2025- 02 - 12   |   بحث في الموقع  
logo تسليم وتسلم وزارة الأشغال العامة والنقل بين حمية ورسامني logo اختتام التحقيقات وسلامة يجادل حول الكفالة: بالدولار او الليرة؟ logo نائب حزب الله عن البيان الوزاري: المقاومة ليست حبراً على ورق logo مطارنة الروم الكاثوليك: للاتعاظ من التجارب السابقة logo الجيش الإسرائيلي يثبّت أقدامه في سوريا: احتلال طويل! logo درعا: غضب من وزارة الدفاع بدمشق..ما علاقة أحمد العودة؟ logo الشيباني: حكومة جديدة في آذار.. تمثل كافة الأطياف السورية logo تعيين الهيئة الناظمة ومراجعة أثر السدود: نهاية الباسيلية؟
معاناة الطفل حسين مكي الذي أصيب جراء غارة إسرائيلية
2025-02-12 13:55:50


يشتاق حسين مكي، إبن السنوات التسع، إلى التخلص من "ملازم" تثبيت يده اليمنى، وتعافي قدمه، ليعود مرة جديدة، إلى مدرسته وملعب كرة القدم، وأن يستعيد حياته الطبيعية بين أقرانه. مر على إصابة حسين، جراء غارة إسرائيلية، ثلاثة أشهر، ولا يزال يخضع للعلاج. كان يقطن داخل الشقة التي نزح إليها مع عائلته المؤلفة من والديه وأشقائه وجديه وعماته، من بلدتهم "فرون" إلى منطقة عرمون، في جبل لبنان. ومنذ ذلك اليوم، يصارع أوجاعه، التي سئم منها، بعدما أمضى 66 يوماً في المستشفى دفعة واحدة، مكبل الحركة والمشي والجلوس.
الاصابة ورحلة العلاجعند الرابعة والنصف من فجر الثالث عشر من تشرين الثاني، أغارات الطائرات الإسرائيلية، على المبنى الذي تقطنه عائلة مكي وعائلات أخرى نازحة من الجنوب، فسقط عدد من الشهداء، من بينهم شقيق حسين، محمد مكي 11عاماً، وجداه لأبيه وعمته وإبن عمته علي قدوح وبنت عمته أليا قصير، فيما أصيب والده، الذي لا يزال يعاني من إصابة في قدمه، التي تحرمه من مزاولة العمل إلى الآن.رحلة الطفل مكي في المستشفيات، لم تنته بعد، رغم خروجه، من مستشفى الجامعة الأميركية، مند أيام، إلى منزل العائلة الحالي، في بلدة البازورية، بل هو بحاجة لمسار طويل من العلاج. وبحسب والدي الطفل مكي، أنه بفضل الله و الطبيب الفلسطيني – البريطاني، غسان أبو سته، وإهتمامه الإنساني الكبير، تم إبعاد خطر"بتر" قدم نجليهما، والإستعاضة بالعمل الجراحي الدؤوب لترميمها بكل الوسائل والطرق. وهذا ما يعتبرانه نعمة كبيرة، على الرغم من الحاجة إلى إستمرارعلاج قدمه لفترة طويلة وإعادة تثبيت يده بواسطة أجهزة طبية.
حالياً حسين، ممدد على سريره في المنزل، وهو لا ينفك عن مناداة والديه وشقيقه الأكبر علي، بعدما فقد شقيقه محمد، الذي كان بالنسبة إليه رفيقاً وصديقاً وانيساً، لتقليبه يمنة ويسرى، بسبب الأوجاع في يده وقدمه وأجزاء أخرى من جسده النحيل، وكل ما يتمناه الرجوع إلى مدرسته، التي لا تفصله عن منزله، سوى عدد من الأمتار، عبارة عن شارع رئيسي، يسلكه زملاؤه ومعلموه يومياً أمام عينيه.معاناة والديهوالدة حسين رندة مسلم إضطرت لترك التعليم، بعد مسيرة عشرين عاماً متواصلة، في إحدى المدارس الخاصة، من أجل البقاء إلى جانب فلذة كبدها إلى حين معافاته. وبسبب مرافقته على مدارالساعة، منذ لحظة إصابته، لم يتسن لها، زيارة ضريح إبنها محمد، وأضرحة جديه وعمته في فرون. وتقول لـ"المدن": "لقد وعدنا الطبيب غسان أبو سته، وهو طبيب في قمة الإنسانية والتواضع، أن يعود ولدنا إلى ممارسة حياته الطبيعية، ولعب كرة القدم الأحب اليه، وهو المشجع حتى العظم لنادي برشلونة في كرة القدم، والنجم ميسي".
لا يغيب عن بال الوالدة فجر 13 تشرين الثاني. وتضيف كنا نائمين في غرفة واحدة، نفترش الأرض، مثل غالبية العائلات النازحة، ومن ضمنهم عائلة زوجي. كانوا معنا في نفس الشقة، وخلال لحظات تحول المكان، الذي ظنناه آمناً إلى جحيم. إبني محمد، قذفته الغارة إلى الطابق الأسفل، فرأيته مضرجاً بالدماء، وقد أسلم الروح، وإبني الآخر حسين، كان مطموراً باالردميات ويده عالقة بينها. قمنا بإنقاذه والتوجه به إلى مستشفى بشامون، التي بقي فيها أيام. بعدها إنتقلنا إلى منطقة برج حمود. وفي الثالث من كانون الأول 2024، أدخلنا حسين مجدداً إلى المستشفى "الجامعة الأميركية" وبقي فيها يخضع للعلاج، على أن يستمرعلاجه ومراجعة الأطباء الذين يشرفون لعى علاجه.وأكدت مسلم، أن أحداُ لم يسأل عنا، خلال مشوار العذاب والمعاناة، وأن غالبية نفقات العلاج في الجامعة الأميركية، كانت من خلال جمعية الطبيب أبو سته، التي أمنت لنا دخول المستشفى على قاعدة " الدفع المؤجل، بعدما كانت طلبت إدارة الجامعة الأميركية مبلغ ألف دولار يومياً.يعود أحمد مكي، الذي تصاحبه أوجاعه، وترغمه على التوقف عن العمل في محل المعجنات الذي يملكه في منطقة العباسية، جراء إصابته، إلى ذلك اليوم المشؤوم، الذي حرمه من والده الثمانيني الحاج محمد، ووالدته رأفة حمود ونجله محمد وشقيقته ألهام، وإبن شقيقته علي قدوح، وإبنة شقيقته الأخرى أليا قصير. ويقول: "في فجر هذا اليوم، كنت أتابع الوضع والغارات الإسرائيلية حولنا وفي سائر المناطق، وفيما كنت استعد للنوم، بعد وضع الغطاء على نجلي حسين وإلى جانبه محمد، حلت الكارثة، إثر إستهداف المبنى بصاروخ من الطائرات الإسرائيلية. فإخترق سقف الغرفة التي كان فيها والدي، الذي تحول إلى أشلاء، ووالدتي وشقيقتي، اللتان إستشهدتا فوراً، وقمنا بدفنهم جميعاً كوديعة، إلى حين عودتنا إلى فرون.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top