نفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهديداته التي كان أطلقها بخصوص الرسوم الجمركية، ووقع مرسوماً حدّد بموجبه بدء تطبيق الرسوم الجمركية بنسبة 25%، على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "بدون استثناءات"، فيما تعهّدت أوروبا وكندا بالرد المناسب على القرار.
وتسري رسوم ترامب اعتباراً من 12 آذار/مارس المقبل، ما ينذر بمرحلة جديدة من الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته.
وقال الرئيس الأميركي، لدى توقيعه المرسوم: "أنا اليوم أبسّط رسومنا الجمركية على الصلب والألمنيوم حتى يفهم الجميع ما تعنيه: إنها تعني 25% بدون استثناءات ولا إعفاءات، وهذا ينطبق على كل الدول". وأضاف في أمر تنفيذي، "قرّرت أن واردات الصلب من هذه الدول تهدد بالإضرار بالأمن القومي"، مشيراً إلى أنه "من الضروري إنهاء هذه الترتيبات اعتبارا من 12 آذار/مارس 2025".
وأوضح النص أن الأمر يتعلق بـ"كل السلع الصلبة والمواد المشتقة من الصلب الواردة من الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا ودول الاتحاد الأوروبي واليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة".
لا استثناءات
واستهدف ترامب في أمر منفصل، "كل واردات الألمنيوم والمنتجات المشتقة من الألمنيوم من الأرجنتين وأستراليا وكندا والمكسيك ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة". لكن ترامب أكد في المقابل، أنه يدرس إعفاء أستراليا من الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب، معيداً السبب إلى "فائض" تجاري معها، وذلك بعد تصريحات بهذا المعنى، أدلى بها رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي.
وأضاف الرئيس الأميركي "لا نريد بذلك إلحاق أذى بدول أخرى"، مستدركاً: "لكنّها تستغلنا منذ سنوات وسنوات".
وكان ترامب قد قال يوم الأحد الماضي، إنه سيعلن الثلاثاء أو الأربعاء، عن "رسوم جمركية متبادلة"، حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة، مماثلة لتلك المفروضة على الصادرات الأميركية.
وأضاف "إذا فرضوا علينا رسوماً بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسوماً، فلن يبقى الوضع كما هو عليه".
كما وقّع ترامب، أمس الإثنين، أمراً تنفيذياً قلّص بموجبه مفاعيل قانون لمكافحة فساد الشركات الأميركية في الخارج. وقال إن هذا القانون "يبدو جيداً على الورق لكنّه في الواقع كارثي"، إذ "لا أحد يريد أن يقوم بأعمال مع الأميركيين"، بسبب خطر حصول تحقيقات بموجب هذا القانون.
رد حازم ومتناسب
ووفقاً للأرقام الرسمية، ستنعكس هذه التدابير سلباً بصورة خاصة على كندا، أكبر مزوّد بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة. وعلق وزير الصناعة الكندي فرانسوا-فيليب شامبانْي، على رسوم ترامب، بالقول إنها "غير مبرّرة على الإطلاق"، متعهّداً برد "واضح ومدروس"، من جانب بلاده، من دون المزيد من التفاصيل.
من جانبها، أعربت رئيسة المفوضية رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، عن أسفها الشديد لقرار ترامب، متعهّدة برد "حازم ومتناسب" من الأوروبيين.
وقالت فون دير لايين في بيان اليوم الثلاثاء: "الرسوم الجمركية غير المبررة المفروضة على الاتحاد الأوروبي، لن تبقى دون رد. إنها تستدعي تدابير مضادة حازمة ومتناسبة".
والمفوضية الأوروبية هي الجهة الوحيدة المختصة بالتفاوض على اتفاقات التجارة أو اتخاذ القرارات بشأن الرسوم الجمركية، نيابة عن الدول السبع والعشرين التي تقوم بدورها بالمصادقة على هذه القرارات.
واعتبر المفوض الأوروبي للتجارة الدولية ماروس سيفكوفيتش "أنه سيناريو يمثل خسارة متبادلة".
من جهته، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أن دول التكتل الأوروبي سترد "بشكل جماعي" على هذه الرسوم.
ومن المرجح بالتالي أن يكون للرسوم الجمركية الجديدة، تأثير كبير على صناعة الصلب الأوروبية التي تضررت أصلاً جراء المنافسة الدولية.
وقال دبلوماسي أوروبي، اليوم الثلاثاء: "لقد مررنا بهذا من قبل"، خلال رئاسة ترامب الأولى، "لذا فإن المفوضية تعرف ما يجب القيام به".
وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021، رسوماً جمركية مشددة على الصلب والألمنيوم، بهدف حماية الصناعة الأميركية، مندداً بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية.