الثلاثاء المقبل موعد الحسم. إمّا أن تنسحب إسرائيل أو تضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات، وهو ما اعتدنا عليه، فتبقى متواجدة على التلال الخمس التي تنوي البقاء فيها بعد إنتهاء المهلة. يسبق هذا الموعد زيارة مرتبقة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل، وفي جعبتها القرار النهائي لمهلة الثامن عشر من شباط المعدلّة، في ظل رفض لبنان القاطع للتمديد، مهما كانت الحجج الأميركية التي قد تضغط في إطار التأجيل، على الرغم من الجو الأميركي الذي يوحي بضرورة الانسحاب إسرائيلي، في مقابل التمهيد لحضور أميركي طويل من بوابة الجنوب إلى كل لبنان.
وقبل الزيارة المرتقبة لأورتاغوس إلى لبنان، عُلم أنّ رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الخماسية الجنرال الأميركي غاسبر جيفيرز، زار إسرائيل وهو ما أدى إلى تأجيل اجتماع اللجنة في رأس الناقورة من اليوم إلى الغد، وذلك على ضوء التطورات الأمنية التي حصلت البارحة والتقارير الإسرائيلية، وما روجت له وسائل إعلام عربية عن أنّ إسرائيل ستبقى في لبنان إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر، والرسائل التي أرادت إسرائيل إيصالها إلى لبنان بعد خرقها جدار الصوت على دفعات فوق لبنان، بعد ساعة على بيان رئاسة الجمهورية اللبنانية نفي حصول أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل.
وتحمل زيارة جيفرز في هذا التوقيت الحساس للقاء المسؤوليين الإسرائيليين تأكيداً على أنّ اللجنة تحتاج إلى سماع مزاعم إسرائيل للبقاء في لبنان على الرغم من أنها واضحة، قبل أن تنقل اللجنة هذه الأجواء للجانب اللبناني من جهة، وللضيفة الأميركية التي خلفت آموس هوكشتاين، وجاءت بنسخة منحازة تماماً إلى الجانب الإسرائيلي.تصريح إسرائيلييأتي هذا فيما قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إن قوات إسرائيل "لن تنسحب من مواقعها في جنوب لبنان في الأمد القريب"، مشيرا إلى أنّ "التزامات لبنان لا تشمل إبعاد حزب الله عن الحدود بل نزع سلاحه".
ورفض في حديث لـ"بلومبرغ" الإفصاح عن المدة التي ستظل فيها هذه المواقع قائمة، لكنه أشار إلى أن القوات الإسرائيلية لن تُسحب في الأمد القريب. وأوضح أن التزامات لبنان، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في تشرين الثاني، لا تشمل فقط إبعاد "حزب الله" عن الحدود الشمالية لإسرائيل، بل تشمل أيضًا "نزع سلاح الميليشيا المدعومة من إيران ومنعها من إعادة بناء قوتها".
ميدانيا،ً أُفيد اليوم عن قيام القوات الإسرائيلة ومنذ الصباح الباكر، بإضرام النيران بمنازل وممتلكات عدة في بلدة العديسة.لغة القوةيختار العدو إذا لغة القوة، بينما يستمر لبنان في إطار السعي الدبلوماسي للضغط على الدول المعنية من أجل تأمين الإنسحاب، وهو التحدي الأول للعهد الجديد والحكومة التي تستكمل صياغة البيان الوزراي لتنال على أساسه ثقة البرلمان أو عدمه.
وحكومياً، تعقد اليوم اللجنة الوزارية لصياغة البيان اجتماعها الثاني، إذ تستكمل مناقشة المسودة التي طرحها الرئيس المكلف نواف سلام. وهي مؤلفة من نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ووزير الثقافة غسان سلامة، ووزير المالية ياسين جابر، ووزير الأشغال العامة فايز رسامني، ووزير الإعلام بول مرقص.
وفي حال استكمل المجتمعون مناقشة المسودة وصياغتها، فمن المفترض أن تُعرض في الأيام القليلة المقبلة على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لإبداء الملاحظات عليها. وبعد رئيس الجمهورية تعرض على مجلس الوزراء، وتنقح بتعديلات أو اضافات أو حذف وما يستلزمها، لإقرارها وعرضها على جلسة عامة لمجلس النواب لنيل الحكومة الثقة على أساسها.