تعقد اللجنة الوزارية المولجة صياغة البيان الوزاري اجتماعها الثاني اليوم الخميس. وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان «رئيس الحكومة يدفع الى الخروج بصيغة نهائية كحد اقصى مطلع الاسبوع المقبل، على ان تنال الحكومة الثقة نهاية الاسبوع»، لافتة الى انه «يبدو ان معظم الكتل متفقة على المسودة التي اعدها سلام ووزعها على الوزراء».
وبحسب معلومات” الديار” ، يدرس القسم الاكبر من النواب السنة كما «التيار الوطني الحر» حجب الثقة عن الحكومة. الا ان المصادر رجحت إحجام القسم الاكبر من النواب السنة عن قرارهم، هذا في حال ارتأت المملكة العربية السعودية التدخل لتفادي صفعة سنية لسلام.
وكشفت أوساط سياسية لـ«البناء» أن «إقصاء التيار الوطني الحر وتيار المردة وحلفاء المقاومة من الكتل السنية، جاء في إطار قرار خارجي بعدم منح الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل الثلث الضامن في الحكومة وذلك للحدّ من نفوذ وقوة هذا الحلف في الحكومة وعدم التحكم بقراراتها»، وعبر مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ«البناء» عن امتعاضه الشديد من أداء الرئيس سلام مع التيار، ما سيترك تداعيات سياسية على العلاقة معه، وأكّد في سياق ذلك عضو تكتّل «لبنان القوي» النّائب أسعد درغام، أنّ «ما قاله رئيس الحكومة نواف سلام هو تجنّ على التيار الوطني الحر»، لافتًا إلى «أنّنا لم نتلقَّ منه أيّ عرض ولم يطرح علينا أي حقيبة»، مشيرًا إلى أنّه «لولا أصوات «التّيّار» لما وصل سلام، وأقول له: «روما من فوق غير روما من تحت». واعتبر درغام أن «كلام سلام عن أنه عرض على تكتل «الاعتدال الوطني» أسماء ذات كفاءة أعلى من التي عرضها التكتل، هو إهانة وإساءة لعكار ولكل عكاري». اعتبر أنّ «من الطبيعي أن نحجب الثقة عن هذه الحكومة، فنحن معارضة، لكن نهجنا بناء خصوصاً بعد أن تبين لنا أن رئيس الحكومكة الأسبق فؤاد السنيورة هو المرشد الفعلي لنواف سلام، وهو مَن ركّب كل التركيبة الحكومية».
كذلك، رد عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني على سلام، فتوجه اليه بالقول: «كلامك يطعننا ويطعن عكار بالصميم أكثر، يا ليتك قلت اننا لا نريد تمثيلكم لكنّا رضينا، لكن أن تقول إن من اخترتهم أكثر كفاءة من الذين طرحهم «الاعتدال»، وكأنك تقول ان لا كفاءات سنية في عكار لكي توزّر، أو أن الكتلة الناخبة التي انتخبتنا لا يوجد بينها مؤهلون للتوزير».
ويوم امس، اصدر «التيار الوطني الحر» بيانا رد فيه على ما ورد على لسان سلام خلال مقابلته التلفزيونية، معربا عن أسفه لأن «يجافي الحقيقة في أول لقاء تلفزيوني له، عندما قال ان معيار التيار الذي لم يقبل بغيره هو عملية احتساب لحجم الكتل النيابية عددياً». واكد «الوطني الحر» أن «الحقيقة هي غير ذلك، بل ان معيار التيار الوحيد كان العدالة ومعاملة سوية لكل الكتل، والحال التي شهدها كل من شارك في عملية التأليف، هي ان معيار رئيس الحكومة كان الاستنسابية وازدواجية المعايير في الحزبييّن والمسيّسين واصحاب الاختصاص واحجام التمثيل وفي حق التسمية وفي توزيع الحقائب، وبخاصةً في خلل التمثيل للطوائف والمكوّنات والكتل».
وقال عضو تكتل «الاعتدال» النائب أحمد الخير إلى أن «موضوع إعطاء الثقة أو حجبها عن الحكومة قيد التشاور داخل التكتل ومع باقي الكتل السنية»، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن «ملاحظات محقة على مسار التأليف»، وأضاف: «نعول على مبادرة من الرئيس نواف سلام لتصويب ما حصل وفتح صفحة جديدة في العلاقة مع النواب السنة وتصحيح المسار باتجاه المزيد من الحوار والتكامل والتعاون بين النواب ورئيس الحكومة، ولا سيما بين النواب السنة وموقع رئاسة الحكومة الذي له خصوصية سنية، ومن ثوابتنا أن نكون داعمين له».
ويعتبر الخير أن «الحكومة اليوم أصبحت أمراً واقعاً، والحكم سيكون على بيانها الوزاري وبرنامج عملها وقدرتها على مواجهة التحديات وتلبية تطلعات اللبنانيين للمرحلة المقبلة، مع التأكيد على أننا في موقفنا هذا نحاول التوفيق بين ملاحظاتنا ودعمنا لعهد الرئيس جوزيف عون، وسعينا لأن تكون هناك انطلاقة سليمة تترجم خطابي القسم والتكليف إلى أفعال تحقق مصلحة اللبنانيين، وتعيد وضع لبنان على سكة التعافي والإصلاح والإعمار والإنماء».