2025- 02 - 13   |   بحث في الموقع  
logo انماء طرابلس والميناء استذكرت الشهيد الحريري: كان يسعى الى الاصلاح والحوار logo رسالة من ملك النروج للرئيس عون logo ياسين سلّم الزين وزارة البيئة وعدد إنجازاتها logo خريطة التوجهات الاقتصاديّة داخل الحكومة الجديدة logo العالم الجديد: إلى الغابة logo المخابرات الأميركية: ضربة إسرائيلية وشيكة للمنشآت النووية الإيرانية logo تسليم وتسلم في وزارة الصناعة.. الخوري: التصميم قائم لتحقيق نهضة في القطاع الصناعي logo المفتي دريان زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري
قرار ترامب بتهجير الفلسطينيين.. إنعكاس ديمغرافي وأمني على الأردن ومصر!.. حسناء سعادة
2025-02-13 10:25:54

في مذكّراته، يروي الدكتور الحقوقي الراحل معروف الدواليبي، وهو سياسي سوري ومستشار الديوان الملكي السعودي، عن لقاء بين العاهل السعودي فيصل بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي شارل ديغول تمحور حول فلسطين حيث رد الملك فيصل على كلام الجنرال ديغول بأن “الاحتلال اذا اصبح واقعاً بات مشروعاً” بالقول: “هتلر احتل باريس وكل فرنسا استسلمت الا انت وانسحبت مع الجيش الانكليزي وقاومت الامر الواقع حتى تغلبت عليه فكيف تطلب مني الرضوخ للامر الواقع”.


ومن سلسلة الأسئلة التي رد عليها الملك السعودي بسرعة بديهة سؤال حول ان آباء اليهود ولدوا بفلسطين ولهم الحق بها فجاوب الملك مستهزئا قائلا: “إذا كنت ترى في ذلك مدعاة لملكيتهم للأراضي الفلسطينية، فإنه يحق لأطفال السفراء الذين يولدون على الأراضي الفرنسية، وهم كثر، مطالبتكم بحق الملكية في الأراضي الفرنسية، بحكم الولادة.. ولا أدري لمن ستكون باريس، وما سيكون حظكم من القسمة”.


مناسبة استذكار هذا الحوار، هو طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهجير سكان غزة إلى الاردن ومصر كونهما يتلقيان دعماً مالياً اميركياً بالاضافة الى طرح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو فكرة ارسالهم الى السعودية كونها تملك اراض شاسعة.


بالطبع لاقى هذا المقترح، الذي يتجاوز الأعراف والقوانين الدولية ويعتبر جريمة حرب اذ يدخل في خانة التهجير القسري للسكان، رفضاً واسعاً من الدول المطروحة ومن الفلسطينيين وكذلك من المجتمع الدولي.


السعودية ردت بالرفض القاطع “للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأشارت إلى أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين”.


واقترح ناشطون سعوديون نقل الإسرائيليين إلى ولاية ألاسكا الأمريكية أو أوروبا، بدل تهجير الفلسطينيين من ارضهم.


اما موقف مصر فجاء على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي الذي أكد رفضه للفكرة داعياً إلى إعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير سكانه الفلسطينيين.


من جهته شدد ملك الأردن عبد الله الثاني على رفض بلاده القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين معلناً عن خطوة إنسانية باستقبال 2,000 طفل فلسطيني من غزة لتلقي العلاج الطبي في الأردن.


ويؤكد احد المراقبين لـ”” ان اقتراح ترامب يجب آخذه على محمل الجد لانه هدد بنقل السفارة الاميركية في اسرائيل الى القدس وفعل ذلك، لكنه اليوم يعلم جيداً مدى صعوبة تحقيق اقتراحه.


اولاً، لان قطاع غزة ليس سفارة او ارض اميركية، وثانياً، ان الفلسطينيين الذين دفعوا غالياً ثمن تشبثهم بأرضهم لن يغادروا طوعاً ولو أرادوا الخروج من القطاع، لما تحملوا كل هذا العنف والقصف والدمار، وثالثاً، لان العرب اجمع يرفضون ذلك ويصرون على مبدأ حل الدولتين ورابعاً، لان المجتمع الدولي وان كان منحازاً لاسرائيل الا انه لن ينخرط في جريمة حرب حيال اصحاب الارض.


ويشير المراقب الى انه كعادة ترامب في التفاوض يرفع السقف عالياً وهو باقتراحه دفع العرب للتدخل المباشر في المفاوضات وايجاد خطة بديلة لإنهاء الحرب ولاعادة اعمار قطاع غزة.


وحول مدى قدرة مصر والأردن على الوقوف في وجه مقترح ترامب يؤكد ان ترامب اذا كان جدياً بمقترحه الذي حصد دهشة العالم كله سيعمد الى التهديد بقطع المساعدات عن الاردن الذي يعيش فيه اكثر من مليوني لاجىء فلسطيني يشكلون نحو خمسين بالمئة من سكان المملكة والذي يعد رابع بلد يتلقى اكبر قدر من المساعدات الاميركية في العالم فيما تتلقى مصر نحو ١,٣ مليار دولار سنويا مساعدات عسكرية وبالتالي قدرة البلدين على المعارضة محدودة لأنهما بحاجة ماسة لهذه المساعدات ولكن بالمقابل هناك خطر ديمغرافي على الاردن وتهديد للأمن القومي المصري بفعل إمكانية ان يتحول شمال سيناء الى منطقة توتر الا ان قطع المساعدات بدوره قد يزعزع الاستقرار الامني والاجتماعية والإقتصادي في كلتا البلدين.


ويضيف المراقب ان مصر والأردن بدأتا بالتشاور من اجل خطة بديلة كي لا ينعكس ذلك على بلديهما وهناك مقترحات ستتبلور في القريب العاجل ولكن من المؤكد لن تتضمن اي تهجير جديد.

موقع سفير الشمال الإلكتروني




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top