هدد وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، بـ"فتح أبواب الجحيم" على حركة حماس و"إنهاء المهمة" بشأن إيران "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار" في المنطقة.وبعد اجتماعه مع روبيو الذي استهل في القدس أول جولة له في الشرق الأوسط، تحدّث نتنياهو عن "استراتيجية مشتركة" مع دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة المدمّر بعد 15 شهراً من الحرب، مرحّباً بـ"الرؤية الجريئة" للرئيس الأميركي الذي اقترح السيطرة على القطاع الفلسطيني ونقل سكانه إلى مصر والأردن اللتين عارضتا ذلك.وقال: "سنعمل على ضمان تحقيق هذه الرؤية".من جانبه، أكد روبيو أنه يجب "القضاء" على حركة حماس، وهو ما يتوافق مع الأهداف التي وضعها نتنياهو في بداية الحرب التي شنّها على القطاع الفلسطيني، في أعقاب هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستفتح "أبواب الجحيم" في غزة، "إذا لم يتم تحرير جميع رهائننا".وشدد نتنياهو على أن إسرائيل "ستنهي المهمة" ضد تهديد إيران بدعم من الولايات المتحدة، مضيفاً أن "إسرائيل وأميركا تقفان جنباً إلى جنب في مواجهة تهديد إيران" التي كانت أكبر مصدر لـ"عدم الاستقرار" في المنطقة.70 محتجزاً في غزةجاءت المحادثات بين روبيو ونتنياهو غداة إفراج حركتي حماس والجهاد الإسلامي عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين كانوا في قطاع غزة منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينما أطلقت إسرائيل سراح 369 معتقلاً فلسطينياً من سجونها.وهذه سادس عملية تبادل تجري بين الجانبين في إطار وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تمّ التوصل إليه في 19 كانون الثاني/يناير.وأكدت اسرائيل الافراج عن 369 معتقلاً فلسطينياً من سجونها السبت، نُقل معظمهم بالحافلات إلى قطاع غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، حيث استقبلتهم حشود. وتم ترحيل 24 منهم محكوماً عليهم بالسجن مدى الحياة، إلى مصر.أمل باستمرار الهدوءويخيّم غموض على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية التي يفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الوسطاء يأملون أن تبدأ "الأسبوع المقبل في الدوحة" المحادثات حول المرحلة الثانية.الضمانة الوحيدةوحظي مقترح ترامب بشأن وضع غزة تحت السيطرة الأميركية ونقل سكانها البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى مصر والأردن، من أجل إعادة بناء القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" وفق تعبيره، بإشادة في إسرائيل وقوبل باستنكار في مختلف أنحاء العالم.وتعقد خمس دول عربية قمة في الرياض في 20 شباط/فبراير، للرد على المشروع الأميركي وتقديم اقتراحات بشأن مصير القطاع الفلسطيني المحاصر على المدى البعيد.وقال روبيو الخميس إن واشنطن منفتحة على المقترحات المقدمة من الدول العربية بشأن غزة، لكنه أضاف أنه "في الوقت الحالي، الخطة الوحيدة - وهم (العرب) لا يحبّونها - هي خطة ترامب. لذلك، إذا كانت لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها".وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "الدول الشريكة يجب أن تلتزم تقديم خطة لإعمار غزة بعد النزاع"، مؤكدا أنه من الضروري حاليا "التفكير بحلول مبتكرة".وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي أن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة" لسلام دائم في الشرق الأوسط.وشدد الرئيس المصري على "أهمية البدء في إعادة إعمار قطاع غزة، مع ضرورة عدم تهجير سكانه من أراضيهم"، مشيراً إلى أن "مصر تعد خطة متكاملة في هذا الشأن"، بحسب بيان للرئاسة المصرية.وبعد الاجتماع مع نتنياهو، يلتقي روبيو وزير الخارجية جدعون ساعر والرئيس إسحق هرتسوغ وزعيم المعارضة يائير لبيد.وبعد إسرائيل، يتوجه إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة.