2025- 02 - 24   |   بحث في الموقع  
logo في رؤية أحمد داود أوغلو لسوريا الجديدة logo مؤتمر الحوار الوطني السوري: اعتذارات عن المشاركة.. ومطالبات بتأجيله logo لماذا لست مدعواً/ة إلى المؤتمر؟ logo أُنظروا إلى زيلنسكي... إنّه يحترق!! logo تشييع نصرالله ونكبة الشيعة: نهاية مرحلة وبداية مجهول logo احتفالية "صيدنايا" تثير الإنقسام: طمس للجرائم أم خطوة للعدالة؟ logo المرتضى: اليوم كان موعد الزمان مع وداع ⁧‫السيّد‬⁩ logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد
بلال الأرفه لي: جوهرجي المخطوطات المنسيّة
2025-02-14 13:55:54

قبل ربع قرن، حصل بلال الأرفه لي على بكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت، وعلى بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة نفسها العام 2001. وقبل خمسة عشر عاماً، حصل على دكتوراه في الفلسفة... وخلال سنوات قليلة انخرط في تحقيق النصوص وترجمتها ونشرها، ما أسهم في إحياء التراث العربيّ ونقله إلى الساحات العلميّة العالميّة، وأغنى المكتبة بالدراسات الرصينة وتحقيق المخطوطات الكلاسيكية. على هذا، بات الدكتور الأرفه لي يحظى بمكانة بارزة في عالم الأدب العربيّ الكلاسيكيّ والدراسات الإسلاميّة، بوصفه أحد أبرز الباحثين والمتخصّصين في التراث العربيّ.تدرَّج بلال الأرفه لي في الرتب الأكاديمية من أستاذ مساعد إلى أستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو اليوم أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة. شغل سابقًا منصب أستاذ كرسي صوفيا للدراسات العربية في جامعة ولاية أوهايو. علاوةً على ذلك، درّس الأرفه لي في مؤسّسات أكاديميّة مثل جامعة "ييل" و"جامعة نيويورك" أبوظبي. ويشارك الدكتور رمزي بعلبكي في تحرير مجلّة "الأبحاث" الصادرة عن الجامعة الأميركيّة في بيروت، ويتولّى منصب المحرّر الإداريّ لمجلّة "المركز: مجلّة الدراسات العربيّة". يتولّى إدارة دار نشر الجامعة الأميركيّة ومركز الفنون والعلوم الإنسانيّة، ومن خلال إنجازاته الأكاديميّة ومشاريعه البحثيّة، أعاد تعريف دور الفيلولوجيا في الدراسات العربيّة.يُعرف الأرفه لي بدقّته الأكاديميّة، وشغفه اللامحدود فهو يسافر باستمرار، باحثًا عن المخطوطات في المكتبات العالميّة، كاشفًا عن نصوص مفقودة ومهملة ومنسيّة. لا تقتصر علاقة الأرفه لي باللغة العربيّة على البعد الأكاديميّ بل تمتدّ إلى جذوره وتكوينه منذ الطفولة، حيث نشأ في بيئة مشبعة باللغة العربيّة في كلّ تفاصيلها. في حديثه مع "المدن"، أوضح مدى عمق هذه الصلة قائلًا: "لطالما أحببت اللغة العربيّة. كانت اللغة التي تحدّث بها والداي معي، وكانت لغة عائلتي في كلّ الأوقات". تلقّى تعليمه الأساسيّ في مدرسة المقاصد الثانوية، حيث كانت العلوم تُدرَّس باللغة العربيّة حتّى الصف التاسع، ممّا رسّخ لديه ارتباطًا وثيقًا بالعربيّة كلغةٍ للعلم والفكر معًا.ورغم أنَّ والديه لم يكونا من عشّاق القراءة، إلّا أنّهما كانا يقدّران دائمًا شغفه العميق بها. لكنّ الشخص الذي كان له الأثر الأكبر في تشكيل هذا الشغف كان عمّته بديعة، التي كانت الابنة الكبرى لعائلتها، وقد اضطرت إلى ترك المدرسة باكرًا للزواج، خصوصاً بعد وفاة والدتها. ومع ذلك، ظلّت عاشقة للمعرفة وجمعت مكتبة ضخمة في منزلها. كانت هي أوّل من أعطاه كتاب "ألف ليلة وليلة" عندما كان في التاسعة من عمره، ودائمًا ما كانت تسأله عن قراءاته. ويصف الأرفه لي تأثيرها عليه قائلًا: "حبّها للكتب كان مُعديًا. أجد نفسي مدينًا لها بالكثير، فقد زرعت في داخلي شغف القراءة والمعرفة".يُعرف الأرفه لي بشغفه بالأدب العربيّ الكلاسيكيّ، حيث يجد في أعمال الجاحظ وأبي العلاء المعري وأبي حيّان التوحيديّ، مصدر إلهام فكريّ لا ينضب. كما يولي اهتمامًا خاصًّا بمؤلّفات بديع الزمان الهمذانيّ، الذي يعتبره أحد أكثر الأدباء ابتكارًا في أسلوبه السرديّ وبلاغته اللغويّة. يرى الأرفه لي أن هؤلاء الأعلام لم يكونوا مجرّد كتّاب، بل كانوا مفكّرين أثّروا في الفكر العربيّ وأسهموا في تطوّره عبر العصور. أمّا عن أكثرهم شبهًا به فيقول: "إنّ الهمذاني مسكونٌ بالتراث ومسكونٌ أيضًا بالحداثة والابتكار. من هذا المنطلق، يشبهني. لكن أظنّ أنّ علاقتي بمعاصريّ أفضل من علاقاته بمعاصريه".
بالإضافة إلى اهتمامه العميق بالأدب الكلاسيكيّ، يمتدّ شغف الأرفه لي بالأدب العربيّ الحديث ليشمل نطاقًا واسعًا من الأعمال الأدبيّة. فهو يتابع عن كثب أعمال عدد من الكتاب المعاصرين مثل المغربي عبد الفتاح كيليطو، والعمانية جوخة الحارثي، واللبنانيان هدى بركات، جبّور الدويهي، والسعودي محمّد حسن علوان، وغيرهم. وبفضل انخراطه الفاعل في لجان تحكيم الجوائز الأدبيّة، مثل الجائزة العالميّة للرواية العربيّة وجائزة الشيخ زايد، يحرص الأرفه لي على متابعة أحدث الإصدارات الروائيّة وتحليلها، معتبرًا أن الرواية العربيّة اليوم تعكس التحوّلات الفكريّة والاجتماعيّة العميقة في العالم العربيّ.يُعرف الأرفه لي بأبحاثه المتعمّقة في أدب المقامات، حيث أسهم في إعادة تقييم موقع بديع الزمان الهمذانيّ كمؤسّس لهذا الفنّ الأدبيّ المتميّز، متتبّعًا تطوّر النصوص، ومحلّلًا السياقات الفكريّة والتاريخيّة التي نشأت فيها. كما أجرى دراسات حول أعمال بديع الزمان الهمذانيّ، وذلك بالتعاون مع موريس بومرانتز، مستكشفًا نشأتها ومسارات انتقالها وإرثها الأدبيّ في سياق الأدب المقارن. وقدّم أبحاثًا حول المخطوطات المختلفة للمقامات، محلّلًا تطوّرها النصيّ، والاختلافات بين نسخها، وعلاقتها بغيرها من الفنون الأدبيّة، مثل الرسائل والقصص الفلسفيّة.ويعمل حاليًا على مشروع يركّز على رسائل الهمذانيّ وعلاقتها بالنقد الأدبيّ في عصره، ممّا يسهم في إعادة تقييم موقعه في تاريخ الأدب العربيّ. وقد تناول في أبحاثه توظيف الهمذانيّ لمهاراته البلاغيّة في بناء شخصيّاته الأدبيّة، ودرس العلاقة بين المقامات والخطابة التقليديّة، ممّا أتاح فهمًا أعمق للبنية السرديّة للمقامات ودورها في التفاعل الأدبيّ والثقافيّ خلال العصر العباسيّ.
تعدُّ أبحاثه حول أبي منصور الثعالبيّ مرجعًا أساسيًّا لفهم مفهوم الاختيار في الأدب العربيّ، إذ تكشف عن الحركات الفكريّة والأدبيّة في القرنين العاشر والحادي عشر. وقد حقق عدداً من أعمال الثعالبيّ بالاعتماد على المخطوطات الأصليّة، مثل يتيمة الدهر، وتتمّة اليتيمة، وخاصّ الخاصّ في الأمثال، وزاد سفر الملوك، وكتاب الأنوار البهيّة في مقامات فصحاء البريّة. وأسهمت أعماله في إحياء هذه النصوص مسلّطةً الضوء على شبكات الإنتاج الأدبيّ في العصر العباسيّ.إضافة إلى ذلك، يمثّل تحقيقه لـكتاب الشواهد والأمثال لأبي نصر القشيريّ، الذي نُشر بعنوان الشعر والرؤى الروحيّة، إسهامًا قيِّمًا في دراسة التصوّف وأدبه. ويعدُّ هذا العمل، المحفوظ في مخطوطة مكتبة آيا صوفيا (رقم 4128)، نموذجًا فريدًا في التراث الصوفيّ، حيث يجمع بين التعليم الروحيّ والأسلوب الأدبيّ الرفيع. كما يُبرز هذا التحقيق الدور المحوريّ للشعر في التجربة الصوفيّة، ليس بوصفه أداةً تعليميّة فحسب، بل باعتباره وسيلة تعبير عن التجارب الروحيّة العميقة.كما قدّم الأرفه لي إسهامات بارزة في دراسة المختارات الصوفيّة، حيث حقّق كتاب البياض والسواد لأبي الحسن السيرجانيّ وسلوة العارفين وأنس المشتاقين لأبي خلف الطبريّ. كما حرّر مجلّد التصوف كأدب وشارك في إعداده، وهو عمل يبحث في الأبعاد الأدبيّة والبلاغيّة للنصوص الصوفيّة. وقد حلّل أساليب المتصوّفة في توظيف التقنيات الأدبيّة للتعبير عن رؤاهم الروحيّة.
ركّز الأرفه لي اهتمامه على التقاطعات بين مختلف العلوم الإسلاميّة، مثل الفقه والطب واللغة وعلم الكلام والحديث، وعلاقتها بالأدب العربيّ، مسلّطًا الضوء على هذه الروابط من خلال عدد من الأبحاث الرائدة. وقد أظهر في دراساته كيف تفاعلت هذه التخصّصات مع الأدب عبر العصور، موضحةً التأثيرات المتبادلة بين الحقول المعرفيّة الإسلاميّة.يعدُّ تحقيقه لـكتاب البشارة والنذارة لأبي سعد الخرگوشي، الذي أنجزه بالتعاون مع لينا الجمّال، من أبرز إسهاماته في دراسة أدب الأحلام في التراث العربيّ، إذ يكشف عن الروابط العميقة بين الأدب والتصوّف والخطاب الأخلاقيّ في النصوص الإسلاميّة. ويواصل حاليًّا، بالتعاون مع لينا الجمّال، العمل على مشروع بحثيّ ضخم حول تاريخ تفسير الأحلام في العالم الإسلاميّ قبل الحداثة، معتمدًا على مئات المخطوطات، ما سيشكّل إضافة نوعيّة لفهم تطوّر هذا المجال ومكانته في الفكر الإسلاميّ.شكّل الأرفه لي حلقة وصل بين التقاليد الفكريّة المختلفة، مسهمًا في بناء جسور معرفيّة بين المدارس البحثيّة المختلفة. إلى جانب أبحاثه الرائدة، قدّم خدمات جليلة للمجال الأكاديميّ من خلال إدارته وتحريره لعدد من السلاسل البحثيّة والمجلات الأكاديميّة والعلميّة المرموقة. كما يعمل محررًا مشاركًا في دراسات في التصوف لدى دار بريل، والتي تعدّ مرجعًا أساسيًّا في هذا المجال.شارك الأرفه لي في لجان تحكيم أرقى الجوائز الأدبيّة في العالم العربيّ، بما في ذلك جائزة الملك فيصل وجائزة الكويت وجائزة الشيخ زايد والجائزة العالميّة للرواية العربيّة، وتقديرًا لانجازاته البحثيّة وإسهاماته العلميّة على المستوى الدوليّ، نال جائزة فريدريش فيلهلم بيسل للبحوث، التي تُمنح لباحثين تركوا بصمة أكاديميّة علميّة.من موقعه كأستاذ وباحث، يرفض الأرفه لي الخطاب الذي يدّعي أن العربيّة في خطر. ويرى أنّ هذه المخاوف غالبًا ما تصدر من طبقة اجتماعية معيّنة، غالبًا من أبناء النخب التي ترسل أبناءها إلى مدارس غربيّة. ويؤكّد قائلًا: "ما لدينا هنا هو مشكلة طبقيّة أكثر من كونها مشكلة لغويّة. اللغة العربيّة حيّة ومتداولة في كلّ مكان في العالم العربيّ، وليست في خطر كما يروّج البعض".أما في ما يتعلّق بدراسة الأدب العربيّ أكاديميًّا، فيرى الأرفه لي أن ألمانيا تمثّل بيئة أكاديميّة غنيّة ومثيرة للاهتمام، حيث يزخر المجال بالكثير من الباحثين الجادّين في مجال الدراسات العربيّة. تتمتّع ألمانيا بتقليد علميّ راسخ، وتتميّز أبحاثها بطابع البين-تخصّصي، ما يسهم في تقديم قراءات جديدة وموسّعة للأدب العربيّ. في المقابل، يلاحظ أنّ الحقل الأكاديميّ في الولايات المتّحدة شهد تراجعًا بسبب تقاعد عدد من كبار العلماء وتراجع الاهتمام بالعلوم الإنسانيّة بشكل عامّ. ويؤمن الأرفه لي بأنّ منطقة الخليج تلعب دورًا متزايد الأهمّيّة في هذا المجال، حيث يشهد المشهد الثقافيّ هناك حيويّة استثنائيّة، إلى جانب توفّر تمويل كبير لدعم اللغة العربيّة والدراسات المتعلّقة بها. كما يرى أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتطوير الصناعات الثقافيّة المرتبطة باللغة العربيّة، ما يعزّز من آفاق البحث والإبداع في هذا المجال، ويؤكّد قائلًا: "لدي آمال كبيرة في المستقبل".وشكّلت أبحاثه الرصينة وجهوده التعليميّة وإسهاماته التحريريّة إضافةً محوريّة في إبراز التراث العربيّ وإعادة دمجه في السياق العالميّ. غير أنّ السؤال الجوهريّ يظلّ مطروحًا: كيف نتعامل مع هذا التراث؟ هل نعيد إحياءه، أم نعيد تأويله، أم نبتعد عنه؟ هل نستخلص نظريّاته من داخله أم نبحث عن أُطر تفسيريّة خارجيّة؟ الإجابات غير حاسمة والاحتمالات مفتوحة، وينبغي أن تبقى كذلك. فالاستثمار في التراث ليس مسارًا أحادي الاتّجاه، بل هو شبكة معقّدة من المقاربات لكلّ منها قيمتها وأثرها في تشكيل الساحة الأدبيّة والفكريّة. ومن خلال عمله، يستمرّ الأرفه لي في ردم الفجوة بين الماضي والحاضر، مؤكّدًا على أهمّيّة الأدب الكلاسيكيّ في الخطاب المعاصر، بما يضمن أن يظلّ هذا التراث جزءًا حيًّا ومؤثّرًا في المستقبل، يلهم الأجيال الآتية.__________________
له عدد من المقالات حول تاريخ نصّ مقامات بديع الزمان الهمذاني، وأخرى عن علاقة الحديث الشريف بالتصوّف الإسلامي، وعلاقة القرآن الكريم بالأدب العربي، وعلاقة الفقه الإسلاميّ بالأدب، وعلاقة النحو العربي بالأدب العربي. من الكتب التي حرّرها:
التصوّف والأخلاق في الإسلام (الجامعة الأميركيّة في بيروت 2022)
نحو إعادة بناء الدراسات الإسلاميّة (الدار العربيّة للعلوم 2019).
نور على نور: دراسات مهداة إلى غرهارد بورينغ (بريل 2019).
الشهيّة النهمة: الطعام مؤشرًا للثقافة في الشرق الأوسط (بريل 2019).
العربيّة هذه اللغة الشريفة (مركز الملك فيصل 2017).
الرؤيا والعبارة (دار المشرق 2015).
الجامعة الأميركية في بيروت: قرن ونصف من الزمن (الجامعة الأميركية في بيروت 2016).
في ظلال العربيّة: دراسات مهداة إلى رمزي بعلبكي في عيده الستين (بريل 2011).

وقد اهتمّ بلال الأرفه لي بتحقيق التراث العربيّ المخطوط، ومن إسهاماته في هذا المجال تحقيق:
الحكمة الخليقة (دار المشرق 2023)
الأنوار البهيّة في تعريف مقامات فصحاء البريّة (الدار العربية للعلوم، 2022؛ بريل 2022)
أمالي أبي القاسم القشيري (دار المشرق 2020)
كتاب انتزاعات القرآن (دار المشرق 2020)
خاصّ الخاصّ في الأمثال (المعهد الألماني 2020).
الهوامل والشوامل (المكتبة العربية لجامعة نيويورك 2019)
تضمين ألفية ابن مالك في الغزل (دار المشرق 2018)
رفع الالتباس عن منكر الاقتباس (دار المشرق 2018)
مكارم الأخلاق (بريل 2015)
خلوة العاكفين (دار المشرق 2013)
سلوة العارفين (بريل، 2013)
مجادلة حول قطعة من الصليب (دار المشرق 2012)
البياض والسواد (بريل 2012)
زاد سفر الملوك (المعهد الألماني 2011).
مسائل وتأويلات صوفية (دار المشرق 2011).
رسائل صوفية لأبي عبد الرحمن السلمي (دار المشرق 2010)..


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top