2025- 02 - 19   |   بحث في الموقع  
logo سلام يترأس إجتماعا لدراسة أضرار الحرب logo الأميركي جاكسون هنكل في الضاحية...ويشارك بتشييع نصرالله logo "المنطقة لن تشهد الهدوء"... إيران: ردنا لن يقتصر على إسرائيل logo الفاتيكان يكشف عن تطورات "الحالة الصحية" للبابا فرنسيس logo حركة مسلحة جديدة الى الانفجار في الجنوب.. لبنان يطلق "معركة التحرير" ويشعلها بسلاح عالمي! logo وعدٌ من منصوري logo بشأن "البحث العلمي"... طلبٌ من الزين logo "ترميم الضريح بات خطرًا... واليهود المتدينون يصرون على ضم تلة العباد"
هل عودة الحريري للحياة السياسية فعلًا حاجة؟
2025-02-16 11:55:49


من خارج سياق الأحداث المرتبطة بالحرب واتفاق وقف إطلاق النار وما سوف يلي انتهاء مهلته، جاء كشف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري عن نيته العودة إلى الحياة السياسية، بعدما انفكّ عنها قبيل الانتخابات البرلمانية السابقة في أيار 2022.
في الشكل، برر الحريري رغبته بالعودة، بجملة مواقف أعلنها في ذكرى اغتيال والده. من سقوط النظام في سوريا، إلى الحرب الإسرائيلية على لبنان، وصولًا إلى قوله إن الأزمات استمرت حتى بغيابه، الذي وضعه بمنزلة إفساح المجال للآخرين.
علمًا أن أسباب غياب الحريري بالنسبة لكثيرين لم تكن رغبة شخصية بقدر ما ارتبطت بظروف إقليمية رفعت عنه الغطاء ودفعته إلى اتخاذ قرار الانسحاب.
لكن السؤال... هل عودة الحريري إلى المشهد السياسي هي فعلاً حاجة؟ وماذا عن توقيتها الذي لا يسبق انتخابات برلمانية ويتبع تأليف حكومة برئاسة نواف سلام؟
وحتى إذا كان سقوط النظام السوري المتهم بالضلوع في قتل والده رفيق الحريري يفتح طريق العودة، هناك من يقول إن نظام الأسد ليس هو من أعاق بقاء الحريري في الحياة السياسية.محطات صعبةحتى مطلع عام 2022، بقي الحريري الزعيم السني الأبرز في لبنان، رغم استقالة حكومته بعد انتفاضة تشرين الأول 2019.
بيد أن اضطراب علاقته بالمملكة العربية السعودية، التي كانت حاضنته الرئيسية، شكل منعطفًا خطيرًا بمستقبله السياسي.
وكانت بداية الخروج التدريجي من الحياة السياسية في 4 تشرين الثاني 2017، حين أعلن استقالته من رئاسة الحكومة من الرياض بظروف بقيت ملتبسة.
وحلفاء الحريري الذين تحولوا إلى خصوم، وفي طليعتهم حزب القوات اللبنانية، ربطوا تراجعه السياسي بتنازلات سياسية كثيرة قدمها لحزب الله.
لكنه دائماً كان يرد بالقول إن هدفه كان الحفاظ على السلم الأهلي. ويوم إعلان الحريري الانسحاب من الحياة السياسية، عبّر عن قناعته بأن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني". وهو ما تزامن مع انتكاسات وخسائر مالية هائلة مني بها، تبدأ في لبنان ولا تنتهي في السعودية، ودفعت به إلى الإقامة الدائمة في الإمارات.
والحريري الذي يربط عودته بعبارة "كل شيء بوقته حلو"، يتزامن أيضًا مع عودة سعودية تدريجية إلى المشهد اللبناني بعد انكفاء طويل.
فهل يسعى الحريري إلى انتهاز الفرصة وتقديم صورة جديدة عن قدرته على حشد الشارع السني؟وجهات متناقضةفي حديث مع "المدن"، ينطلق القيادي السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش، من أسباب الانسحاب بالقول: "إن الحريري غادر السياسة لفترة بسبب الإعاقات - التي تراجع تأثيرها اليوم في لبنان - بسلاح حزب الله والنفوذ الإيراني وهيمنته على الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية، وبسبب وجود أتباع النظام السوري الذين منعوا أي إنجازات للحريري الأب وله هو بالذات".واليوم، يعتقد الحريري من وجهة نظر علوش، أن عودته مع زوال تلك الأسباب "يمكن أن تحدث فرقًا مع جمهوره الحائر للمشاركة من جديد في العملية السياسية". بيد أنه، "لا يوجد خسارة بغياب الحريري، بعدما بدا عاجزًا عن المبادرة أو الإنجاز"، بحسب علوش الذي يستكمل الشرح: "لكنه قد يحضر للانتخابات القادمة لاسترجاع مواقع نيابية ذهبت وتفرقت باتجاهات عدة. وقد يعود من خلالها إلى رئاسة الحكومة".
وما هو واضح من حجم المشاركة بذكرى اغتيال الحريري، برأي علوش، "أن الشارع السني يريد قيادة تخفف عنه الضياع، ويعتقد أنه يشكل له مناعة أمام الطوائف الأخرى".
لكن ما لوحظ في خطاب الحريري، بحسب القيادي السابق في المستقبل، هو "أنه تحاشى ذكر حزب الله بخصوص اغتيال والده. على الرغم من حكم المحكمة الدولية. وهو بذلك يسعى ليكون مقبولًا من الجميع، علمًا أن شكل العودة ليس متبلورًا حتى الآن".العودة ضرورةمن اللافت أن ثنائي حزب الله وحركة أمل، هم من أكثر الأطراف التي تجد بعودة الحريري حاجة ضرورية. وهو ما كان يُعبر عنه مرارًا الأمين العام السابق حسن نصر الله في السنوات الماضية، لا سيما أنه تمكن من إبرام الكثير من التسويات معه، وكان ذروتها تسوية انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية عام 2016.
وفي هذا الإطار، يقول النائب في حركة أمل قاسم هاشم في حديث مع "المدن"، أنه بعد غياب ثلاث سنوات للحريري، "تبين مدى الحاجة إلى جميع المكونات. وأهمية أن يكون المكون السني حاضرًا بقوة، كما كان في زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري".ويعتبر هاشم، أن حضور سعد الحريري، كان ضروريًا منذ عام 2005، لتجاوز الهزة العنيفة التي أصابت لبنان والمنطقة باغتيال والده.
يقرّ النائب بأن غياب الحريري، أحدث خللًا واضحًا في الحياة السياسية. لذلك، فإن العودة المنتظرة "قد تترك أثرًا إيجابيًا ضروريًا، خصوصًا أن المرحلة تتطلب حضور جميع المكونات اللبنانية السياسية والطائفية". ويقول: "تأثير الرئيس الحريري على مستوى المصلحة الوطنية العامة كبير وأثبتت التجربة أنه لا يمكن تجاوزه".
والخطاب الذي ألقاه الحريري، برأي هاشم، "تميّز بالإيجابية والشمولية، وبالانفتاح على مختلف الأطراف". لذا، "لا بد أن تكون جميع المكونات اللبنانية حاضرة، وتحديدا المكون السني، انطلاقاً من دوره والإقليمي"، بحسب هاشم. الشارع السنيوفي قراءة لكلام الرئيس الحريري، يقول الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي في حديث مع "المدن"، بأن خطابه يكاد يشبه خطاب العام الماضي، مع فارق هذه المرة هو التلميح بإمكانية العودة إلى الممارسة السياسية، وخصوصًا فيما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية.
مثلًا، عندما قال "إن صوتكم سيكون حاضرًا بالاستحقاقات القادمة"، كان "يؤكد على رغبته بالعودة، بعد ثلاث سنوات من الغياب لم يملأ أحد الساحة السنية، مما يغريه بالعودة"، وفق الأيوبي.
لكن الأيوبي، يتوقع أن ينتظر الحريري ردود الفعل على خطابه من المعنيين بالدول الإقليمية، "لأنه بدون دعمهم، ستكون عودته ضعيفة، مما قد يشكل خيبة أمل له".
وتاليًا، "قد يكون رهان الحريري على أن الشارع السني فارغ، وهذا في مصلحة تلك الدول بأن يعود لممارسة دورها مع التغيرات التي حدثت". ويقول: "هو يقرأ أن أحد الموانع الرئيسية لاستمرارية الدعم من الدول الإقليمية الراعية هو القبضة الحديدية لحزب الله وإمساكه بكافة مرافق الدولة اللبنانية". لذا، "هم غير مستعدين لدعم أي مكون سني، حتى لو كان هناك نوع من التباين مع حزب الله، إلا أن لبنان يُحسب لحزب الله، مما قد يجعل من غير المجدي بذل أي مجهود".
وهنا، يكمن رهان الحريري وفق أيوبي، بإظهار أنه يمتلك ساحة كبيرة في الشارع السني، وأن لبنان بعد أن خفتت قبضة حزب الله عنه وزوال النظام السوري، قد تكون هذه الأمور مغرية لتلك الدول لإعادة النظر بدخولها إلى الساحة اللبنانية".
لكن هل سيعود الرئيس الحريري أم لا؟
يجيب الأيوبي: "أتوقع أن المسألة لم تُحسَم بعد. بدليل أنه قال "كل شيء بوقته". وبالتالي، القرار يتوقف على إعطاء ضوء أخضر خليجي لدعم إعادة هذه المسيرة".
ومع ذلك، يرى الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية، أنه من الصعب الحديث عن الفرق الذي قد يحدثه الحريري بعودته. "لا شك أن للتيار جمهورًا ما زال قائمًا، لكنه ليس الجمهور الذي كان يتمتع به في الفترات السابقة، حين كان يحظى بدعم خليجي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية". وبالتالي، "قد لا يشكل الفارق الكبير الذي يتوقعه البعض، بمعنى احتكار التمثيل في الشارع السني".
كما يرى الأيوبي، أن لبنان "لم يخسر شيئًا بغياب الحريري، لأن الخسارة الفعلية كان في الدعم الذي كان يمثله، وهذا الدعم غاب أصلًا قبل تعليق عمله السياسي. ولبنان فعليًا خسر الدعم السعودي وبقية دول الخليج".
وعند الحديث عن أصوات تيار المستقبل، بحسب الأيوبي، "لم تبقَ متماسكة كما كانت. لأن أصواته تشتت بين أبناء التيار أنفسهم، حيث قرر جزء منهم ممارسة العمل السياسي حتى لو خرجوا من التيار. وبعضهم، بكلمة سر من هنا أو هناك، جيروا الأصوات لمن هم محسوبون على التيار لكنهم غير منظمين".
ويضيف الأيوبي: "اليوم، يوجد حوالي 5 أو 6 نواب محسوبين على تيار المستقبل. لذا، يمكن أن يكون الفارق الأكبر في عودة الحريري هو توحيد أصوات تيار المستقبل وإعادة حضور كتلة باسم التيار، ولكن لن تكون بالأحجام التي عرفها منذ عام 2005 وحتى عام 2018".ماذا يريد الشارع السني إذن؟يعتبر الأيوبي، أن هذا الشارع يفتقد القيادة، "وواحدة من أهم مقومات القيادة في الشارع اللبناني هي وجود دعم إقليمي أو دولي، وهذا ما تملكه القوى والطوائف الأخرى".
فعلى سبيل المثال، "الساحة الشيعية لم تكن لتسجل هذا التجمع والانسجام لولا العمق الإقليمي الإيراني الذي دعمها وجمعها على كلمة واحدة. وحتى القوى المسيحية تستفيد من الدعم الإقليمي أو الدولي. وفي ساحة مثل الساحة اللبنانية، التي تعاني من تقسيم مذهبي ومناطقي وقانون انتخابات مفصل، يصعب وجود زعامة كبيرة بدون هذا الدعم".وبناءً عليه، فإن الشارع السني هو "الشارع الوحيد الذي لا يحظى اليوم بغطاء إقليمي أو دولي يجمع كلمته".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top