أعلن الأمن السوري، اليوم الاثنين، القبض على ثلاثة متورطين في مجزرة حي التضامن، جنوب العاصمة دمشق، بينهم أحد أبرز المسؤولين عنها، لكن مصادر "المدن"، أكدت أن أمجد اليوسف ليس واحداً منهم.
القبض على متورطين
وقال مدير الأمن في دمشق عبد الرحمن الدباغ، لوكالة "سانا"، إن الأمن السوري قبض على أحد رؤوس المجرمين المسؤولين عن مجزرة حي التضامن قبل 12 عاماً، موضحاً أن التحقيقات الأولية مع الموقوف، قادت إلى التعرف على عدة أشخاص ممن شاركوا في المجزرة، قبضت القوات الأمنية على اثنين منهم.
ولفت الدباغ إلى أن الموقوفين الثلاثة اعترفوا بارتكاب مجزرة التضامن، والتي تم فيها قتل أكثر من 500 رجل وامرأة من المدنيين، بدون أي محاكمة أو تهمة.
وشدد المسؤول السوري على أن البحث جارٍ للبحث على مواقع المجازر، وأن "المجرمين لن يفلتوا من العقاب وسنعمل على تقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل".
أمجد اليوسف بينهم؟
وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن العملية بدأت بالقبض على أحد أبرز المشاركين في مجزرة التضامن، وهو منذر الجزائري، وذلك عبر كمين نصب له في حي الزاهرة في العاصمة دمشق، وذلك قبل أن يعترف على آخرين ممن شاركوا في المجزرة ومجازر أخرى لم يتم كشفها على الإعلام.
وأضافت أنه، وبعد القبض على الجزائري، وبناءً على اعترافاته، نفّذت قوى الأمن حملة أمنية في حي التضامن، أدت إلى القبض على اثنين من المتورطين في المجزرة، هما سومر محمد المحمود وعماد محمد المحمود.
وأكدت أن المسؤول الأول عن المجزرة، المقدم أمجد اليوسف، لم يكن بين الموقوفين، لافتةً إلى أن مكان اليوسف لا يزال مجهولاً حتى الآن، منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بينما تشير الأنباء المتداولة إلى أنه متوارٍ عن الأنظار في قرى ريف حمص الغربي.
وكانت إدارة العمليات العسكرية قد تمكنت من القبض على مصور المجزرة، بعد عدة أيام فقط على الإطاحة بنظام الأسد.
مجزرة التضامن
في 27 نيسان/أبريل 2022، كشفت تحقيق لصحيفة "الغارديان" البريطانية، عن مجزرة مروعة ارتكبها عناصر وضباط من فرع الأمن العسكري في دمشق، المعروف بفرع "المنطقة"، أدت لمقتل 41 شخصاً، ودفنهم في مقبرة جماعية.
وظهر ضحايا المجزرة آنذاك في المقطع وهم يسقطون في مقبرة جماعية في مذبحة يعتقد أنها شملت "مئات المدنيين"، وتم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين، وكانوا معصوبي العيون، ومقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يُقتلوا بالرصاص. وعندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قتَلتهم الوقود على رفاتهم وأشعلوها ضاحكين.
وفي مقال نُشر في نسيان/أبريل 2022، في "مجلة نيو لاينز"، قال الباحثان اللذان ساعدا في فضح المجزرة، إن المقاطع المصورة التي كانت "صادمة بالفعل بسبب فظاعتها، تبرز في إيجازها وقسوتها بين آلاف الساعات من اللقطات التي فحصناها طوال حياتنا المهنية كباحثين في العنف الجماعي والإبادة الجماعية في سوريا وأماكن أخرى".
وفي تحقيق آخر في خريف العام 2022، قالت "الغارديان"، إن أمجد اليوسف، الذي ظهر وهو يقوم بإعدام المدنيين، مازال على رأس عمله في قاعدة للمخابرات السورية بمنطقة كفرسوسة في دمشق.