2025- 02 - 12   |   بحث في الموقع  
logo إيرانيات يتحدين قانون الحجاب الإلزامي.. بذكرى الثورة logo غزة ما بين ترامب وكوشنر.. فرصة لطموحات العائلة العقارية logo هل سيزور الحريري عكار؟ logo إسرائيل بعد غزة.. تشن حرباً على الدول العربية logo الحدود اللبنانية السورية: تنظيف مخلفات "نظام" التهريب والمروق logo عملية دهم للجيش في بلدة أكروم logo البعريني: نؤكد تمسكنا بحل الدولتين logo سلام: استعادة الثقة والإصلاح المالي والودائع ضمن البيان الوزاري
إسرائيل بعد غزة.. تشن حرباً على الدول العربية
2025-02-12 00:25:47

قبل الحروب، خلالها وبعدها، يكرر المسؤولون الإسرائيليون نواياهم في إعادة "دول عديدة" إلى العصر الحجري. أكثر الإسرائيليون من هذه التصريحات تجاه لبنان وحزب الله، وكرروها تجاه قطاع غزة وحركة حماس. فاعتبروا أنهم سحقوا الحياة في القطاع لدفع الناس إلى التهجير. هناك طموح إسرائيلي ثابت ودائم في جعل كل دول الجوار "تابعة" أو خاضعة لمشروع إسرائيل الكبرى او العظمى. وذلك يقتضي إضعاف كل الدول، حتى تلك التي تدّعي تل أبيب أنها تسعى إلى إقامة علاقات سياسية أو ديبلوماسية أو اتفاقات تطبيع. والأكيد أيضاً، أنه لن يكون من مصلحة هذه الـ"إسرائيل" وجود مشروع عربي أو دور لدولة عربية كبرى على مستوى المنطقة. لذلك، فإن الخطر الإسرائيلي لا يمكن أن ينحصر في تهديد بعض الدول الصغرى، أو الدول والقوى التي تعلن صراحة مقاومة إسرائيل ومواجهة مشروعها. إذ أن مشروع "إسرائيل المتفوقة" يفترض عدم وجود مشروع عربي مشترك أو دول عربية قوية سياسياً ولا اقتصادياً.خطر قوميالحرب الإسرائيلية على فلسطين في غزة والضفة، لبنان، سوريا، لا تقف عند الحدود الجغرافية لهذه الدول، فهناك حرب أخرى لها أبعاد ديمغرافية، سياسية، اقتصادية، تُخاض ضد دول عربية كبرى، لا سيما مصر، الدولة المعنية بشكل مباشر بمواجهة المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتنظر إلى هذا المشروع باعتباره خطراً وتهديداً للأمن القومي والاجتماعي المصري. وهو ما يفرض تحديات داخلية كبيرة جداً، قد تصل إلى حدود الخوف على مصير الدولة أو النظام. الأمر نفسه ينطبق على الأردن، والذي يتحدث الإسرائيليون بوضوح وصراحة عن سعي إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إليه. وهو ما سيهدد "المُلك" والمجتمع والكيان. وآخر ما وصل إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو التلويح بوقف المساعدات لمصر والأردن في حال عدم الموافقة على مشروعه الداعم بالكامل لمشروع اليمين الإسرائيلي المتطرف.تهديد السعوديةانتقل التهديد الإسرائيلي على لسان نتنياهو مباشرة باتجاه المملكة العربية السعودية، حين تحدث عن إقامة دولة للفلسطينيين على الأراضي السعودية. وقد تقصّد نتنياهو تمرير هذا الموقف رداً على كل المواقف الصادرة عن المسؤولين السعوديين في رفض تهجير الفلسطينيين والتمسك بمبدأ حلّ الدولتين. وهو الأمر المرفوض تماماً من قبل الإسرائيليين، ولا يحظى بأي تأييد لدى الأميركيين. تصريح نتنياهو يشكل تهديداً مباشراً للسعودية، خصوصاً أن إحصاءات كثيرة واستطلاعات رأي عديدة تشير إلى حجم التأييد والتعاطف والدعم لدى المجتمع السعودي لفلسطين والقضية الفلسطينية وضد الحرب على قطاع غزة. يأتي موقف نتنياهو بعد لقائه ترامب في البيت الأبيض، علماً أن السعودية هي الدولة التي كان يسعى ترامب في ولايته السابقة، وجو بايدن طوال ولايته إنجاز الاتفاق مع إسرائيل، ليعود ترامب في ولايته الثانية وينطلق سريعاً في هذا الاتجاه، وسط معلومات عن ترتيب زيارة له إلى السعودية في الفترة القريبة المقبلة لعقد لقاءات وممارسة ضغوط في محاولة لفرض مشروعه. تغذية الصراعاتما قاله نتنياهو، وما يصرّح به ترامب من تهديدات بقطع المساعدات عن الدول العربية، وما شُن من حملات سابقاً على دولة قطر بسبب موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، يشير بشكل واضح إلى خطورة المشروع الإسرائيلي ليس على القضية الفلسطينية وأرض فلسطين وشعبها فقط، ولا على دول المشرق العربي، بل على كل الدول العربية وخصوصاً دول الخليج، بالإضافة إلى الدول غير العربية أيضاً، والتي تبدي تعاطفاً أو تمسكاً بالقضية الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
طوال السنوات الماضية، نجح الإسرائيليون بمشاريعهم أو صراعاتهم الإقليمية أو بالتركيز على الصراعات الداخلية، العمل على تقويض مفهوم الدولة وإضعافها في دول عديدة، بينها لبنان، سوريا، العراق بالإضافة إلى السعي المستمر لإجهاض أي محاولة لولادة دولة فلسطينية. وقد ركز الإسرائيليون في نشاطهم على تغذية الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية، ومن خلال استغلال النفوذ الإيراني لتخويف العرب منه، وجعلهم أسرى الرهان على الدور الإسرائيلي في مواجهة إيران وتقويض نفوذها.القمة العربيةحاول الإسرائيليون المراكمة على كل هذا التوجه، والاستفادة من الحرب الأخيرة في غزة ولبنان وسوريا والضربات التي جرى توجيهها ضد إيران، لتقديم أنفسهم أنهم أصحاب المشروع الذي يمكنه أن يتلاقى باتفاقات سلام مع الدول العربية لمواجهة إيران. لكن المشروع الإسرائيلي الأخطر يستهدف تلك الدول العربية بغض النظر عن مكانتها، جغرافياتها، ومقدراتها. والدليل هو ما وصل إليه نتنياهو في تصريحه، الذي من شأنه أن يطيح بكل مشاريع السلام والتطبيع، ويعيد السعودية عقوداً إلى الوراء، في الموقف السياسي وفي رفض الاتجاه نحو أي اتفاق. لا سيما أن السعودية لا تزال تلتزم برفض إبرام اي اتفاق من دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية والعمل على إنشائها.
كل هذه التطورات هي التي حتمت عقد قمة عربية طارئة في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري للإعلان عن موقف واضح رافض لهذا المشروع والتصدي له. خصوصاً أن القمة ستكون أمام تحديات كبيرة، تتصل بالوضع في غزة والضفة، وبمواجهة مشروع التهجير إلى مصر والأردن، بالإضافة إلى تحديات تتصل بالضغط في سبيل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من لبنان وسوريا من ضمن سياق وضع خريطة طريق واضحة لإعادة انتاج موقف عربي مع منظومة حمائية بالمعاني الأمنية، العسكرية، السياسية، الاقتصادية والاجتماعية. لا سيما أن إسرائيل وفي مواجهة فشل مشروعها بإرساء "إسرائيل الكبرى" أو "العظمى" فسيكون تركيزها على "تصغير الدول الكبرى" وإضعاف الدول المقتدرة، وتغذية صراعاتها الداخلية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top