في خطوة لافتة، وجهت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، تحية باللغة العربية للسوريين، في فيديو نشر عبر الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الألمانية على منصة "تيك توك"، وجاء ذلك على هامش مشاركتها في مؤتمر باريس الدولي، الذي عقد السبت لدعم المرحلة الانتقالية في سوريا.
وقالت بيربوك في الفيديو: "تحية طيبة للجميع، السلام عليكم. أحيي الكثير منكم، فقد التقيت بالبعض خلال الأسابيع الماضية، في الشارع، عند الخباز، في الفعاليات، في المطاعم، وقال لي البعض لقد كنت في سوريا، في بلدي الأم، كيف كانت تجربتك؟، وآخرون طلبوا مني الاستمرار في العمل من أجل منح سوريا فرصة، حتى يتحقق السلام هناك، ليتمكنوا من رؤية عائلاتهم مجدداً. هذه المحادثات أثرت بي كثيراً".
كما تحدثت بيربوك عن قصة إحدى الفتيات السوريات التي التقتها في أحد المخابز، والتي أخبرتها بأنها كانت معتقلة في سجن صيدنايا عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاماً، وأعربت عن امتنانها لأنها الآن تعيش بأمان في ألمانيا، إلا أنها ذكرت أن شقيقتها، التي كانت تبلغ من العمر 13 عاماً آنذاك، كانت أيضاً في السجن، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى أوروبا، ولم تعرف مصيرها بعد ذلك.
وأشارت بيربوك إلى أهمية دعم العملية السياسية في سوريا لضمان عودة آمنة ومستدامة للسوريين في الخارج، مؤكدة التزام ألمانيا بمواصلة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.
ولقيت رسالة بيربوك ترحيباً واسعاً بين السوريين، حيث أعرب الكثيرون عن تقديرهم لكلماتها. وعلق أحدهم قائلاً: "كل يوم يزداد حبي لألمانيا أكثر، هذا البلد الذي احتضنني وجعلني أشعر بالأمان".
من جانبها، علّقت صفحة جاكلين السياسية الساخرة قائلة: "رغم بساطة كلمة "السلام عليكم"، إلا أن الوزيرة حرصت على قولها، لتُظهر للسوريين مدى اهتمامها بمعاناتهم. وهذا يأتي في وقت تمر فيه أوروبا بظروف صعبة، وسط تصاعد حوادث الطعن والدهس التي -للأسف- كان بعض مرتكبيها من اللاجئين". كما أكد المنشور أن استقبال ألمانيا للاجئين السوريين واحتضانهم على مدار السنوات العشر الماضية، سيظل جزءاً مهماً يذكره التاريخ.