أعلنت الرئاسة السورية عن لقاء جمع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في دمشق، مع وفد من الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض، وذلك بعد ساعات على كشف مصادر "المدن"، عن التحضير لعقد اللقاء، بهدف بحث دمج المؤسستين والحكومة المؤقتة في الإدارة السورية الجديدة، قبل إعلان حلهما، مع تسليم الإدارة كافة الملفات الخاصة بهما.
تسليم الملفات
وقالت الرئاسة في بيان، إن الشرع استقبل ورئيس الائتلاف هادي البحرة، ورئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، على رأس وفد يمثل المؤسستين، مشيراً إلى أن الوفد هنّأ الشرع على توليه رئاسة الجمهورية، كما أكد على ضرورة الوحدة بالمؤسسات، لمواجهة جميع التحديات في هذه المرحلة من تاريخ البلاد.
وقام الوفد بتسليم العهدة التي تشمل جميع الملفات الخاصة بهيئة التفاوض والائتلاف الوطني والمؤسسات المنبثقة عنهما، إلى الدولة السورية، لمتابعة العمل بها بما يخدم مصالح الشعب السوري وبناء الدولة بقيادة رئيس الجمهورية، حسب البيان.
وأشاد الشرع "بنضال العاملين في هذه المؤسسات ضد النظام المخلوع وبصلابة مواقفهم الوطنية (...) ومساهمتهم في تعزيز صمود الشعب السوري على مدى 14 عاماً، وهو ما تكلل بانتصار الثورة السورية وهزيمة النظام البائد عسكرياً بفضل بطولات وتضحيات الثوار بقيادة إدارة العمليات العسكرية".
دمج المؤسسات
كما أكد الرئيس السوري ضرورة الاستفادة من الكوادر السياسية والإدارية والتقنية في هيئة التفاوض والائتلاف وفق مؤهلاتها، وإدماجها ضمن مؤسسات الدولة وهيكليتها الجديدة، بما يخدم الشعب السوري على المستويين الداخلي والخارجي.
من جهته، أكد الوفد وقوفه خلف قيادة الشرع والعمل معه يداً بيد لتخطي تحديات هذه المرحلة، وإعادة توحيد البلاد، وتحقيق الأمن والاستقرار، إضافة إلى استكمال تشكيل الجيش السوري على أسس وطنية، عبر دمج جميع الفصائل العسكرية فيه، وحصر السلاح بيد الدولة.
كما شدد على أهمية المضي قدماً في تنفيذ خريطة الطريق التي وضعها الشرع، بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تمثل جميع السوريين، وصياغة مشروع دستور جديد يقره الشعب السوري، وصولاً إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة على جميع المستويات.
حل الائتلاف وهيئة التفاوض
والاثنين، قال مصدر مطلع في قيادة الائتلاف الوطني السوري، إن الأخير في طريقه لحل نفسه، والاندماج مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، وتسليم كافة ملفات الحكومة السورية المؤقتة للحكومة المركزية بقيادة محمد البشير.
وقال المصدر إن الائتلاف سلّم موظفيه جميع الرواتب المتراكمة، والتعويضات المالية المستحقة لهم، وطلب منهم الانتظار، ريثما تتوضح نتائج الاجتماع المقرر في دمشق، "حيث سيسمع كل جانب رأيه للجانب الآخر، ثم سيُتخذ قرار إغلاق مكتب إسطنبول بناءً على النتائج".
لكنه في نفس الوقت قال إن "الأمور ذاهبة باتجاه رغبة الائتلاف في الاندماج مع الدولة السورية في دمشق، ووضع كل إمكانياته في خدمة الدولة".
وحول مستقبل الحكومة المؤقتة، قال إنها ستسلم ملفاتها كاملة للحكومة السورية في العاصمة السورية بقيادة محمد البشير، بشكل "أوتوماتيكي" بعد حل الائتلاف ودمجه بالإدارة السورية الجديدة في دمشق، إضافة لمؤسسات الائتلاف الأخرى. والحال ينطبق على هيئة التفاوض، بقيادة بدر جاموس.