إقترب موعد الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان. أهل الأرض هم أول من ينتظر، الجنوبيون الذين عانوا الآمرين، ويعدون العدّة للرجوع إلى ما تبقى من منازلهم. وثاني المتحمسين للإنسحاب، حكومة الرئيس نواف سلام التي من المفترض أن تعبر التحدي الأول لها، لضمان أمن لبنان والحدود الجنوبية للإنصراف إلى المشاريع الإصلاحية وإعادة الإعمار، ضمن هذا الملف الشائك، وعلى وقع التشكيك بالنسبة للنوايا الإسرائيلية، وما يتردد عن أنّ الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من 5 إلى 7 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان لضمان أمن سكان شمال إسرائيل، وأبرز التلال الخمس هي في جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص.
وعليه، تُستكمل الإتصالات في هذا الإطار لضمان الإنسحاب الإسرائيلي في المهلة المعدلّة في الثامن عشر من شباط الجاري، فإمّا أن يصبح الإنسحاب واقعاً بحكم الحال بعد نهاية المهلة، أو تنفذ إسرائيل ما في بالها إلى حين موعد عودة المستوطنين في الشمال المقررة في الواحد من آذار المقبل، فتبقى على هذه التلال أو ربما أكثر.عودة أورتاغوسوتتردد معلومات أنّ الموفدة الأميركية ستعود إلى لبنان في زيارة مرتقبة قبل الثامن عشر من شباط، لمتابعة الملف والاجتماع مع اللجنة الخماسية المولجة الإشراف على ضمان اتفاق وقف اطلاق النار.
وفي اول اجتماعاته المقررة اليوم في القصر الجمهوري، طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من وزير خارجية البرتغال باولو رانجيل أن "تضغط دول الاتحاد الأوروبي لاستكمال انسحاب إسرائيل ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري". وقال: "لبنان يدعم المبادرة العربية للسلام ويرفض الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرستها قرارات الأمم المتحدة".
ومن زوار القصر ايضاً رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الذي بحث بالأوضاع الراهنة وخصوصاً التطورات الحاصلة في الجنوب واقتراب الانسحاب الإسرائيلي مع عون. وقال ميقاتي "نحن ندعم الحكومة بشكل كامل لأن في ذلك خيرا للبنان وخيرا لكل مواطن لبناني. نتمنى باذن الله ان تمر الأيام المقبلة بمزيد من الاستقرار والازدهار".رد "التيار" على سلامحكومياً، رد "التيار الوطني الحر" على ما ذكره رئيس الحكومة نواف سلام أمس في مقابلة تلفزيونية، وكتب التيار على حسابه الرسمي على "إكس": "يأسف التيار الوطني الحر أن يجافي الحقيقة دولة الرئيس "الأستاذ" نواف سلام في أول لقاء تلفزيوني له عندما قال ان معيار التيار الذي لم يقبل بغيره هو عملية احتساب لحجم الكتل النيابية عددياً".
وتابع التيار: "الحقيقة هي غير ذلك بل ان معيار التيار الوحيد كان العدالة ومعاملة سوية لكل الكتل، والحال التي شهدها كل من شارك في عملية التأليف هي ان معيار رئيس الحكومة كان الاستنسابية وازدواجية المعايير في الحزبييّن والمسيّسين واصحاب الاختصاص واحجام التمثيل وفي حق التسمية وفي توزيع الحقائب، وخاصةً في خلل التمثيل للطوائف والمكوّنات والكتل".عودة الحريريوإستعداداً لذكرى الرابع عشر من شباط، عاد الرئيس سعد الحريري إلى لبنان. عودة يُنتظر منها أن تشكل مساراً للمرحلة المقبلة على ضوء ما سيؤكده الحريري أو ينفيه عن فك تعليق العمل السياسي والرجوع للحياة السياسية من بوابة الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة، وهو ما سيعلنه الحريري أمام جمهوره نهار الجمعة المقبل.
وكان الحريري استهل نشاطاته واستقبل قبل ظهر اليوم في بيت الوسط السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري بهية الحريري، وعرض معها آخر التطورات المحلية والإقليمية.