توصلت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، "إلى تفاهم كامل" بشأن القضية الإيرانية، بحسب ما كشف مصدر دبلوماسي كبير، لموقع "المونيتور" الأميركي.
وأشار المصدر إلى أن ذلك يتضمّن خطوات متفق عليها في حال رفضت إيران اتفاقاً نووياً أكثر صرامة من اتفاق 2015، الذي انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه عام 2018.
سعادة نتنياهو
وأفاد الموقع بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عاد في وقت سابق هذا الأسبوع من واشنطن، وهو في قمة السعادة. وفي حين عزا المراقبون ابتسامته العريضة إلى الدعم الذي قدّمه له ترامب، "بعد سحق حماس في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، فإن شعوره بالرضا يبدو في الواقع نابعاً من التفاهمات التي تمّ التوصل إليها في المكتب البيضاوي بشأن إيران".
جاء ذلك، في وقت تحدثت صحيفتا "واشنطن بوست"، و"ول ستريت جورنال"، هذا الأسبوع، عن تقييمات استخبارية أميركية في أوائل كانون الثاني/يناير الماضي، أشارت إلى أن إسرائيل ستضرب المواقع النووية الإيرانية في "فوردو" و"نطنز"، منتصف هذا العام. وذكّر "المونيتور" بأن ترامب أشار في حديث إلى قناة "فوكس نيوز"، الاثنين الماضي، إلى الضربة الإسرائيلية بعبارات أكثر تحفظاً، قائلاً: "يعتقد الجميع أن إسرائيل، بمساعدتنا أو موافقتنا، ستتحرك وتقصفهم. أفضل ألا يحدث ذلك. أفضل أن أرى صفقة مع إيران حيث يمكننا إبرام صفقة، والإشراف عليها، والتحقق منها، وفحصها".
حماسة ترامب
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن حكومة نتنياهو تنظر إلى إدارة ترامب باعتبارها أكثر حماسةً تجاه إيران، مقارنة بالإدارة السابقة، وتعتقد أنها ستكون منفتحة على تزويد إسرائيل بمجموعة من الأدوات لتنفيذ مثل هذه الضربة. من جهتها، تعتقد مصادر غربية أن هذه الأدوات قد تشمل المساعدة في التزود بالوقود جواً، تأمين مظلة دفاعية وسياسية، قنابل خارقة للتحصينات، وفرض حصار بحري على إيران لمنعها من إعادة بناء البنية التحتية لبرنامجها النووي، وتطوير سلاح نووي.
وتحدث الموقع عن أنه من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو وترامب قد اتفقا على موعد نهائي للحصول على ضوء أخضر أميركي لشنّ هجوم، لكن التقارير الإعلامية الأميركية عن نية إسرائيل توجيه ضربة إلى إيران في النصف الأول من عام 2025، تشير إلى احتمال وقوع هجوم مصيري وشيك في الربيع.
ووفقاً لمصادر أمنية، يعتقد الإسرائيليون أن تدمير البطاريات المضادة للطائرات، الإيرانية والروسية الصنع، في هجوم تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يمنح قواتهم حرية عمل شبه كاملة وغير مسبوقة في المجال الجوي الإيراني. وشددت المصادر على أن العامل الأكثر أهمية في تغيير اللعبة هو حزب الله اللبناني، الذي كانت إيران تعتمد عليه لردع الإسرائيليين عن توجيه ضربة وقائية لمواقعها النووية. وقالت المصادر الأمنية إن إسرائيل تشعر بأن إضعافها الكبير للحزب اللبناني، وقيادته، على مدى العام الماضي، يمهد الطريق أيضاً لشن ضربة ناجحة على إيران، و"يبدو أن هذا هو السبب الحقيقي وراء نشوة نتنياهو"، وفق الموقع الأميركي.
معادلة رابحة
وقال أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن نتنياهو في "معادلة رابحة"، زاعماً أنه إذا نجح ترامب في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فمن المفترض أن يكون هذا الاتفاق أفضل بكثير من اتفاق الرئيس الأسبق باراك أوباما. وأضاف أن نتنياهو يعتقد أن جزءاً كبيراً من مطالب إسرائيل باتفاق كهذا سيتحقق، بفضل تعاونها مع الولايات المتحدة. ورداً على سؤال عن احتمال فشل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، قال المصدر للموقع: "في هذه الحالة، ستُفتح أبواب الجحيم على إيران، ولكن حقاً هذه المرة. سيعطي ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو، ولن يقف الأميركيون مكتوفي الأيدي، بل سيساعدون إسرائيل بكلّ ما يلزم لإنجاح مثل هذا الهجوم".
وقال ترامب في وقت سابق هذا الشهر، بعد توقيعه أمراً يعيد فرض سياسة "الضغط الأقصى" على طهران، إن إيران "لا يمكن أن تمتلك السلاح النووي". وأضاف "أفضل اتفاقاً نووياً سلمياً مع إيران، خاضعاً للتفتيش، يسمح لإيران بالنمو والازدهار سلمياً". وقال أيضاً إن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة "بالتعاون مع إسرائيل سوف تفجر إيران وتدمرها.. مبالغ فيها إلى حد كبير".