تصاعدت حالة التوتر في لبنان على خلفية تداول أنباء عن احتجاز طائرة مدنية إيرانية تقل زوارًا لبنانيين في مطار طهران الدولي، حيث مُنعت من الإقلاع إلى بيروت إلا بعد الحصول على إذن رسمي بالهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي. وأثار هذا الإجراء موجة غضب بين الأهالي، ما دفع عددًا من الشبان إلى قطع طريق المطار احتجاجًا على ما اعتبروه "احتجازًا غير مبرر" للبنانيين في إيران. وسارعت وحدات الجيش اللبناني إلى التدخل لإعادة فتح الطريق، في حين انتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر اللبنانيين العالقين وسط حالة من القلق والتوتر. ورغم عدم صدور توضيح رسمي من السلطات اللبنانية أو الإيرانية بشأن أسباب التأخير، فإن الحادثة أثارت تساؤلات حول خلفياتها وانعكاساتها. (لمتابعة القضيّة على السوشيل ميديا الخاص بـ "المدن": انستغرام).
ولاحقاً، سرت معلومات عن تعليق رحلات الطيران من إيران إلى لبنان حتى الإثنين المقبل.وكشفت مصادر لـ"المدن" أنه تم اتخاذ قرار من قبل الحكومة اللبنانية بإرسال طائرة لبنانية تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط لنقل الركاب اللبنانيين العالقين في مطار طهران.وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت حالة من التوتر والاحتجاجات، حيث أقدم محتجون على قطع عدد من الطرق الحيوية، في مقدمهها طريق المطار، اعتراضًا على عدم السماح لطائرة إيرانية تقل لبنانيين بالهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي. وأفادت غرفة التحكم المروري عن قطع السير على أوتوستراد المطار القديم وأوتوستراد المطار – السفارة الكويتية، بالإضافة إلى أوتوستراد السيد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجسر سليم سلام ما أدى إلى زحمة سير خانقة في المنطقة.
احتجاجات في مطار طهرانوفي وقتٍ سابق، انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر زوّارًا لبنانيين في مطار طهران الدولي يحتجون بسبب عدم تمكنهم من العودة إلى بيروت، حيث كان من المفترض أن تقلع طائرتهم عند الساعة 2:30 بعد الظهر بتوقيت طهران (1:00 ظهرًا بتوقيت بيروت)، إلا أن الرحلة لم تتم .وتصاعدت الاحتجاجات في بيروت، حيث لجأ محتجون إلى إشعال الإطارات وقطع الطريق المؤدية إلى المطار، ما دفع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إلى الانتشار بكثافة في المنطقة. وبحسب تقارير ميدانية، فقد تراجع المحتجون قليلاً من أمام مدخل المطار، لكنهم ما زالوا يقطعون الطريق المؤدية إليه، فيما اضطر بعض المسافرين إلى السير على الأقدام للوصول إلى المطار بسبب زحمة السير الخانقة.
الطيران المدني يوّضحوفي سياق متصل، أصدرت المديرية العامة للطيران المدني بيانًا أكدت فيه أن بعض الرحلات القادمة إلى لبنان، ومنها الرحلات الآتية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قد تم إعادة جدولتها مؤقتًا حتى 18 شباط 2025، وذلك التزامًا بإجراءات أمنية إضافية لضمان سلامة المطار والمسافرين.
وأشار البيان إلى أن القرار جاء بعد التنسيق مع جهاز أمن المطار والتأكد من الالتزام بالمعايير الدولية لمنظمة الإيكاو. كما أكد أنه تم إبلاغ الشركات المعنية مسبقًا لإخطار المسافرين وتفادي أي التباس، لافتًا إلى أنه يتم العمل حاليًا مع شركة طيران الشرق الأوسط على تسيير رحلة استثنائية لنقل اللبنانيين العالقين في مطار طهران.
وحتّى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تزال الاحتجاجات مستمرة، فيما تُبذل الجهود لإيجاد حل سريع للأزمة وتأمين عودة المسافرين اللبنانيين من طهران إلى بيروت. ومن المتوقع أن تتضح الصورة خلال الساعات المقبلة، وسط ترقب لموقف رسمي بشأن عودة الرحلات الإيرانية إلى لبنان.