نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة، أن روسيا باتت قريبة من التوصل لاتفاق مع الحكومة السورية، يُبقي على قواعدها على الساحل السوري، وبوجود عسكري محدود.
اتفاق قريب
وقالت المصادر إن موسكو باتت قريبة من اتفاق مع دمشق، يسمح لها بالاحتفاظ ببعض الموظفين والمعدات العسكرية في سوريا، لافتة إلى أن روسيا تأمل في الاحتفاظ بالقواعد البحرية والجوية التي كانت تستخدمها، خصوصاً ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية.
ورجحت المصادر أن تحتفظ روسيا بوجود عسكري محدود في سوريا، لتحقق بذلك هدفاً استراتيجياً للرئيس فلاديمير بوتين، وذلك على الرغم من الإطاحة بحليفه، الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأكدت أن لا ضمانات بالوصول إلى اتفاق نهائي، لكنها اعتبرت أن الاتصال الأول من نوعه بين بوتين والرئيس السوري أحمد الشرع، يعكس تقاربا متزايداً بين الجانبين.
محاربة داعش
ويشير التقارب بين موسكو والقيادة السورية الجديدة، إلى أن روسيا تحاول تحسين علاقاتها مع حكام البلاد الجدد، وذلك بعد أن كان الأسد يعتمد بشكل كامل على الدعم الروسي للبقاء في السلطة.
ورجحت المصادر أن تلعب روسيا دوراً في محاربة تنظيم "داعش"، والذي مازال ينشط في مناطق شرق سوريا.
وتخشى دول أوروبية، خصوصاً في جنوب أوروبا، من أن يؤدي الانسحاب الروسي من سوريا، إلى تركيز موسكو على ليبيا، مما قد يزعزع الاستقرار في المنطقة، في وقت تضغط أوروبا لسحب تلك القوات من سوريا.
وتعد خسارة قاعدتي طرطوس وحميميم، نكسة كبيرة للكرملين، نظراً لأنهما عنصران أساسيين في الاستراتيجية الروسية، وتتيحان لموسكو تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا.
محادثات متعثرة
ولفتت الصحيفة إلى أن كانت المحادثات الروسية مع الشرع، بشأن الاحتفاظ بالقاعدتين، شهدت تعثراً في كانون الثاني/ يناير الماضي، ما دفع بوتين إلى تقديم عروض للمساعدة في إعادة الإعمار، خلال اتصاله بالرئيس السوري.
وقبل أيام، أعلنت الرئاسة الروسية عن اتصال هاتفي للرئيس بوتين، بالشرع، كان الأول من نوعه بين الجانبين، منذ إطاحة الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام بنظام الأسد المدعوم من موسكو.
وأكد بوتين خلال الاتصال، استعداد بلاده للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية لسكانها، كما ناقش الجانبان "عدة قضايا ملحة تتعلق بالتعاون العملي في المجالات التجارية والاقتصادية والتعليمية وغيرها".
وكان الشرع قد أبدى رغبته في إقامة علاقات مع روسيا، حيث قال إن روسيا هي ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة، كما شدد على أن لدمشق مصالح استراتيجية مع موسكو. وأوضح أن الإدارة الحالية لا تريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها الطويلة مع سوريا، كما أكد أن الإدارة الجديدة تتطلع إلى مصالح الشعب السوري أولاً، ولا تريد إثارة المشاكل والصراعات مع الدول الخارجية.