اتهمت حكومة غزة، اليوم الأحد، إسرائيل بالتنصل من التزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار، بعد إعلانها رفض إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى القطاع. وأكدت أن هذا القرار يمثل محاولة واضحة لإفشال الاتفاق، داعية الوسطاء إلى التدخل والضغط على إسرائيل لتنفيذ تعهداتها.
تنصل من التعهداتوقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن "إعلان الاحتلال رفض إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة هو تنصل واضح من تعهداته والتزاماته التي وقع عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني الملحق"، معتبراً ذلك "إعلاناً صريحاً بإفشال الاتفاق الذي أكدت المقاومة التزامها به ما التزم الاحتلال".وأضاف أن هذا الموقف الإسرائيلي "يظهر للعالم أجمع من هو الطرف المعطل للاتفاق"، مشدداً على أن ذلك "يستوجب تدخل الوسطاء الضامنين والضغط على الاحتلال للإيفاء بما وقع عليه".وأشار إلى أن "الأوضاع الحياتية الكارثية التي يعيشها شعبنا في غزة، من جراء حرب الإبادة والمعاناة الإنسانية التي يكابدونها، لا تحتمل المماطلة أو التنصل من إدخال كافة مستلزمات الإيواء والاحتياجات الأخرى".وأكدت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الأحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض إدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة لغزة في ختام مشاورات عقدها مع قادة الأجهزة الأمنية.وأضافت أن موضوع إدخال المعدات الثقيلة والمنازل المتنقلة سيُناقش في الأيام المقبلة، مؤكدة أن إسرائيل تنسق بشكل كامل مع واشنطن، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على إدخال تلك المعدات ضمن البروتوكول الإنساني.خرق الاتفاقبموازاة ذلك، استمر الاحتلال بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت وزارة الداخلية في غزة إن "3 من عناصر الشرطة استشهدوا صباح اليوم الأحد جراء قصف من طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفهم أثناء انتشارهم لتأمين المساعدات بمنطقة الشوكة شرق رفح جنوب قطاع غزة".ودعت الوزارة في بيان "الوسطاء والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف استهداف جهاز الشرطة باعتباره جهازاً مدنياً يقدّم خدمات لحفظ أمن المواطنين وتنظيم شؤونهم اليومية".بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "الهجوم في غزة نفذ ضد مسلحين كانوا قرب قواتنا في منطقة رفح".ومنذ بدء حرب الإبادة بغزة، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي 1400 من رجال شرطة وعناصر تأمين المساعدات واعتقل نحو 211 آخرين، وفق بيان لوزارة الداخلية.تفويت فرصتينفي سياق آخر، أكد مفاوض إسرائيلي سابق أن تل أبيب فوتت فرصتين العام الماضي لتأمين هدنة في قطاع غزة وتسريع إطلاق سراح المحتجزين، وذلك ما دفع مكتب نتنياهو إلى إصدار رد سريع أمس السبت.وقال أورين سيتر الذي استقال من فريق التفاوض الإسرائيلي في تشرين الأول/أكتوبر، في تصريحات بثتها القناة 12 الإسرائيلية السبت، إن تل أبيب فوتت فرصتين لتوقيع اتفاق، الأولى كانت في آذار/مارس والثانية في تموز/يوليو الماضيين.وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية لم تبذل كل ما في وسعها لإعادة المحتجزين في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى أنه كان من الممكن تجنب مقتل مزيد من الأسرى الإسرائيليين في غزة.لكن نتنياهو رفض تصريحات سيتر، وقال مكتبه في بيان إن "ادعاءاته بأنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق في وقت سابق لا أساس لها على الإطلاق".وذكر البيان أنه "لو لم يقف رئيس الوزراء بحزم لما كان من الممكن إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء على الأقل في المرحلة الأولى" من الهدنة الحالية، متهماً حركة حماس بعرقلة التوصل إلى اتفاق سابقاً.تغيير الاتفاقوفي السياق، أوضح مصدر إسرائيلي لهيئة البث أن ترامب يريد تغيير الاتفاق على نحو يتم فيه إطلاق سراح كافة المحتجزين الإسرائيليين قبل الموعد المحدد للمرحلة الثانية.وذكرت هيئة البث أن الوسطاء زادوا الضغط على إسرائيل وحماس في الأيام الأخيرة من أجل البدء في مفاوضات المرحلة الثانية.ومن المقرر أن يدعو نتنياهو المجلس الأمني المصغر للشؤون السياسية والأمنية إلى الاجتماع في الأيام المقبلة من أجل البحث في مفاوضات المرحلة الثانية.