2025- 02 - 12   |   بحث في الموقع  
logo إيرانيات يتحدين قانون الحجاب الإلزامي.. بذكرى الثورة logo غزة ما بين ترامب وكوشنر.. فرصة لطموحات العائلة العقارية logo هل سيزور الحريري عكار؟ logo إسرائيل بعد غزة.. تشن حرباً على الدول العربية logo الحدود اللبنانية السورية: تنظيف مخلفات "نظام" التهريب والمروق logo عملية دهم للجيش في بلدة أكروم logo البعريني: نؤكد تمسكنا بحل الدولتين logo سلام: استعادة الثقة والإصلاح المالي والودائع ضمن البيان الوزاري
غزة ما بين ترامب وكوشنر.. فرصة لطموحات العائلة العقارية
2025-02-12 00:55:48


مخطئ من يظنّ أن كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول تهجير الفلسطينيين إلى "قطعة أرض جيدة وجديدة وجميلة"، وإمكانية تطوير قطاع غزة، وتحويله إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط، أتى إرضاءً لضيفه الاستثنائي، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أو لدغدغة طموحات الأخير الاستيطانية ـــ وهو بالمناسبة كان أول الزائرين والمهنِّئين الأجانب لترامب ـــ بل شكّل في الواقع انعكاساً لطموحات العائلة العقارية، خصوصاً صهره المدلَّل جاريد كوشنر، الذي لم يتردد، وفي ذروة الحرب، في المجاهرة بمخطَّطاته الاستثمارية في القطاع بعد اقتلاع سكانه وطردهم منه.
طموحات عائلة ترامب العقارية
عمليّا، إن ما تفوَّه به ترامب، وقبله صهره، بشأن غزة المنكوبة، يعدّ ترجمة للنهج غير التقليدي لعائلة الرئيس الأميركي تجاه المنطقة، وهو أسلوب قلب الأعراف الدبلوماسية لصالح مقاربة نفعية تُقدّم الاستثمار المالي على أيّ اعتبار آخر.
من هنا، وفي مقابلة مع رئيس هيئة التدريس في مبادرة الشرق الأوسط بجامعة هارفارد في شباط/فبراير 2024 (نشرتها صحيفتا واشنطن بوست الأميركية والغارديان البريطانية)، أوجز كوشنر ما يجول بخاطره، قائلًا إن الممتلكات الواقعة على الواجهة البحرية يمكن أن تكون "قيمة للغاية"، داعياً تل أبيب إلى "تنظيفها".
وأضاف "أنا فقط سأقوم بجرف شيءٍ ما في النقب. سأحاول نقل الناس إلى هناك. أعلم أن هذا الأمر لن يكون شعبياً، لكنني أعتقد أنه الخيار الأفضل حتى تتمكّن من الدخول وإنهاء المهمة".
اللافت في الأمر، هو التماهي، بين عبارات ترامب (الأخيرة) وكوشنر (السابقة) بشأن وجهة التهجير إلى مصر والأردن، خصوصاً أن الصهر كان قد أعرب في المقابلة ذاتها (نقلاً عن صحيفة الغارديان البريطانية)، عن اعتقاده بأن على الحكومة الأميركية أن تفعل المزيد من أجل اللاجئين، مشيراً إلى أنه "بوجود الدبلوماسية الصحيحة"، يمكن لمصر أن تستقبل مزيداً من سكان غزة. وتابع: "عادةً عندما تندلع الحروب، تتغيّر الحدود تاريخياً مع مرور الوقت".
كوشنر وزيادة استثماراته
بعد غياب لفترة طويلة عن الحلبة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، ظهر كوشنر أخيراً، ولكن هذه المرة بصورة مقاول البناء، مركزاً اهتماماته الاستثمارية على غزة التي لم يَرَ فيها سوى مساحة لتحقيق الربح المادي.
وتبعاً لذلك، ضاعف صهر ترامب والمُقرّب منه، حصته في شركة مالية إسرائيلية تعمل في مجال تعزيز المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين. لذا، وفي خطوة بالغة الدلالة من حيث التوقيت والأبعاد ـــ وقبل ساعاتٍ من الإعلان رسمياً عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ـــ وافقت جهات حكومية إسرائيلية على صفقة منحت كوشنر ملكية ما يقرب من 10% في "Phoenix Financial Ltd"، وهي شركة تمويل وتأمينٍ إسرائيلية كبرى، مما يجعله أكبر مساهم في الشركة، بحسب صحيفة الأعمال الإسرائيلية اليومية "Globes".
شركة فينيكس وتعزيز المستوطنات
تُعد فينيكس المالية واحدة من أكبر شركات التمويل والتأمين في إسرائيل، وقد قامت بتمويل وتأمين مشاريع بناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والجولان السوري المحتلتين.
كما تمتلك شركة فينيكس حصة تقدر بنحو 80% في مركز تجاري كبير في مستوطنةٍ بالقدس الشرقية، بالإضافة إلى قيامها باستثمارات في عدة شركات تعمل في مستوطناتٍ أخرى، وفقًا لمركز "Who Profits"، وهو مركز بحثي يحقق في الشركات التي تستفيد من الاحتلال الإسرائيلي.
كانت فينيكس المالية، المعروفة سابقاً باسم فينيكس القابضة، قد ساهمت في تمويل مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية داخل المستوطنات الإسرائيلية، وقدمت خدمات مالية للمجالس المحلية للمستوطنات، بما في ذلك "بيتاح عيليت" و"أورانيت" في الضفة الغربية.
أكثر من ذلك، تمثل استثمارات الشركة نموذجاً للأرباح التي تحققها العديد من الشركات من توسيع المستوطنات الإسرائيلية. فالبنوك الإسرائيلية تتعاون مع المطورين لبناء منازل على أراض تمت مصادرتها بشكل غير قانوني من الفلسطينيين، فتتحول بذلك تلك المساحات المصادرة إلى عائدات مالية ضخمة. كما تستفيد شركات أخرى من الأراضي الزراعية وموارد المياه، ودائماً على ذمَّة مركز "Who Profits".
إشارة إلى أنه في كانون الأول/ديسمبر الفائت، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لتوسيع المستوطنات في الجولان المحتل، من خلال استثمار أكثر من 11 مليون دولار لـ"تشجيع النمو الديموغرافي" في المنطقة، وفقاً لما أعلنه نتنياهو.
بموازاة ذلك، من المرجح أن يحصل المستوطنون الإسرائيليون والشركات المالية المُستثمرة في المستوطنات، على دعم أميركي أقوى في ظل إدارة ترامب الثانية.
فخلال ولاية ترامب الأولى، توسّعت المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية بشكل هائل، حيث قدم الرئيس دعمه لما هو أبعد من المطالب الإقليمية الإسرائيلية.
المثير أنه وعلى الرغم من أنه ليس من المُقرّر أن يكون له دور رسمي في الإدارة الحالية، إلا أن التقارير أفادت بأن كوشنر كان له دور خفيّ في تقدم مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
ولهذه الغاية، كشفت صحيفة "هآرتس" أن كوشنر كان يُقدّم المشورة خلف الكواليس، لقطب العقارات ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط،، أثناء قيادة عملية المفاوضات الحالية التي ساعدت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وعليه قال أحد المصادر لوكالة "رويترز"، في 15 كانون الثاني/ديمسبر الماضي: "لقد كان يركّز على جعل ستيف يسرع في الملف ويساعده في الاستراتيجية".
بعد فوز ترامب، احتفل المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، على أمل أن تعني إدارته الثانية تأمين سيطرة إضافية على الأراضي المحتلّة، إضافة إلى توسيع المستوطنات في غزة. كما أن كوشنر، وبعد الصفقة، سيكون حليفاً مخلصاً للمستوطنين، إذ من المتوقَّع أن يكون له تأثير كبير على سياسة الشرق الأوسط في إدارة ترامب الثانية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top