نقلت صحيفة " جيروزاليم بوست" عن مصادر قولها إن إسرائيل رفضت مقترحًا فرنسيًّا يتيح خروج القوّات الإسرائيليّة من لبنان بحلول 18 شباط. وقالت الصحيفة إنّ "المقترح الفرنسي هو حلول قوات حفظ سلام أمميّة محل القوّات الإسرائيليّة في نقاط رئيسيّة جنوبيّة".
في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ مندوبين عن الجيش الإسرائيليّ والجيش اللّبنانيّ والولايات المتحدّة وقوّة الأمم المتحدة الموقّتة في جنوب لبنان (يونيفيل) وفرنسا، عقدوا اجتماعًا خماسيًّا في رأس الناقورة اليوم (الجمعة)، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لانسحاب القوات الإسرائيليّة من بعض المناطق في جنوب لبنان. وذكرت الإذاعة أنّ هذا اللقاء يُعقد قبل أربعة أيام من الموعد المتوقع لاستكمال انسحاب القوّات الإسرائيليّة من القرى اللّبنانيّة الّتي ما تزال فيها، والمقرر في 18 شباط الجاري، وذلك تطبيقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تراقبه الولايات المتحدة وفرنسا.
وأوضحت مصادر إذاعة الجيش الإسرائيليّ، أنّ الاجتماع تناول إجراءات تنسيقٍ ذات طابع تقني، تمهيدًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى المتبقية، في حين أكّدت الإذاعة نية إسرائيل الإبقاء على قواتها في خمس نقاط حدودية على الأقل في المرحلة الحالية.القيادة المركزيّة الأميركيّة: تقدّم في تنفيذ الاتفاقفي سياقٍ متصل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن "لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية انعقدت للمرة الخامسة في الناقورة اليوم، وأجرى الحاضرون تخطيطًا فنيًّا عسكريًّا لنقل جميع القرى المتبقية في منطقة جنوب الليطاني إلى السيطرة الكاملة للجيش اللبناني قبل 18 شباط الجاري".
وقال الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز: "لقد أحرزنا تقدّمًا كبيرًا على مدى الأشهر القليلة الماضية، وأنا على ثقة من أن الجيش اللبناني سيسيطر على جميع المراكز السكانية في منطقة جنوب الليطاني قبل الثلاثاء المقبل". وأضاف: "من المهم أن نتذكر أن ترتيبات وقف الأعمال العدائية تحتوي على العديد من المكوّنات في الفقرات الـ13، وسنستمر في المساعدة في تنفيذ هذه المبادئ حتى بعد 18 شباط الجاري، وستظل الآلية مركَّزة على مواصلة عملها مع جميع الأطراف حتى يتم تحقيق التنفيذ بالكامل". من جهته، صرّح مسؤول أمنيّ إسرائيليّ رفيع – طلب عدم الكشف عن اسمه – لصحفٍ عبريّة بأنّ الجيش الإسرائيلي "بات مستعدًا للانسحاب من الأراضي اللبنانية وتسليمها إلى الجيش اللبناني ضمن المهلة الزمنيّة" المحدّدة في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار – الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي – قد نصّ على منح مهلةٍ من ستين يومًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة يونيفيل، مع انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها. وتمّ تمديد هذه المهلة لاحقًا حتى 18 شباط الجاري. وقال المسؤول الإسرائيليّ: "ما زلنا منتشرين بموجب الاتفاق الذي تراقب الولايات المتحدة تنفيذه، ونعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لضمان تسليم المسؤولية إلى الجيش اللبناني ضمن الإطار الزمنيّ المحدّد".تحرّكات ميدانيّة وتعزيزات عسكريّةفي غضون ذلك، أفادت تقارير ميدانيّة أنّ القوات الإسرائيلية كثّفت أعمال البناء الهندسيّة في تلّة الحمامص، حيث تستحدث دشمًا وسواتر وإنشاءات في ظلّ معلومات عن نيّة إسرائيل البقاء فيها بعد الانسحاب من مناطق أخرى في الجنوب. وتوغلت ظهر اليوم آليات عسكرية إسرائيليّة باتجاه خلة عاشور عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة يارون في قضاء بنت جبيل، ترافق مع إطلاق رصاص باتجاه الساتر الترابي عند مدخل البلدة وتحليقٍ لطائرات مسيّرة إسرائيلية في أجواء المنطقة.
على صعيدٍ متصل، حلّقت الطائرات الحربية والاستطلاعية الإسرائيلية على علوٍّ متوسّط فوق القطاعين الغربي والأوسط، مرورًا بسهل القليلة ورأس العين وصولًا إلى أجواء مدينة صور وما بعد نهر القاسمية باتجاه الشمال. كذلك سُجلت تحرّكات لآليات الاحتلال الإسرائيلي في أطراف بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور.
وتشير المعطيات إلى تكثيف الحراك السّياسيّ والعسكريّ لتنفيذ الانسحاب الإسرائيليّ وفق الجدول الزمني المحدد، وسط تأكيدات أميركية وإسرائيلية على المضي قدمًا في استكمال بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وفي حين تتواصل اجتماعات اللجنة الخماسية لتنسيق الإجراءات التقنية وتسليم المناطق، تبقى الأنظار موجّهة إلى كيفية معالجة النقاط الحدودية التي تخطط إسرائيل للبقاء فيها، إضافةً إلى رصد التحركات الميدانية التي قد تؤثر في مسار الانسحاب الفعلي خلال الأيام القليلة المقبلة.