2025- 02 - 19   |   بحث في الموقع  
logo ظريف: “حزب الله” لا يعمل نيابة عن إيران! logo ميس الجبل، بليدا، مارون الراس: أهل الحزن والحياة logo ما حقيقة ترحيل المسافرين الإيرانيين من لبنان؟ logo جزين.. نزع تمثال السيدة العذراء ورميه أرضًا! logo القطاع الثقافي في لبنان.. صراع البقاء في زمن الأزمات logo الحواط: لن نتهاون في مواجهة الفساد logo مفاوضات الرياض: يالطا ثانية؟ logo القصيفي إلى الرياض للمشاركة في “المنتدى السعودي للاعلام -2025”
حزب الله والحكومة: صراع الهيبة وكسر المعادلات أم التأقلم؟
2025-02-16 00:25:44


لن تكون القراءة في مشهد الاحتجاجات والتحركات التي شهدتها طريق المطار على مدى اليومين الماضيين، بالأمر البسيط. لا بل هي تنطوي على أبعاد كثيرة متشابكة ومعقّدة، وتتداخل فيها عوامل سياسية، تنظيمية، أمنية، واجتماعية. طبعاً المسألة تتجاوز القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بتعليق الرحلات الجوية من إيران إلى بيروت حتى 18 شباط، وذلك على خلفية تهديدات خارجية وصلت بإمكانية استهداف المطار. المسألة الأساسية هي في محاولة بيئة حزب الله خلق صدمة مضادة رداً على كل الصدمات التي تعرّضت لها أو واجهتها. لا سيما أن هذه البيئة تستشعر حالة الانكسار منذ اغتيال أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، وسط الاستعدادات لتشييعه. ما يواجهه حزب الله هو هذا الاستشعار باستضعافه أو تضييق الخناق عليه وصولاً إلى حدّ إلغاء رحلات الطيران من إيران، والتي بحسب المعلومات تحمل أموالاً ما سيسعى الحزب إلى استثماره أمام جمهوره بأن طهران جاهزة لإيصال المساعدات ولكن الأميركيين يمنعونها من ذلك وهم الذي يقفون حجر عثرة في طريق إعادة الإعمار. بين التشدّد والتأقلم
أثبتت التجارب التاريخية أن القوى، الأحزاب، والتنظيمات، تعيش صراعات متوالية ومتشعبة عمودياً وأفقياً عند تعرضها لضربات كبيرة أو عند اغتيال القيادة. حصل ذلك مع جهات وأحزاب كثيرة، وربما هذا ما يجري في حزب الله، لا سيما عندما تصل الأمور إلى حدود وصف التجاوزات بأنها ناجمة عن عناصر غير منضبطة. فهذه العبارة بقدر ما تعنيه من تبرؤ وعدم تبني لما يجري، فهي تؤشر إلى نوع من الترهل أو عدم القدرة على ضبط الشارع والبيئة، وهذا يكاد يكون أخطر مستقبلاً. علماً ان البعض في الحزب يتبنى وجهة نظر "العناصر غير المنضبطة" والبعض الآخر يضع ما يجري في سياق ردّ الفعل الطبيعي على "الحصار" وزيادة منسوب الضغط. أجواء أخرى تتحدث عن بروز أكثر من وجهة نظر داخل الحزب، بما فيها وجهة نظر متشددة جداً ورافضة لكل الاتفاقات والتسويات التي حصلت كما أنها ترفض اتفاق وقف إطلاق النار وتعتبر أن لا خيار لديها إلا بالقتال، لأنه لم يعد لديها ما تخسره. ثمة آراء كثيرة داخل الحزب تشير إلى ضرورة قلب الطاولة على الجميع وعلى كل المعادلات داخلياً وجنوباً.
كل ما يجري، هو تعبير عن الانتقال من مرحلة الصدمة الأولى والثانية إلى مرحلة التعبير عن الغضب ومن ثم التأقلم مع الواقع الجديد.توالي الصدماتبدأت الصدمة الأولى مع اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ومع الضربات العسكرية التي تلقاها الحزب، ما شكل مفاجأة صاعقة تتناقض مع ما كان عليه الواقع النفسي في صفوف البيئة والمناصرين حول القدرة الحتمية على الانتصار، وهو ما لم يحصل. استوعب الحزب الصدمة الأولى نسبياً، أو كبتها. لتأتي الصدمة الثانية سياسياً، من خلال انتخاب رئيس الجمهورية، والذي أراد الحزب أيضاً كبتها باستلحاق نفسه إليها في مفاوضات الساعتين الفاصلتين بين الجلستين، لتخرج بعدها تسريبات بأن الانتخاب حصل بناء على اتفاق، فتُستكمل الصدمة الثانية بتكليف رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة التي غيّرت كل الموازين. بنتيجة هذه الصدمات، وصولاً إلى القرار بتعليق رحلات الطيران من إيران، وصلت بيئة الحزب إلى قناعة بأن كل شيء قد تغيّر، وبنتيجة توالي الصدمات، أصبح لا بد من التعبير عن الغضب. جاء الغضب بالمشهد الذي خرج على طريق المطار، وصولاً إلى الاعتداء على دورية اليونيفيل، وهو حدث يمكنه أن يتفاعل أكثر داخلياً وخارجياً، لا سيما أن هناك إصراراً على منع حصول مثل هذه التحركات أو التعديات، وعدم الرضوخ لها، مع تأكيد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوقيف الأشخاص المتورطين بذلك. العين على اليونيفل
يمكن لحالة التعبير عن الغضب أن تطول، ويمكنها أن تكون متدرجة أو متقطعة وفق ما تقتضيه الأحداث والظروف، وذلك يضع البلاد على شفير انقسام بين حالتين. حالة الانتقال من الغضب إلى التأقلم تدريجياً مع الظروف الجديدة والوقائع والموافقة عليها ولو على مضض، لكن ذلك سيكون بحاجة إلى وقف طويل. أو حالة استمرار الرفض لهذه المتغيرات، والدوران في حلقة لا تنتهي من الغضب ولو أدى ذلك إلى توترات وصراعات تنتظر تغيّر بعض الظروف للعودة إلى الممارسة وفق القواعد السابقة. إنه، مجدداً، صراع بين وجهتين، وجهة الحكومة والعهد اللذين يريدان إثبات قوتهما وقدرتهما على تغيير الموازين وإثبات الهيبة. ووجهة الحزب الذي يريد تحقيق انطلاقة جديدة تقوم على ممارسة الضغط لكسر الهيبة وتحقيق ما يريد. لكن ذلك ترافقه مخاطر على مستويات عديدة، بينها خطأ في الحسابات جنوباً، أو تكرار الخطأ تجاه اليونيفيل والتي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى إخراجها من الجنوب في الأيام الأولى للحرب وهي رفضت ذلك. وقد مارس الإسرائيليون ضغوطاً كبيرة على عناصرها للمغادرة، ذلك لا يمكن فصله عن "إرادة ترامب الواضحة" في تخفيض عمليات التمويل للخارج، لا سيما أن إدارته تنظر إلى دور اليونيفيل بسلبية مطلقة وبأنها لم تنجح بالقيام بمهامها ولا داعي لاستمرار تمويلها ويجب سحبها من الجنوب، فيما سيقول الإسرائيليون إن اليونيفيل لم تستطع حماية نفسها وعناصرها فكيف يمكنها المساهمة في ضمان تطبيق وقف إطلاق النار في الجنوب.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top