2025- 03 - 03   |   بحث في الموقع  
logo بالصورة.. قذائف في مكب للنفايات logo بعد حادث مانهايم... الشرطة الألمانية: لا دوافع سياسية حتى اللحظة logo "بايجر" من نوع جديد في طريقه إلى لبنان: البلدوزر الأميركية تحرك آلياتها نحو بيروت وتضرب بـ"المطرقة"! logo بالفيديو: كارثة تضرب نهر الليطاني! logo "10 أيام تفصل غزة عن العودة إلى القتال"! logo وزير إسرائيلي: الدول العربية مستعدة للسلام بعد هزيمة حماس logo تهديدٌ إسرائيلي لـ حماس: ستفتح أبواب الجحيم! logo نوبتا "قصور حاد في الجهاز التنفسي"... جديد حالة البابا فرنسيس
إطلالة منتظرة للحريري.. رهان العودة وتحديّات الطّائفة السنّية!.. عبدالكافي الصمد
2025-02-14 07:55:49

“إنتظروني الجمعة”.. بهاتين الكلمتين ردّ الرئيس سعد الحريري على الأسئلة العديدة التي وُجّهت إليه لاستطلاع موقفه وأخذ رأيّه بالتطوّرات اللبنانية الأخيرة، إثر عودته الى لبنان للمشاركة في مهرجان الذكرى العشرين لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، اليوم الجمعة، في وسط بيروت.


تحليلات كثيرة حفلت بها مختلف وسائل الإعلام من صحف ومواقع إخبارية ومحطات تلفزيون وإذاعات ومنصّات وسائل التواصل الإجتماعي، تحدثت عن أنّ الحريري عائدٌ إلى لبنان لمعاودة عمله السياسي الذي علّقه قبل ثلاث سنوات، في 24 كانون الثاني من العام 2022، عندما عزف عن الترشّح للإنتخابات النيابية صيف ذلك العام، ومثله فعل تيّار المستقبل ونوّاب كتلته الذين التزموا قراره.


خلال السنوات الثلاث السّابقة لم يلتزم مقرّبون من الحريري أو يحسبون أنفسهم على “الحريرية السياسيّة” قرار العزوف عن الترشّح للإنتخابات النيابيّة، فخاضوا إنتخابات العام 2022 في أكثر من منطقة لبنانية ودائرة إنتخابية من غير انضوائهم تحت الخيمة الزرقاء التي طويت، وحقّق بعضهم نجاحاً من غير أن يخفوا أو ينكروا أنّ هذا النجاح ما كان يمكن لهم تحقيقه لولا دعم بعض قاعدة التيّار الأزرق التي استمالوها.


ومع أنّ تيّار المستقبل خاض إنتخابات العام 2022 مواربة فإنّه بقي حاضراً في أغلب الإنتخابات النقابية وخاضها بشكل مباشر تحت الرّاية الزرقاء وبدعم مباشر وعلني من قيادته، التي برّرت خطوتها بأنّ الإنتخابات النقابية لا تعني التعاطي بالشأن السّياسي مباشرة، ولا يُشكّل خوضها كسراً لقرار الحريري، لكنّ هذه الإنتخابات كانت فرصة للمستقبليين كي يقولوا إنّهم حاضرون على السّاحة، وجاهزون لخوض غمار الإنتخابات النيابيّة عندما يحين أوان العودة عن قرار العزوف.


لكن منذ عودة الحريري قبل 3 أيّام إلى لبنان لم يتضح بعد قراره، وسط تضارب في المعلومات والتحليلات حول موقف السّعودية من قبولها عودة الحريري لممارسة العمل السّياسي، أم استمرارها في ممارسة الحظر عليه، في موازاة تسريبات تحدثت عن أنّ المملكة لم تمانع، مبدئياً، عودة تيّار المستقبل لخوض غمار العمل السّياسي والإنتخابات النيابيّة مجدّداً، إنّما قرار الحظر المفروض على الحريري ما يزال غامضاً.


أسباب كثيرة وتبريرات مختلفة دفعت العديد من القوى السّياسية المختلفة والمراقبين لدعوة الحريري العودة عن عزوفه، من أبرزها ما يلي:


أولاً: تسبّب غياب الحريري عن السّاحة اللبنانية في تراجع دور الطائفة السنّية في الحياة السّياسية اللبنانية، ما أفقدها توازنها الذي اتضح خلال السّنوات الثلاث الماضية أنّه لا يمكن تأمينه من دون الحريري.


ثانياً: ترك الحريري خلفه فراغاً كبيراً على السّاحة السنّية لم يحاول أحدٌ أن يملأه ولم يستطع آخرون ذلك، برغم محاولات خجولة حاول البعض القيام بها، وهو فراغٌ شكّل دافعاً لكثيرين لحثّ الحريري على العودة والتمنّي على السّعودية رفع “الفيتو” عنه، خشية أن يدفع الفراغ الذي تركه غياب الحريري في تحوّل بعض الشّارع السنّي نحو التطرّف وابتعاده عن الإعتدال المعروف تاريخياً عند الطائفة السنّية التي تواجه تحديّات غير مسبوقة.


غير أنّ هذه العودة للحريري عن قرار عزوفه محاطة بخطرين: الأوّل أن يكون الحشد الشّعبي اليوم عند ضريح الحريري الوالد أقلّ من المتوقع، ما سيشكل صدمة للحريري الإبن وجمهوره في آن معاً، وسقوط أو ضعف الرهان على أنّ الجمهور السنّي ما يزال منضوياً تحت الخيمة الزرقاء.


أمّا الخطر الثاني فهو أن يكون خطاب الحريري المنتظر غير مواكب للتطوّرات الكثيرة في لبنان والمنطقة، ذلك أنّ بقاء الحريري يقرأ في كتاب قديم مستخدماً عبارات ورافعاً شعارات سياسية عفا عليها الزمن، يعني أنّ الفرصة التي ستسنح للحريري اليوم لم يعرف أو لم يقدر على اغتنامها، وأنّه سيغادر لبنان بعد ذلك إلى منفاه بانتظار عودته للإحتفال بالذكرى العام المقبل، التي ستتحول إذا استمر سائراً على المنوال ذاته إلى مناسبة عائلية وإجتماعية .. ووقوفٌ على الأطلال.

موقع سفير الشمال الإلكتروني





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top