فخامة الرئيس العماد جوزاف عون المحترم…
اكتب لكم كمواطن لبناني يعيش في الغربة كان يطمح أن يعيش حياته في ربوع بلاده، لكن الظروف الداخلية القاسية التي سببتها الحروب الأهلية والفساد، افسدت علينا احلامنا، بالإضافة الى ذلك جاء الإحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي فصل جنوبنا وأهله عن باقي أجزاء الوطن لتزداد المعاناة، الى ان كانت الهجرة او بالأحرى التهجير الخيار المر للخروج بحثاً عن مستقبل خارج لبنانناً الحبيب.
فخامة الرئيس،
لبنان بلد لا يشبه الا نفسه، واللبنانيون شعب (شعوب) يختلف عن غيره من كل الشعوب، السياسيون في لبنان يشبهون السياسيين في العالم بالاسم أما الاداء فحدث ولا حرج.
فخامة الرئيس،
لا شك عندي أنكم على دراية بهذه التفاصيل، لا بل أكثر من ذلك لانكم من خلال دوركم في قيادة الجيش وما قبلها عايشتم تفاصيل الحياة اليومية للبنانيين، وإداء الطبقة السياسية التي وصل بها الأمر لنهب جنى عمر اللبنانيين.
فخامة الرئيس،
ان استقرار الاوطان يتأتى من حصول المواطنين على حقوقهم والقيام بواجباتهم، وليس لدي أدنى شك ان اللبنانيين يستطيعون وينوون العمل بكل ما أوتوا من قوة لملاقاتكم وتحقيق الحلم بإعادة بناء الوطن والتأسيس لدولة عادلة.
فخامة الرئيس،
نعلم انكم لا تملكون العصا السحرية لحل المشاكل التي تراكمت على مر السنين، التي كان يرزح فيها جزء من لبنان تحت إحتلال اسرائيلي حتى التحرير في أيار عام 2000 ، هذا الاحتلال لا يخفي نواياه العدوانية الظاهر منها والمبيت وهذا ما ثبت في العدوان الاسرائيلي الأخير والتدمير الممنهج للبنى التحتية في لبنان، وخصوصا في الجنوب حتى بعد وقف إطلاق النار الذي يخرقه العدو بصلافة بحجة الحفاظ على الاتفاق!
في الداخل كانت الوصاية السورية تدير الطبقة السياسية بطريقة بعيدة كل البعد عن كل المعايير السياسية، بسبب تزلفها وتقديم مصالحها على مصالح الوطن والمواطنيين.
فخامة الرئيس،
نعلم ان لبنان لا يعيش في جزيرة معزولة، ويتأثر بما يدور في المنطقة، وهناك دول اقليمية وكبرى تتدخل في شؤون لبنان الداخلية وطبعاً بما يخدم مصالحها، ولكن هذا ليس قدراً اذا ما تضافرت جهود اللبنانيين بالعمل على تقديم قضايانا الوطنية ووحدتنا على ما عداها.
فخامة الرئيس،
اليوم وقد تصديتم لتحمل مسؤولية اعلى منصب في البلاد، عيون الناس شاخصة اليكم، ويحدوها الامل ان يكون لبنان على عتبة بداية جديدة. وقد حددتم اولوياتكم في خطاب القسم والتي لن أعيد سردها ها هنا، وكما عاهدتنا في خطاب القسم فإننا نعاهدكم على العمل معكم نحو المستقبل الأفضل.
فخامة الرئيس،
ان الحرية ولبنان صنوان لا يفترقان، ولكن اللبنانيين عانوا الكثير من الخيبات بسبب فساد الطبقة السياسية والإحتلال والوصاية، ولكن كل ذلك لم يقهر اللبنانيين الذين تصدوا للإحتلال وقدموا الغالي والنفيس في سبيل ذلك حتى يبقى لهم مكان تحت الشمس.
فخامة الرئيس،
نعرف ان النظام اللبناني نظام طائفي، والمادة 95 من الدستور قبل وبعد الطائف تدعو الى الغاء الطائفية السياسية، وهذا ما لم ينفذ لان العصبية والخوف من الآخر تضع العوائق بين اللبنانيين، وتأتي على التضامن والانسجام الإجتماعي والإنساني والوطني وهذه واحدة من التحديات الكبرى إن لم نقل الوجودية.
فخامة الرئيس،
قد تقدم لنا الدول الصديقة والشقيقة المساعدات بما يتناسب مع مصالحها، لكن الكرة تبقى في ملعبنا نحن معشر اللبنانيين من قمة الهرم الى قاعدته لنبعث طائر الفينيق من رماده “فاذا فسد الملح فبماذا يُملَّح”؟
فخامة الرئيس،
ان التنمية البشرية أساس الإزدهار، ولبنان الغني بأبنائه ذوي الإختصاص في كل المجالات، المقيميين منهم والمغتربين ينتظرون ان تسمح لهم الظروف للمشاركة في إعادة بناء الدولة والوطن. والتعليم يأتي في مقدمة عملية البناء وتأمين المستقبل، ولذلك نرى أن تفعيل دور المؤسسات التربوية والجامعات للنهوض بالأجيال الجديدة، ليدخل لبنان إلى عالم الإقتصاد الرقمي والذكاء الإصطناعي والمنافسة في السوق العالمية، ولا يمكن ان ننسى الصناعة والزراعة والسياحة.
طبعًا، لا يخلو الأمر من التحديات، والتحديات التي تواجهكم وتواجهنا تنوء بها الجبال ولكنها أمانة، وانتم خير من يؤتمن عليها مع كل الاخيار من اللبنانيين سواء كانوا في السلطة او خارجها. وها هي حكومة عهدكم الأولى ابصرت النور وأصبح فريق العمل متكاملا لإعادة بعث الروح في الإدارة اللبنانية لدفع عملية البناء قدماً.
فخامة الرئيس،
لقد عانى لبنان من فراغ مزمن، إضافة إلى ذلك كانت كل المكونات قد اختبرت فائض قوتها على بعضها البعض. فقد عاش لبنان مرحلة مارونية سياسية، ومرحلة سنية سياسية ومرحلة شيعية سياسية ودرزية سياسية، وبسبب الفشل الذريع ها نحن نجد انفسنا وبعد 100 عام ونيف على تأسيس لبنان الكبير و82 سنة على الإستقلال ما زلنا كأننا في المربع الأول.
فخامة الرئيس،
كلنا أمل ان يكون عهدكم بداية لوضع حد لمعاناة الشعب اللبناني، حتى نحمي الوطن من التداعيات التي تعصف بالمنطقة العربية، من إعادة رسم خرائط وتغييرات ديمغرافية لإراحة إسرائيل فقط.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق…
واقبلوا الإحترام…
المواطن اللبناني المغترب الإعلامي عباس مراد.
موقع سفير الشمال الإلكتروني