يسود غضب عام في درعا، مهد الثورة السورية، بعد تعرض صحافي من المحافظة لانتهاك من قبل حاجز يتبع لوزارة الدفاع السورية الجديدة، بسبب خلافات بين الوزارة وبين قائد "اللواء الثامن" أحمد العودة، حول رفضه الانضمام إلى الجيش السوري الجديد.أنت مع العودة؟بدأت القصة حين حاول صحافي من محافظة درعا الوصول إلى مستشفى في العاصمة دمشق، من أجل تلقي والده جرعة دوائية عاجلة، قبل أن يقوم حاجز "السنتر" على مدخل العاصمة الجنوبي، بإيقافه لمدة نصف ساعة.وقال ناشطون إن الحاجز أخّر الصحفي ووالده طوال تلك المدة، وطرح عليه أسئلة استفزازية مثل "هل أنت مع أحمد العودة أو لا؟"، مؤكدين أن الصحافي هو مدني ولا ينتمي لأي جهة عسكرية.ويقع الحاجز على طريق دمشق- درعا الدولي، وكان نظام الأسد المخلوع قد أقامه إبان الحرب في سوريا، وكان مسؤولاً عن اعتقال مئات الأشخاص، ومقتلهم تحت التعذيب داخل أقبية الأفرع الأمنية.وطالب الناشطون بمحاسبة العنصر المسؤول عن الاستفزاز، وعدم إقحام أهالي المحافظة في الخلاف الدائر بين وزارة الدفاع السورية والعودة، مؤكدين أن درعا، هي مهد الثورة السورية، ولا يمثلها شخص، إنما يمثلها الشهداء الذين قدمتهم في سبيل انتصار الثورة، وإسقاط النظام.واعتبروا أن إقحام أهالي المحافظة بالخلاف الناشب بين الوزارة والعودة، هو إساءة للمحافظة وأهلها، كما طالبوا بحل الوزارة خلافاتها مع الأشخاص، مهما كانت صفتهم، بمعزل عن التحريض الحاصل ضد الأهالي في درعا. كما أكدوا بأنه لو توفي والد الصحافي، لكانت الأمور مختلفة في التعامل، بينما حذروا من أن الأعمال الفردية قد تؤدي إلى أفعال لا تحمد نتائجها.العودة لا يريد الانضمامويسود التوتر بين الوزارة و"اللواء الثامن"، على خلفية تصريحات وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، لصحيفة "واشنطن بوست"، قبل أسبوع. وقال أبو قصرة إن نحو 100 فصيل مسلح في سوريا وافقوا على الانضمام للجيش الجديد، لكنه أكد أن هناك عدداً من الفصائل الرافضة للانضمام، مثل أحمد العودة، في الجنوب، لافتاً إلى أن الأخير قاوم محاولات وضع وحدته تحت سيطرة الدولة.وأكد أبو قصرة أن المجموعات التي ستنضم لقيادة وزارة الدفاع لن يسمح لها بالبقاء في وحداتها الحالية، وستحل جميعها في نهاية المطاف.ورد "اللواء الثامن" على اتهامات أبو قصره، عبر بيان مصور للقيادي في اللواء، نسيم أبو عرة، إذ نفى الأخير تصريحات الوزير، مؤكداً أن اللواء من أبناء الجنوب، وهم أول من نادى بتأسيس وزارة دفاع وطنية تعمل وفق القواعد العسكرية الحرفية المنضبطة.كما نفى الاتهامات المتعلقة بالانفصال، وأكد أن أبناء الجنوب كانوا في طليعة المدافعين عن وحدة سوريا، معرباً عن أسفه من تصريحات أبو قصرة، مشدداً على رفض أي مشروع داخلي أو خارجي المساس بالثورة السورية أو تقويض مكتسباتها والالتفاف على التضحيات التي قدمها الشعب السوري.وكان العودة هو أول الشخصيات العسكرية التي التقى بها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، بعد الإطاحة بنظام الأسد. وقالت حينها مصادر "المدن"، أن العودة أعطى تعهداً شفهياً بالنظر في الانضمام للجيش السوري الجديد، أي أنه لم يؤكد التزامه بالانضمام، كما غاب العودة عن مؤتمر النصر، والذي جرى خلاله تعيين الشرع رئيساً انتقالياً من قبل الفصائل.وتشكل "اللواء الثامن" في العام 2018، على أنقاض فصيل "لواء شباب السنة"، والذي كان يقوده العودة في محافظة درعا، إبان سيطرة الفصائل المعارضة على درعا، قبل ذلك التاريخ. والحقت روسيا اللواء بـ"الفيلق الخامس" المدعوم من قبلها، قبل أن تقطع الدعم عنه، وتطلب منه الانضمام تحت مظلة شعبة المخابرات العسكرية في نظام الأسد، لكن اللواء نفى ذلك.