أكدّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وجوب إنسحاب إسرائيل بشكل كامل في الثامن عشر من شباط. استبق قاسم الموعد المحدد لنهاية المهلة الممدة وتشييع الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، بتوجيه رسالة للإسرائيلي بالقول "سنتعامل مع بقاء الجيش الإسرائيلي في أي نقطة كمحتل". بإطلالته وجه رسالة أيضاً إلى الداخل اللبناني. تحدث عن مساهمة الثنائي في صناعة مشهد الوفاق الوطني، وبدا هادئاً بالتوجه للحكومة بلغة التمني "للتعامل بحكمة وإعادة الطيران الإيراني إلى لبنان". إطلالة حملت عناوين ورسائل عدة ولم تخلو من رمزية التوقف عند الذكرى العشرين لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائلا "نسأل الله تعالى أن نكون دائمًا موحّدين"، ودعا لتحويل دماء الشهادة الى مصدر قوة للبنان.
وفي ذكرى القادة الشهداء في حزب الله، اعتبر الشيخ قاسم في كلمة متلفزة أنّ على إسرائيل الإنسحاب بالكامل من لبنان يوم الثلاثاء المقبل، مؤكداً أنّ "لا ذريعة لها، لا بنقاط خمس ولا أي تفاصيل اخرى"، مشيراً إلى أنّ "مسؤولية الدولة اللبنانية اساساً وحصراً في هذه المرحلة أن تعمل بكل جهد سياسي ودبلوماسي لجعل إسرائيل تنسحب". قاسم قال "إذا بقي العدو في أي مكان ما فهو محتل. ولن نقول لكم كيف يتم التعامل مع المحتل، ولكن الجميع يعلم كيف يكون ذلك".مشهد الوفاق الوطنيبهذه العبارات إختصر قاسم المشهد الامني ما بعد الثامن عشر من شباط، وتطرق بجملة عناوين اخرى لإنخراط حزب الله في الدولة وإعادة الإعمار والشق السياسي معتبرا أنّ "الثنائي الوطني كمّل صناعة مشهد الوفاق الوطني، وبانّ دور حزب الله وحركة أمل كان أساسيًا في عملية تسهيل انجاز الحكومة، وقبله سعينا من أجل أن تنتظم المؤسسات والكلّ يشهد أن الثنائي الوطني هو الذي كمّل انتخاب الرئاسة"، مع التأكيد على انّ "الثنائي مرتاح لإنجاز الحكومة لأنها استحقاق دستوري ضروري، والبلد لا يُعمّر إلّا بتعاون جميع الأطراف ونحن حاضرون لذلك ولإقرار الإصلاحات الضرورية".أزمة الطائرة الإيرانيةوفي ذكرى القادة الشهداء في حزب الله، قال قاسم "نحن لا نستسلم أو نُهزم أو أن يكون الباطل فوق رؤوسنا"، وتطرق إلى أزمة الطائرة الإيرانية، وسأل: "ما هي المبررات التي تمنع هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت الدولي؟ والمشكلة ليست سلامة المدنيين في مطار بيروت بوقت صعب، المشكلة في التنفيذ لأمر إسرائيلي"، معتبرا انّ "رئيس الحكومة نواف سلام اتخذ القرار بمنع هبوط الطائرة الإيرانية تحت عنوان سلامة الطيران والمدنيين، وهذا تنفيذ للقرار الإسرائيلي"، داعياً "الحكومة اللبنانية لأن تعيد النظر في قرار منع الطيران الايراني وأن تعبّر عن موقفها السيادي وتتعامل مع الموضوع بحكمة". وأكد "نحن ضدّ الاعتداء على اليونيفل".
وفي شان إعادة الإعمار قال قاسم إنّ "ما هدمته إسرائيل هدمته في الدولة اللبنانية وعلى الدولة اللبنانية مسؤولية العمل على إعادة الإعمار"، وأردف بالقول "لن نترك الناس لا بالإيواء ولا بالترميم ولا بالإعمار وإن شاء الله تعود البيوت أحسن ممّا كانت".
وتطرق قاسم إلى موضوع التعينات الإدارية مقترحاً "أن تكون التعيينات الإدارية وفق مباريات لاختيار الأفضل للإدارة بعيدًا عن المحاصصة".عن التشييع وفلسطينوعن تشييع الأمين العام السابق للحزب الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين اعتبر قاسم أنّ "23 شباط استثنائي بسبب استثنائية الرجليْن"، وقال "انتم مدعوون للتعبير عن الحزن والوفاء في يوم التشييع العظيم وستكون هناك مشاركة من مختلف دول العالم"، ودعا إلى عدم إطلاق النار بتاتاً خلال المناسية.
وفي الشأن الفلسطيني، قال قاسم إنّ "مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من القضية الفلسطينية هي مواقف خطيرة جدًا تريد إنهاء فلسطين وشعبها، وعملية إبادة سياسية بعد أن عجز نتنياهو وأميركا هن تحقيق الإبادة خلال معركة طوفان الأقصى". وقال "نحن حاضرون كحزب الله للمساهمة اذا كان لدى الدول العربية والاسلامية خططاً لرفض تهجير الفلسطينيين".