2025- 02 - 15   |   بحث في الموقع  
logo سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية: لن نتسامح في مسألة الإخلال بأمن المطار logo فرنسا تدين الهجوم الذي استهدف سيارة تابعة لليونيفيل في لبنان logo سلام يلتقي عون: التشدّد بالحكم على من أخلّ بالأمن logo بالفيديو: توتر بين المحتجين والجيش اللبناني خلال اعتصام “حزب الله”.. logo اجتماع بين عون وسلام في بعبدا logo ترامب يمنح الضوء الأخضر لإسرائيل بخصوص اتفاق غزة logo ريم الهاشمي: الإمارات تعمل على ألا يصبح السودان أزمة منسية logo بدء الاعتصام الذي دعا إليه “حزب الله” على طريق المطار
حزب الله ومعمودية الصدام مع الدولة: التاريخ يعيد نفسه
2025-02-15 00:25:44

اعتاد العرب على "الإسقاطات التاريخية" بأحداثها وتطوراتها. عبارة "التاريخ يعيد نفسه" هي أكثر العبارات تكراراً لدى مختلف شرائح المجتمع العربي. وعليه، كثر يشبّهون ما يجري اليوم على مستوى المنطقة بالبارحة. وتحديداً بمرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وحرب الخليج الثانية، والتي على إثرها أُطلق مشروع الأرض مقابل السلام. وقد عُقد مؤتمر مدريد للسلام وبعده جاء اتفاق أوسلو. وبغض النظر عن كل السلبيات أو الملاحظات، إلا أن الإسرائيليين وبالتحديد أحزاب اليمين هم الذين عملوا على إجهاض هذا المسار بالكامل، والإطاحة بكل ما له علاقة بالسلام، مقابل مواصلة احتلال الأرض وتوسيع هوامش هذا الاحتلال. الآن يكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبارات "إرساء السلام" في المنطقة. وهو سلام بمقومات مختلفة عن السابق، وتقوم على مبدأ التهجير للفلسطينيين، بمعنى أن ترامب يفرض معادلة "السلام بلا سكان وبلا أرض".
سياق استسلامي
قبل الحرب الأخيرة، والتي لا تزال قائمة، وتشمل دول عربية عديدة، طرح دونالد ترامب في ولايته السابقة مشروع "اتفاقات أبراهام". وهي مشاريع لإبرام اتفاقات سلام بين إسرائيل والدول العربية، مع اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل عاصمة فلسطين إلى مكان آخر. وافقت دول على المشروع، ورفضته دول اخرى. لكن الأهم كان رفض الشعب الفلسطيني له، والذي لا يزال يواصل المقاومة لكل المشاريع المشابهة، مع خوضه حرباً وجودية لا مجال فيها لأي مساومة. كانت عملية طوفان الأقصى في سياق الردّ على كل هذه المشاريع التي عبّرت عن جنون اليمين الإسرائيلي الحاكم. أما ما بعد الحرب الطاحنة، فتجّلت الإرادة أكثر في مشروع التهجير، والذي يصفه ترامب طريقاً جديداً للسلام. ما يُراد للحرب أن تكرّسه هو سياق استسلامي مفروض على العرب ككل، والذي يفرضون ذلك بالمطلق ويحضرون للردّ عليه.
ليست هذه المحاولة الأولى لفرض مثل هذه المسارات، فذلك يعود إلى نشوء حلف بغداد، والعدوان الثلاثي على مصر، وحينها لم ينجح المشروع. وبعده تجددت المحاولة في السبعينيات مع مشروع هنري كيسنجر، وقد أفشل المشروع مجدداً، وخصوصاً في لبنان ما بعد الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، ليتجدد في التسعينيات وتتجمّع ظروف مختلفة لإفشاله. وكذلك ما بعد أحداث 11 أيلول والحرب على الإرهاب. حزب الله والحربالآن يتجدد المشروع بشراسة أكبر، مع تغير كبير في موازين القوى، إذ لم يتبلور أي مشروع مضاد قادر على الاستناد على قوى عالمية تساند هذا الرفض. هنا يمكن للبنان أن يشكّل ساحة المثال الأبرز على التحولات وعلى الأحداث التاريخية المتشابهة. لا سيما بعد نتائج المعركة العسكرية والتي تُرجمت سياسياً في الانتخابات الرئاسية، وتكليف رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة وصولاً إلى بعض القرارات التي لن تكون على انسجام مع سياسة حزب الله، وما يريده. لا سيما أن الحزب يعتبر نفسه أنه تعرض لحرب تمهد لإنهائه أو تقويضه سياسياً، وهذا المشروع مشابه لما جرى بعد الحرب، خصوصاً مع تضمين اتفاق الطائف لنص واضح حول حلّ "الميليشيات" وحصر السلاح بيد الدولة. في حينها اعتُبر حزب الله مقاومة هدفها تحرير الأرض طالما هناك أراض لبنانية محتلة. اليوم يطل المشروع برأسه مجدداً مع تغير كل الظروف والوقائع.
في العام 1991، عُقد مؤتمر مدريد للسلام. كانت سوريا ولبنان من ضمن المسار الذي تعثّر لاحقاً. في حينها وقع حدثان بارزان. الأول التظاهرات التي نفذها حزب الله على طريق المطار في العام 1992، وأسقطت بموجبها الحكومة، وبعدها تكرّس دور جديد للحزب يتعلّق بالمقاومة، والذي تُرجم في الحرب التي اندلعت عام 1993، وذلك في ظل الاستعداد لنشر الجيش اللبناني في الجنوب وتسليمه كامل الواقع على الأرض. أجهضت الحرب تلك المحاولة. ما يعيشه لبنان اليوم يشبه إلى حدود بعيدة تلك المشاهد، لا سيما مع اتفاق وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701، والحديث عن انتشار الجيش في الجنوب وتسليمه كل المواقع والمناطق، بينما حزب الله لن يسلّم بهذه الفكرة بسهولة، ولا يزال يرفضها، في مقابل إصرار الإسرائيليين على الاحتفاظ بنقاط متعددة والتحكم الناري والعسكري بكل الواقع على الأرض في الجنوب، ما يعني استمرار الاحتلال الذي يستوجب استمرار فعل المقاومة.
قرارات صارمة
إلى جانب هذا المسار، تتواصل محاولات التقويض السياسي للحزب أو لإيران على مستوى أوسع في المنطقة، ومن ضمنها لبنان، فدولياً هناك قرار بوقف المساعدات الإيرانية العسكرية والمالية التي تصل إلى الحزب كي لا يستخدمها في إعادة بناء نفسه عسكرياً، وهذا ما أدى إلى قرارات صارمة في المطار، تتصل بتشديد إجراءات المراقبة ورفض إدخال حقائب لديبلوماسيين إيرانيين، وصولاً إلى رفض استقبال طائرة إيرانية بناء على تهديدات دولية بإمكانية استهداف المطار. ما جرى يضع الدولة اللبنانية أمام تحديات جديدة وخطيرة، لا سيما أن ما حصل على الأرض وقطع الطرقات، يشير إلى اتضاح معالم المواجهة المقبلة في لبنان. فأحد عناوينها يتصل بتطبيق القرار 1701 ومواجهة الضغوط التي يتعرض لها حزب الله. أما عنوانها الأكبر فهو دور حزب الله في المرحلة المقبلة، ربطاً بالخطة الأميركية الإسرائيلية لسحق القضية الفلسطينية التي تمرّ بتحول كبير. لذلك العودة الكبرى إلى المشهد بالنسبة إليه تكون من خلال إعادة تبني خيار القضية الفلسطينية أو الحفاظ على خيار المقاومة في الجنوب. مثل هذه التحركات والتظاهرات قابلة لأن تحصل في أي لحظة لاحقاً، وفق ما تقتضيه المجريات السياسية أو التطورات الإقليمية والدولية، على وقع التجاذب الذي يعيشه لبنان والمنطقة.


المدن - منير الربيع



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top