2025- 02 - 16   |   بحث في الموقع  
logo حزب الله والحكومة: صراع الهيبة وكسر المعادلات أم التأقلم؟ logo احتجاجات المطار رسائل سياسية للجهة الخاطئة: اسألوا برّي logo ظهور مجرمي النظام وإعادة تدوير الفاسدين.. التسويات تقلق السوريين logo تأثير ترامب المدمر على العملة الإيرانية logo فضل الله: لعدم تحويل الجيش إلى أداة قمعية تسقط أمام ارادة الشعب logo ما حقيقة خبر استهداف النائب محمد رعد بغارة جرجوع؟ logo قطع طريق جسر سليم سلام logo فنانة لبنانية تغني داخل طائرة.. فيديو رائع!
صوفي بومير: المحاكمة من أجل فلسطين
2025-02-15 12:56:01

"كفى! عقود من الاحتلال والإذلال والظلم والاستفزاز من جانب المستوطنين... والعالم الغربي، الذي يتمتع براحة كبيرة، يتأثر لرؤية الفلسطينيين يحملون السلاح. لكن ما الحل الآخر الذي بقي لهم؟ لقد كانت المقاومة في بلادنا رائعة، لكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فهل هي إرهاب؟"
بعد ساعات قليلة من هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر، نشرت صوفي بومير، المستشارة السابقة في وزارة الخارجية الفرنسية والباحثة والمحاضرة في دراسات الشرق الأوسط، صورة للعلم فلسطيني في حسابها في إنستغرام، وعلقت على الصورة بالعبارات أعلاه. كان لذلك المنشور أن يمر من دون ضجة، لولا أن بومير صُوّرت في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، في أحد شوارع باريس، وهي تنزع صوراً لملصقات عليها صور رهائن إسرائيليين وهي تقول بغضب: "إسرائيل قاتلة، تحيا فلسطين". وحين واجهها أحد المارة بالقول "عار عليك"، كان ردها: "هل تعرف كم قتلت إسرائيل من الفلسطينيين؟ إسرائيل دولة قاتلة".لاحقاً، قام عضو الجمعية العامة الفرنسية، ماير حبيب، إسرائيلي الجنسية والصديق المقرب من نتنياهو، بنشر الفيديو في أكس، وهو ما دفع مشاهدات الفيديو لتتخطي 12 مليون مشاهدة. سرعان ما شنت حملة ضدها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وانتقلت بعدها إلى الجرائد ووسائل الإعلام الأخرى. وعلى إثر ذلك، وصل بومير سيل من التهديدات تمس سلامتها الشخصية، ونُشرت بياناتها الشخصية وعنوان سكنها في الإنترنت. وكان على بومير أن تغلق جميع حساباتها في العالم الرقمي ومغادرة محل إقامتها في باريس والاختباء بعيداً. وحينها بدا لها أن حياتها المهنية وجزء كبير من حياتها بالعموم قد انتهت إلى غير رجعة. أعرف تلك التفاصيل الأخيرة، كوني سعيد الحظ بمعرفة بومير بشكل شخصي. فهي ترجمت بالشراكة مع مي رستم، روايتي "على خط غرينتش" إلى الفرنسية من إصدار دار "أكت سود" قبل عامين، ومن المنتظر نشر ترجمتهما لروايتي "تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة" والمنتظر صدورها من الدار نفسها في مايو/أيار المقبل. التقينا مرة واحدة في باريس، إلا أن تواصلاً بيننا ظل ممتداً.أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً تتبرأ فيه من بومير، وكذلك فعلت إدارة معهد باريس للدراسات السياسية حيث حاضَرت حتى العام 2014، وأصدر المعهد بياناً "يدين بشدة الأقوال والأفعال المتضمنة في الفيديو". وأضاف "راديو فرانس" تنويهاً إلى النص المرفق بالبرامج التي شاركت فيها بالتعليق على الأحداث في الشرق الأوسط في الماضي. وتضمّن هذا التنويه إدانة لأقوال وأفعال برومير في الفيديو ذاته. بالإضافة إلى الإغتيال المعنوي الذي تعرضت له، مثلت بومير قبل يومين أمام إحدى دوائر المحكمة الجنائية في باريس بتهمة تمجيد الإرهاب، وذلك على خلفية منشورها في إنستغرام الذي يصف حركة حماس بالمقاومة ويعقد مقارنة بينها وبين المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية. وبحسب مكتب المدعى في باريس، تواجه بومير تهم الحض على الإرهاب بحسب المادة 5-2-421 من قانون العقوبات الفرنسي، وهي التهم التي قد تصل عقوبتها إلى سبع سنوات من السجن وغرامة قدرها مئة ألف يورو. في تشرين الثان/نوفمبر2023، وبعد أيام قليلة من فيديو "بومير"، انسحبتُ من جائزة معهد العالم العربي في باريس، بعدما وصلت روايتي "على خط غرينتش" بترجمتها الفرنسية إلى لائحتها القصيرة، وذلك احتجاجاً على موقف الحكومة الفرنسية من الحرب في غزة. حينها كتبت لي بومير تلومني بلطف على انسحابي، محبذة لو أني استخدمت الجائزة كمنصة لها صدى أوسع للاحتجاج، وفي هذا تبدو هي مثالاً صارخاً على الثمن الواجب دفعه مقابل التحلي بشجاعة قول الحقيقة بصوت مرتفع.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top