2025- 03 - 12   |   بحث في الموقع  
logo وزير الاتصالات: لالتزام الموزعين بالأصول القانونيّة لإنهاء ظاهرة الإنترنت غير الشّرعي logo طائرة ستحط في بيروت قريباً على متنها شخصية بارزة: إستعدوا للبشائر والأخبار السارة ! logo بمقابل ٣٠٠ دولار نقل حقيبة ال٢.٥ مليون دولار من تركيا الى لبنان! هذا ما اعترف به الموقوف امام القضاء (فيديو) logo "من رئيسي إلى نصرالله مرورًا بالسنوار"... خامنئي: فقدان القادة خسارة كبيرة logo مأساة الساحل السوري... سيدة تواجه قتلة أبنائها (فيديو) logo "حذارِ"... معوّض لـ متري: كلامك ينتمي إلى مرحلة مضت logo "قرضٌ بقيمة 250 مليون دولار من البنك الدولي لإعادة الإعمار"! logo "الجيش" يزيل شريطًا وضعته القوات الإسرائيلية في بركة ريشا (صور)
بودكاست "عيون الكلام": حوار سوري في أوروبا
2025-02-14 13:55:54

يقدم بودكاست "عيون الكلام" منذ انطلاقته العام 2023، جهداً إعلامياً مثيراً للإعجاب بقدرته على إنتاج محتوى يعكس التراكم البحثي حول الشأن السوري المتسارع، فيما يقدم نفسه كمنصة حوارية تطرح القضايا السورية بعمق، مستهدفاً جمهوراً واسعاً داخل سوريا وخارجها، ضمن رؤية تجمع بين التحليل الإعلامي والاستناد إلى البحث والتوثيق.
البودكاست هو أحد منتجات شركة الإنتاج "Pioneers Innovation" التي أسسها سوريون ولبنانيون من ذوي الخبرة في العمل الإنساني، بهدف تقديم محتوى يخدم الشأن العام بأسلوب مستدام يوازن بين الجودة والاستقلالية المالية. وولدت فكرته أواخر العام 2022 كمقترح قدم لإنشاء منصة صوتية متخصصة في الشأن السوري، قبل أن تتبلور إلى مشروع متكامل يواصل اليوم موسمه الثاني، في محاولة لتقديم سردية إعلامية مختلفة، خارج حدود الرقابة الإعلامية والسياسية التقليدية بطريقة عصرية ومحتوى صوتي وبصري مميز ضمن فئة الإعلام المستقل، الذي يكسر قيود الخطاب الرسمي، ويتيح للسوريين فرصة للحوار بعيداً عن الإملاءات السياسية.ويتناول البودكاست، الذي تقدّمه ألمى عنتابلي وهيا العلي، بالتعاون مع المنتج ومخرج الأفلام الوثائقية سليم سلامه في الإخراج، القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة، خصوصاً القضايا التي تؤثر في السوريين في المنافي، كما يعود إلى لحظات مفصلية في تاريخ سوريا لفهم تأثيرها في الواقع الحالي واستضاف عدد من الكتاب والممثلين والباحثين والناشطين والصحافيين والاختصاصيين في مجالات مختلفة.
وحول الهدف من البودكاست، أوضح مدير المشروع عزام مصطفى: "هنالك فجوة بين الأبحاث الأكاديمية المتخصصة والجمهور العام، حيث تبقى العديد من الدراسات والمقالات التحليلية محصورة داخل الأوساط الأكاديمية، من دون أن تجد طريقها إلى شريحة أوسع من الناس"، وأضاف في حديث مع "المدن": "يسعى عيون الكلام إلى سد الفجوة عبر تقديم القضايا المعقدة بأسلوب مبسط وحواري جذاب، يمزج بين التحليل العميق والسرد التفاعلي، لجعل المعرفة أكثر قرباً وسهولة للمستمعين".ولم يكتف "عيون الكلام" بمعالجة القضايا السياسية التقليدية، بل توسع ليشمل مواضيع كانت محرّمة أو مسكوتاً عنها في الإعلام الرسمي تحديداً، ومن أبرز القضايا التي ناقشها قبل سقوط النظام كانت العلاقة بين الدراما السورية والسلطة، وكيف تم توظيف الإنتاج الفني لتلميع صورة النظام وإعادة إنتاج خطابه السياسي وتأثير ماهر الأسد في الدراما، وهو ما تحدث عنه الممثل السوري فارس الحلو الذي كان ضيفاً في إحدى الحلقات. كما تناول البودكاست الاقتصاد السوري في مطلع الألفية، حيث استضاف الخبير جهاد يازجي للحديث عن التحولات التي أدت إلى انهيار الطبقة الوسطى، وتأثير الفساد الاقتصادي في اندلاع الثورة السورية.وهنا أكد مصطفى أن "عيون الكلام" لن يكون محصوراً في زاوية واحدة، بل يسعى إلى استكشاف سوريا من خلال رواية التاريخ وتحليل الواقع والغوص في الذاكرة الجمعية للسوريين، من أجل خلق مساحة جديدة للتفاعل والحوار، لأنه "من خلال الغوص في التفاصيل التي ساهمت في صناعة التاريخ السوري، يمكن للمستمع أن يعيد قراءة التاريخ بشكل مختلف تماماً عن الرواية التي كان النظام السوري يصدرها للسوريين والعالم ككل".إلى ذلك، يسلط البودكاست الضوء على قضايا الأقليات، مثل الأكراد والإسماعيليين، والتي ظلت مغيبة عن الخطاب الرسمي، بل وتم تهميشها حتى في بعض المنصات الإعلامية المعارضة، ما يمنح البودكاست دوراً مهماً في إعادة صياغة الوعي العام. علماً أنه مع سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، لم يتغير المشهد الإعلامي السوري جذرياً، بل بقيت وسائل الإعلام الرسمية شبه متوقفة عن العمل، بانتظار تفعيلها بشكل جديد تصبح فيه مساحة حقيقية للحوار العام بدلاً من كونها بوقاً للسلطة كما كان الحال طوال 54 عاماً.
وهنا، يستمر "عيون الكلام" في تقديم محتوى تحليلي متعمق، مع التركيز على القضايا الأكثر إلحاحاً في المرحلة الجديدة، مثل السلم الأهلي والمصالحة الوطنية، إضافة إلى العلاقة بين السوريين والفضاء العام، حيث تناول في حلقة بعنوان "من الإقصاء إلى المشاركة" كيفية استعادة السوريين لدورهم في صناعة القرار بعد عقود من الاستبداد السياسي، وفي حلقة أخرى، استضاف مجموعة من الصحافيين المستقلين لمناقشة تحديات الإعلام السوري في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل غياب الدعم الحقيقي للإعلام الحر.من الناحية التقنية، يتمتع "عيون الكلام" بمستوى إنتاجي احترافي يميزه عن غيره من المنصات الإعلامية المستقلة، من حيث جودة الصوت العالية والمونتاج المتقن ما يعزز من تجربة الاستماع. كما أن تسجيل الحلقات بصيغة مرئية يمنح البودكاست حضوراً أقوى في منصات مثل "يوتيوب"، ما يتيح تفاعلاً أوسع مع الجمهور. واستغل فريق العمل أيضاً منصات مثل "انستغرام" لبث مقاطع ترويجية للحلقات بصرياً، كما أن نشر حلقات "عيون الكلام" في "سبوتيفاي" و"آبل بودكاست" و"غوغل بودكاست" جعله متاحاً لمختلف فئات المستمعين، سواء داخل سوريا أو في الشتات، ما زاد من تأثيره كمصدر إعلامي مستقل.وحول التحديات المرتبطة بإنتاج البودكاست بتمويل داخلي محدود، قال مخرجه سليم سلامه: "الاعتماد على كوادر بسيطة خلال التصوير والتسجيل لعب دوراً كبيراً في خفض الكلفة، خصوصاً أننا قمنا بتمويل المشروع ذاتياً". وأضاف في حديث مع "المدن": "بعد بحث طويل، وجدنا استوديوهات في فرنسا وألمانيا وهولندا بأسعار مناسبة مقابل جودة عالية، ما سمح لنا بالحفاظ على مستوى احترافي في الإنتاج".وعن أبرز التحديات خلال الموسم الأول، أوضح سلامه أن التنقل بين بلدان أوروبية مختلفة بسبب تباعد أماكن إقامة الضيوف، تسبب في تأخير النشر وزاد من الضغوط خلال الإنتاج. لهذا السبب، قرر الفريق تصوير الموسم الثاني بالكامل في فرنسا، إلى جانب الاعتماد على مقابلات أونلاين مع بعض الضيوف.أما التحدي الأكبر في الموسم الثاني، فكان مواكبة التحولات المتسارعة في سوريا، حيث بدأ التصوير قبل سقوط النظام بأيام، ما فرض تغييرات جذرية في محتوى الحلقات لتواكب الواقع الجديد بحسب سلامه الذي وأوضح أن الفريق يعمل حالياً على إيجاد طرق للتواصل مع الجمهور وشرح أن بعض الحلقات تم تسجيلها قبل هذه التحولات، وهي مهمة تتطلب جهداً إضافياً لضمان وضوح السياق.ورغم نجاح "عيون الكلام" في تقديم محتوى مستقل، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة ترتبط بطبيعته كمنتج إعلامي يُنتج خارج سوريا. يتم إعداد البودكاست في أوروبا، ويستضيف غالبية ضيوفه من السوريين المقيمين هناك، ما يثير تساؤلات حول غياب أصوات السوريين في الداخل، ومدى إمكانية إنتاج حلقات من داخل سوريا مستقبلاً، لتسليط الضوء بشكل مباشر على واقع من يعيشون هناك.في المقابل، يمنح إنتاج البودكاست خارج سوريا، حرية أكبر في اختيار المواضيع والضيوف، بعيداً من الرقابة المباشرة لأي سلطة ناشئة في سوريا مستقبلاً، وهي ميزة ربما لا تتوافر للعديد من المنصات الإعلامية داخل البلاد. وفي المقابل، يواجه "عيون الكلام" تحديات لوجستية تؤثر في انتشاره، أبرزها محدودية الموارد التي حالت دون إمكانية التنقل إلى مدن مثل إسطنبول أو الدوحة أو القاهرة، حيث مجتمعات سورية كبيرة ومتنوعة خصوصاً من بين الشخصيات المؤثرة سياسياً وثقافياً. وأكد مصطفى أن الوصول إلى هذه المجتمعات كان سيمنح الحلقات بُعداً أوسع من خلال تسليط الضوء على تجارب مختلفة للسوريين في أماكن متفرقة، مضيفاً أن توسيع آليات الإنتاج مستقبلاً قد يساعد في تجاوز هذه التحديات وتحقيق انتشار أوسع.أما في ما يتعلق بإمكانية تقديم محتوى من داخل سوريا، فإن البيئة الإعلامية هناك ما زالت غير منفتحة على التعددية الحقيقية، ما يثير تساؤلات حول شكل الحلقات، وهوية الضيوف، ومدى قدرة عيون الكلام على تمثيل قضايا السوريين في الداخل. وهنا، شدد عزام على التزام البودكاست بالاستقلالية: "نحن كسوريين انتزعنا حريتنا من نظام مستبد حكم البلاد لعقود، ولن ننتظر من أي سلطة جديدة أن تملي علينا ما يجب أن نتحدث عنه أو من يمكننا استضافته". وأضاف: "سنواصل استضافة كل الأصوات التي تمثل القضايا المطروحة، بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية أو ضغوط خارجية".إلى جانب ذلك، تبقى الاستدامة المالية تحدياً رئيسياً، فمعظم الإعلام المستقل يواجه صعوبة في تأمين دعم خارج دائرة النفوذ السياسي، وعلق مصطفى: "يواجه البودكاست، مثل غيره من المشاريع المستقلة، مشكلة الاستدامة المالية. التمويل ذاتي حتى الآن، من خلال شركة الإنتاج Pioneers Innovation". وأضاف: "صناعة البودكاست عربياً ليست مربحة، وسورياً الوضع أصعب بكثير. حتى الآن، التسجيل يتم وفق القدرة والاستطاعة، من دون خطط ثابتة طويلة الأمد".من جهتها، تحدثت الإعلامية ألمى عنتابلي، التي عملت في مؤسسات إخبارية كبرى مثل "يورو نيوز" و"العربية"، عن تجربتها الجديدة في إعداد وتقديم البودكاست بوصفها "مختلفة تماماً عن كل ما قدمته في مسيرتي الإعلامية الممتدة على مدى 19 عاماً".وأوضحت عنتابلي في حديث مع "المدن" أن تعاملها مع الشأن السوري كان جديداً عليها، حيث اعتادت في المؤسسات الإخبارية العربية على تناول الملف السوري كجزء من تغطية عامة وسريعة للأحداث الدولية، بينما جعلها البودكاست تتعامل مع الحدث السوري بتركيز لأن "الحوار أكثر عمقاً وهدوءاً، مستنداً إلى أسئلتنا وهمومنا كسوريين، بعيداً من ضغط الأخبار العاجلة والقيود الزمنية للإعلام التقليدي".وحول تأثير سقوط النظام على محتوى الحلقات، قالت عنتابلي: " أنتجنا خمس حلقات بعد سقوط النظام، حملت أسلوباً مختلفاً عن المعتاد، حيث ابتعدنا قليلاً عن محتوى الـGreen Content، أي الحلقات القابلة للاستماع في أي وقت، واتجهنا أكثر نحو مواكبة اللحظة السياسية"، وأضافت: "اليوم، هناك نقاش حول مستقبل البرنامج، وكيف يمكن أن يتطوّر شكله بعد هذا التغيير".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top