وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي، توغلاته في مختلف مناطق الضفة الغربية، مستقدماً المزيد من التعزيزات العسكرية لتشديد الحصار على مدينة جنين ومخيمها، مع تخصيص الجيش كتيبة للعمل المتواصل في مخيمي طولكرم ونور شمس، فيما سحب قواته من مخيم الفارعة.
وأسفرت الاقتحامات والمداهمات التي نفذتها قوات الاحتلال خصوصاً في طولكرم ومخيميها، عن استشهاد 8 فلسطينيين، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى، بالإضافة إلى اعتقال عدد من الشبّان الفلسطينيين.
شهداء في طولكرم
ولليوم الـ17، واصلت قوات الاحتلال عدوانها في مدينة طولكرم ومخيميها، في ظل استمرار إجبار مواطنين على النزوح من منازلهم تحت تهديد السلاح، وفي ظل مواصلة تدمير البنية التحتية وتخريب الشوارع، فيما قام الاحتلال بإنذار أهالي مخيم نور شمس عبر مكبرات الصوت، طالباً منهم المغادرة فوراً.
وأسفر عدوان الاحتلال على المدينة ومخيميها عن استشهاد 8 فلسطينيين، وإصابة عدد آخر، إلى جانب عمليات تدمير واسعة لمنازل المواطنين وممتلكاتهم والمرافق العامة.
ودفعت قوات الاحتلال بالمزيد من التعزيزات العسكرية نحو المدينة ومخيميها، ونشرت المشاة في مختلف المناطق والحارات، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
واعتقلت قوات الاحتلال عدداً من المواطنين النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، وأخرجت المتواجدين فيه من النازحين، وحققت معهم ميدانياً، قبل أن تعتقلهم.
وأصيب عدد من الفلسطينيين جرّاء اعتداء قوات الجيش الإسرائيلي عليهم بالضرب في مناطق مختلفة من الضفة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها نقلت إلى المستشفى 6 إصابات جراء الاعتداء بالضرب، مشيرة إلى أنها تسلمت المصابين من الجيش الإسرائيلي على حاجز الجلمة العسكري شمال جنين.
وفي مخيم جنين المحاصر، واصل جيش الاحتلال تهجير السكان من منازلهم، وحوّل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، وأقام سواتر ترابية في شارع المحطة، ومنع الفلسطينيين من التنقل في المنطقة، فيما واصل تدمير المرافق العامة وشبكات المياه والكهرباء.
واقتحمت قوات الاحتلال قرية عينابوس جنوب نابلس، تمهيداً لهدم منزل الشهيد سامر حسين، منفذ عملية إطلاق النار التي أسفرت عن إصابة 9 جنود ومستوطنين، عند مستوطنة "أريئيل" المقامة على أراضي مدينة سلفيت.
مواجهات
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عقب اقتحامها، للمرة الثانية مخيم العروب شمال الخليل.
وقالت وسائل إعلام، إن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وانتشرت في أحيائه وحاراته، ووزعت منشورات تهديد للمواطنين، واندلعت مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام صوب منازل المواطنين، من دون أن يبلغ عن إصابات.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، 3 فلسطينيين، وذكر نادي الأسير، وذلك خلال اقتحام في المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، وفي بلدة بيتا جنوب نابلس.
كذلك اعتقل جيش الاحتلال، 6 شبان خلال اقتحامه بلدة عبوين شمال رام الله، وقريتي المزرعة الغربية شمال غرب المدينة، وبرقا شرقا.
وأفاد نادي الأسير، بأن الاحتلال داهم بقوة كبيرة بلدة عبوين، واعتقل أربعة شبان، فيما اعتقل طالباً في جامعة بيرزيت، بعد اقتحام منزله في المزرعة الغربية، وآخر خلال اقتحام منزله في برقا.
في غضون ذلك، سحب جيش الاحتلال قواته، فجر اليوم الأربعاء، من مخيم الفارعة جنوب طوباس، بعد اقتحام استمر 11 يوماً.
وأظهرت مشاهد من المخيم، حالة دمار كبيرة، وشوارع تعرضت للتجريف والتخريب، فيما بدأ الأهالي العودة إلى منازلهم التي أجبرهم الاحتلال على النزوح منها.
وبالتزامن مع اعتداءات قوات الاحتلال، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلية.
وجاءت الاقتحامات، في ظل التشديدات الأمنية التي تفرضها سلطات الاحتلال في محيط المسجد وعلى أبوابه وتعيق دخول المصلين إليه.
مصادرة مليون و300 ألف دونم
وفي سياق متصل، أكد المستشار القانوني في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عايد مرار، مصادرة الاحتلال لمليون و300 ألف دونم من أراضي الضفة، منها 300 ألف دونم لبناء المستوطنات ومليون تمنح الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين حرية التصرف بها. وقال إن هناك خطراً من هذا الإجراء بأن الفلسطيني الذي يريد الرعي يجب أن يحصل على تصريح.