الغابة" بالعربية...أسحار أوكرانيا وقد مرّت بالجزائر logo "ألترا سوريا": منصة جديدة تكسر اختزال البلاد في العنف logo تقرير "رابطة الصحافيين السوريين" 2024: النظام تصدّر الانتهاكات logo "ترامب الملك"! logo تركيا تعتقل متهماً بـ"الإساءة لأردوغان" في سوريا logo التوتر يتصاعد بين ترامب وزيلينسكي: تهديد جديد لمساعي السلام! logo بالفيديو: "إذا مش عاجبكم هاجروا"... هذا ما حصل في المطار!
"المدن" في كفرشوبا: الأهالي يتوقون لسلطة الجيش والقانون!
2025-02-18 00:25:46


يتوق أهالي بلدة كفرشوبا إلى سلطة الجيش اللبناني وإلى المرحلة السياسية المستجدة في لبنان. وهذا الأمر ليس تفصيلًا، فهم يحتاجون إلى الأمان بعد عقود طويلة من المعاناة والمعارك المتواصلة انطلاقًا من حساسية موقع هذه البلدة. وإذ يبدو جليًا اليوم أن مطلبهم الأساسي هو إعادة اعمار بلدتهم وتأمين احتياجاتهم اليومية التي لم تعد متوفرة.
أكثر من مئة عائلة لبنانيّة عادت إلى بلدة كفرشوبا منذ دخول الجيش اللبنانيّ في الثاني والعشرين من كانون الثاني الماضي. رجع الأهالي إلى منازلهم على الرغم من انعدام كل سبل العيش هناك، فالتيار الكهربائي مقطوع بشكل كامل، والمياه غير متوفرة، ومتاجرهم مُدمرة.الحاجة إلى الدولة"نرغب ببسط سلطة الجيش اللبنانيّ في بلدتنا". عبارة واحدة رُددت اليوم على لسان عشرات الأهالي، الذين عبّروا عن حاجتهم إلى دولة القانون لحمايتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسيّة، بعيدًا عن الأحزاب السياسيّة والطائفية، بحسب أقوالهم.
تضرّر منزل حسني غانم بشكل كبير جراء سقوط قذيفة إسرائيلية ملاصقة للمنزل، لكنه أصرّ على العودة وترك مدينة صيدا التي نزح إليها خلال أشهر الحرب. أصلح بعض الأضرار البسيطة، وركّب ألواح من الطاقة الشمسية لتزويد منزله بالتيار الكهربائيّ. يقول في حديثه لـ"المدن": "استقبلنا عناصر الجيش اللبناني برش حبات الأرز والورود، نحن بحاجة للدولة اللبنانيّة لنشعر بأمانٍ بعد عقود من المعاناة، وهذا مطلب يردده سكان البلدة بشكل يوميّ". ويتابع "دمر العدو الإسرائيليّ الكثير من المنازل السكنية، ساحة البلدة اختفت كلها، وبدأ الأهالي يتوافدون إلى البلدة لترميم منازلهم، أما أصحاب المنازل المدمرة فهم بانتظار المساعدات المالية ليتمكنوا من تعميرها. الكهرباء غير متوفرة، لذلك قمنا بتركيب ألواح للطاقة الشمسية، وهناك من اكتفى باستخدام أصابع الشمع أو البطاريات بسبب تردّي أحواله الماديّة. كما أن المياه غير متوفرة، وجميع الأهالي يعتمدون حاليًا على بئر البلدة المخصص لتجميع مياه الأمطار، لكن أزمة المياه ستتضاعف بسبب عدم تساقط كميات وفيرة من المياه هذا العام".
وبحسب شهادات أهالي البلدة، فعلاقتهم متينة بقوات "اليونيفيل" الأممية لحفظ السلام، وهنا يؤكد حسني أن عناصر اليونيفيل لم يتعرضوا قط لأي موقف مريب في كفرشوبا، فهم يتبادلون الأحاديث مع الأهالي بشكل يوميّ، ويشربون القهوة سويًا في مقهى البلدة، حتى أن بعض الأهالي تعلموا بعض الكلمات باللغة الإنكليزية ليتمكنوا من التواصل مع العناصر بشكل أوضح".مئات المنازل المدمرةجالت "المدن" في أحياء البلدة اليوم، وإلتقت برئيس البلدية قاسم القادري الذي أكد أن هناك أكثر من 160 وحدة سكنية مدمرة بالكامل، وأكثر من 560 وحدة سكنية لم تعد صالحة للسكن وبحاجة إلى تهديم إضافة إلى مئات المنازل المتضررة والتي تحتاج إلى ترميمٍ. وأضاف: "أهالي البلدة نزحوا إلى الهبارية وحاصبيا وصيدا وبيروت، لكنهم تفاجئوا لدى عودتهم بحجم الدمار، وغالبية المحال التجارية تحولت لرمادٍ، وبالرغم من عودة أكثر من مئة عائلة للبلدة إلا أنهم يفتقرون لأدنى أساليب العيش، فهم بحاجة إلى اجتياز مسافة طويلة والخروج من البلدة لتأمين احتياجاتهم اليومية كالطعام والشراب والأدوية".
تضررت كفرشوبا بشكل كبير، والدمار لم ينحصر بالأحجار والإسمنت، بل طال المواشي أيضًا. وبحسب القادري فإن كفرشوبا المعروفة بأراضيها الزراعية خسرت حوالى الـ10 آلاف رأس ماعز في هذه الحرب، فأصحاب هذه المواشي قاموا ببيع عدد كبير منها، وهناك من فضّل نقل الآلاف منهم إلى البقاع خوفًا من استهدافها، أما القسم المتبقي فاستهدفتها القوات الإسرائيليّة، واليوم أيضًا فخخت مزرعة كبيرة للمواشي وفجرتها بعد أقل من ساعة. ويضيف: "معاناة الناس تضاعفت، وهم يوميًا يدفعون أثمانًا باهظة جدًا بسبب موقع هذه البلدة الحدوديّة الحساس، وإلتزامهم بوطنيتهم، إضافة إلى المعارك الفُجائية".
وقبل ساعات من الموعد المتوقع فيه خروج قوات الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانيّة، تفاجأ أهالي البلدة بقوات مشاة إسرائيليّة تقترب من الأحياء السكنية صباح أمس الإثنين، 17 شباط بدبابات الميركافا، وعمدت الفرق الإسرائيليّة على تفتيش المنازل الخالية من الأهالي، وفخخت ثلاثة منازل ومزرعة للمواشي، وفجرتها خلال ساعتين، وقامت العناصر بتمشيط المنطقة عبر إلقاء الرصاص الرشاش بشكل عشوائيّ، والقنابل الصوتيّة بالقرب من الأهالي لترهيبهم، واقتلعوا عشرات أشجار الزيتون التي يتخطى عمرها الأربعين عامًا وعند الثالثة ظهرًا انسحبوا من البلدة.
دخل محمد العصب إلى البلدة مع الجيش اللبنانيّ، ويعمل حاليًا في مساعدة الأهالي للعودة إلى منازلهم. ويقول: "غادرت البلدة لشهرين فقط بسبب القصف الإسرائيليّ العنيف على البلدة، طيلة الأشهر الأولى من الحرب لم نغادر البلدة أبدًا، ونعمل حاليًا على تأمين المساعدات المالية للسكان لترميم منازلهم، فأكثر من 200 عائلة خسرت أرزاقها التي تعتاش منها، ونعاني من عدة مشاكل وأهمها أن أولئك الذين خسروا منازلهم يرغبون بالعودة إلى البلدة، لكن ما من شقق متوفرة للايجار، لذلك أجبروا على البقاء في الأماكن التي نزحوا إليها، وهناك مجموعة من العائلات انتقلت للسكن في القرى المجاورة".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top