قالت أجهزة المخابرات الأميركية إنه من المرجح أن تشن إسرائيل هجوماً على إيران في منتصف العام الحالي.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن مصادر استخباراتية، أن الهجوم من شأنه تعطيل البرنامج النووي الإيراني لأسابيع أو أشهر مع تصعيد التوتر في المنطقة والمخاطرة باندلاع صراع أوسع نطاقاً، وذلك بحسب تقارير مخابرات عدة صدرت في فترة نهاية إدارة الرئيس جو بايدن، وبداية إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض براين هيوز، للصحيفة، إن ترامب "لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي". وأضاف أنه "في حين يفضل التفاوض على حل لقضايا الولايات المتحدة الطويلة الأمد مع النظام الإيراني سلمياً، فإنه لن ينتظر إلى أجل غير مسمى، إذا لم تكن إيران مستعدة لهذا، وفي وقت قريب".فوردو ونطنز
وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أن التقارير الاستخباراتية الأكثر شمولاً، صدرت في أوائل كانون الثاني/يناير الماضي، وأعدتها مديرية الاستخبارات التابعة لهيئة الأركان المشتركة ووكالة استخبارات الدفاع، وحذرت من أن إسرائيل من المرجح أن تحاول شن هجوم على منشأتي "فوردو" و"نطنز" النوويتين في إيران. ونقلت عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية، أن إسرائيل خلصت إلى أن قصفها لإيران في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تسبب في تدهور الدفاعات الجوية الإيرانية وترك البلاد معرضة لخطر هجوم آخر.
وتبادلت إيران وإسرائيل الهجمات العام الماضي وسط توترات أوسع نطاقاً متعلقة بالحرب الإسرائيلية في غزة. وقالت الصحيفة إن التقارير الاستخباراتية تصورت خيارين محتملين للضربة، يتضمن كل منهما قيام الولايات المتحدة بتوفير الدعم للتزود بالوقود جواً ومعلومات المخابرات.تحذيرات ترامب
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز"، وبثت الاثنين الماضي، تحدّث ترامب عن سبيلين لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، "بقنابل أو بوثيقة مكتوبة". وأضاف "أُفضّل إبرام اتفاق لا يضر بهم (...) أُفضّل أن أبرم معهم اتفاقاً من دون قصفهم". وجاءت تصريحات ترامب في خضم تجدد التوترات بعدما عاد لاعتماد سياسة "الضغط الأقصى" حيال إيران بسبب مخاوف من سعي البلاد لتطوير أسلحة نووية.
يذكر أن ترامب انتهج خلال ولايته الأولى، التي انتهت عام 2021، سياسة "الضغط الأقصى"، على طهران، وهو نهج استرده منذ عودته الحالية إلى البيت الأبيض. علماً أن الرئيس الأميركي كان قد انسحب في أيار/مايو 2018، من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015، ونسف بذلك الصفقة التي كانت تقضي بتخفيف العقوبات على إيران، في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وبقيت طهران ملتزمة ببنود الاتفاق لمدة عام بعد انسحاب واشنطن، ثم بدأت تتحرر من التزاماتها، ومنذ ذلك الحين لم تثمر جهود إحياء الاتفاق.