قبل يومٍ واحد من انتهاء مدّة اتفاق وقف إطلاق النار المُمدّد، تواصلت الخروقات الإسرائيليّة في الجنوب اللّبنانيّ، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمنيّ على الحدود. وأفادت تقارير ميدانيّة بأنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ شنّ غاراتٍ على مناطق عدّة، من بينها بلدة طير حرفا من دون تسجيل إصابات، بالإضافة إلى غارة أخرى على منطقة العين الزرقا في قضاء صور، وغارتين على مجرى نهر الليطاني في القطاع الشرقي جنوبًا. كما قامت القوّات الإسرائيليّة بتنفيذ تفجيرين في بلدة العديسة.
وفي تصعيد إضافيّ، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية صباح اليوم في بلدة كفرشوبا جنوب لبنان، مدعومة بدبابات وجرافات عسكرية، قبل أن تنسحب إلى أطراف البلدة بعد الظهر. وخلال التوغّل، ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتيّة بالقرب من رئيس بلدية كفرشوبا، قاسم القادري، والأهالي الذين كانوا يتابعون تطورات التوغّل.سحب جثمان وإجلاء العالقينوفي تطور إنساني مأساوي، تمكن فريق من الصليب الأحمر الدوليّ والجيش الّلبنانيّ مساء اليوم من سحب جثمان الشهيدة خديجة عطوي من بلدة حولا، بعدما استشهدت بنيران إسرائيليّة يوم أمس. وتمّ نقل جثمانها إلى مستشفى تبنين الحكومي. كما كان أهالي بلدة حولا قد تجمعوا في انتظار الجيش اللبناني والصليب الأحمر لإجلاء ستة مواطنين عالقين منذ الأمس بعد منع القوات الإسرائيلية خروجهم. ومن بين المحتجزين، الجريحة حنان عطوي (شقيقة خديجة)، وزوجها جاد قطيش وطفلاه، إضافة إلى فادي قطيش وطفلته. وفي وقت لاحق، أفيد بأن المواطنين المحتجزين تمكنوا من مغادرة البلدة من دون تدخل فرق الإغاثة اللبنانية.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، صعدت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية على طول الحدود الجنوبية، حيث أحرقت منازل المدنيين في بلدة العديسة، كما نفذت تفجيراً في بلدة يارون. وفي منطقة ميس الجبل، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط باستخدام الأسلحة الرشاشة الثقيلة في منطقة رأس الظهر غرب البلدة، مترافقاً مع توغل آليات ودبابات في منطقة حوشين. كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين بعد الظهر على منطقة إقليم التفاح.
وفي سياق الجهود الإغاثية، عملت عناصر الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية "مركز ميس الجبل التطوعي" على فتح بعض الطرق في منطقة المفيلحة، تمهيداً لدخول فرق الهندسة التابعة للجيش اللبناني وانتشارها في البلدة. مع ذلك، لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في الأحياء الداخلية للبلدة.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يستعد للبقاء لفترة طويلة في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، مشدداً على أن "بقاء القوات مؤقت حتى ضمان تنفيذ القرار 1701"، مع التأكيد على ضرورة التأكد من جاهزية الجيش اللبناني لتنفيذ اتفاق الهدنة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيسمح غدًا للبنانيين بالعودة إلى قراهم التي غادروها بفعل العمليات العسكرية، وهي كفركلا والعديسة وحولا وميس الجبل. في المقابل، أعلن عن إقامة مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة كل بلدة إسرائيلية على الحدود مع لبنان.
ويأتي هذا التصعيد في ظل التوتر المتزايد على الحدود الجنوبية، ما يهدد بانهيار الهدنة الهشة، ويدفع المنطقة نحو مزيد من التوترات العسكرية والسياسية.