استشهد شاب فلسطيني اليوم الخميس، برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب معسكر حوارة جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وتم احتجاز جثمانه، فيما واصلت قوات الاحتلال عدوانها على الضفة الغربية.
ويأتي ذلك، في ظل مساعٍ يقودها حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تهدف إلى استغلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من أجل الدفع قدماً بمخططات الضم في الضفة الغربية.
وذكرت القناة (12) العبرية، أن أعضاء الكنيست عن حزب الصهيونية الدينية، قدموا مشروع قانون لفرض "السيادة الإسرائيلية الكاملة" على الضفة، رغم أن سموتريتش لم يكن من بين الموقعين عليه، نظراً لكونه يشغل منصباً وزارياً.
وذكرت القناة في تقريرها، أن رئيس الكتلة البرلمانية لـ"الصهيونية الدينية"، أوهاد طال، يعمل على الدفع بمشروع القانون كورقة ضغط على نتنياهو، وذلك بالتعاون بقية أعضاء الكنيست عن الحزب.
ورغم أن الخطوات السياسية والأمنية بهذا الحجم لا تُدفع عادة عبر تشريعات برلمانية، إلا أن هناك سوابق لذلك، من بينها إلغاء خطة فك الارتباط عن شمالي الضفة الغربية خلال الدورة الحالية للكنيست، والتي تم بموجبها إخلاء 4 مستوطنات شمالي الضفة.
ووفقاً للقناة، "يهدف هذا التحرك إلى تصعيد الضغوط على نتنياهو، في رسالة يقول من خلالها حزب "الصهيونية الدينية" إنه إذا لم تتبنَّ الحكومة الدفع بمخطط الضم بنفسها، سيتم طرحه للتصويت في الكنيست، حيث يحظى بدعم الأغلبية الائتلافية".
اقتحامات ومواجهات
ميدانياً، كثّف جيش الاحتلال اليوم الخميس، عملياته التي يشنها على مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما، بالإضافة إلى استهداف مناطق متفرقة أخرى، حيث واصل تدمير المنازل وحرقها وتجريف البنى التحتية، وأدت إلى اندلاع مواجهات واشتباكات ضارية مع المقاومين خصوصاً في مخيمي جنين ونور شمس.
وتعرضت مدينة جنين ومخيمها، إلى الاعتداءات لليوم الـ24 على التوالي، وخلفت الهجمات 25 شهيداً وعشرات الإصابات، إلى جانب تفجير وتدمير عشرات المنازل، وتخريب البنية التحتية وتهجير سكان المخيم.
واستهدف مقاومون قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال الاشتباكات العنيفة في بلدة عرابة، الواقعة جنوب غرب جنين، فيما أطلقت طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال قنابل متفجرة باتجاه منازل الأهالي في مخيم جنين.
وأفادت مصادر فلسطينية أن قناصة الاحتلال ينتشرون على أسطح المنازل ويطلقون النار على كل من يحاول الوصول للمخيم المحاصر والمعزول عن مدينة جنين منذ 24 يوما.
وقال مساعد محافظ محافظة جنين منصور السعدي، إن الاحتلال دمر نحو 120 منزلاً بشكل كامل في مخيم جنين، بالإضافة إلى حرق ونسف منازل وممتلكات المواطنين في حارات الدمج والألوب والبشر والحواشين وجورة الذهب.
وفي طولكرم، ووسعت قوات الاحتلال عدوانها على المدينة ومخيمها، مع دخول العلمية العسكرية يومها الـ18 في طولكرم، ويومها الخامس على مخيم نور شمس، مع استمرار الحصار ومداهمة المنازل والنزوح القسري للفلسطينيين، مترافقا مع حملة اعتقالات واسعة.
وأدى العدوان إلى تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات، وإجبار آلاف الفلسطينيين على النزوح من منازلهم في مخيمي طولكرم ونور شمس تحت تهديد السلاح.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية الى المدينة ومخيماتها، ونشرت جنود المشاة في الشوارع والأحياء، وسط أعمال تمشيط وتفتيش واسعة فيها، تركزت في الأحياء الشرقية والشمالية للمدينة، إضافة إلى حارات المخيمين.
وأصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الخاصة، وتم اعتقال شقيقه خلال مداهمة في حي رام الله التحتا، فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلواد شمال شرق رام الله.
اليونيسيف قلقة
في غضون ذلك، أعلنت "اليونيسيف" أن 13 شهيداً طفلاً سقطوا في الضفة الغربية منذ بداية 2025، فيما سجل استشهاد 195 طفلاَ في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما يمثل زيادة بنسبة 200% مقارنة بالفترة السابقة.
وعبرت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء تدهور أوضاع الأطفال في الضفة الغربية من جرّاء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأدان المدير الإقليمي للمنظمة إدوارد بيغبيدير، في بيان، نشره الموقع الرسمي للمنظمة الليلة الماضية، جميع أشكال العنف ضد الأطفال، داعيًا إلى وقف فوري لـ"الأعمال المسلحة" في الضفة الغربية.
380 معتقلاً
وعلى صعيد المعتقلين، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أن حصيلة حالات الاعتقالات في محافظات جنين وطولكرم وطوباس، نحو 380 حالة اعتقال، مشيراً إلى أن هذا المعطى يشمل من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه لاحقاً، وشملت الأطفال، والنساء، والشبان، والجرحى، وكبار السن.
وأوضح النادي، في بيان، اليوم، أنّ أعداد المعتقلين ومن تعرضوا للاحتجاز في جنين ومخيمها على مدار 24 يوما من العدوان بلغ ما لا يقل عن 150. أما في محافظة طولكرم ولليوم 18 بلغت حالات الاعتقال 125 على الأقل، أما على صعيد حصيلة الاعتقالات في طوباس والتي استمر العدوان عليها لمدة 17 يومأ فقد بلغت 100 حالة على الأقل، هذا عدا عن العشرات الذين خضعوا للتحقيق الميداني في المحافظات المذكورة.