2025- 02 - 19   |   بحث في الموقع  
logo سلام يترأس إجتماعا لدراسة أضرار الحرب logo الأميركي جاكسون هنكل في الضاحية...ويشارك بتشييع نصرالله logo "المنطقة لن تشهد الهدوء"... إيران: ردنا لن يقتصر على إسرائيل logo الفاتيكان يكشف عن تطورات "الحالة الصحية" للبابا فرنسيس logo حركة مسلحة جديدة الى الانفجار في الجنوب.. لبنان يطلق "معركة التحرير" ويشعلها بسلاح عالمي! logo وعدٌ من منصوري logo بشأن "البحث العلمي"... طلبٌ من الزين logo "ترميم الضريح بات خطرًا... واليهود المتدينون يصرون على ضم تلة العباد"
الجامعات المرموقة تخرّج أيضاً سياسيين فاشلين
2025-02-11 11:26:01

بعد تشكيل حكومة نواف سلام، الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون، نُشر في فايسبوك أن مدرسة "سيدة الجمهور" العريقة تحتفل بتعيين ثلاثة وزراء من الحكومة الحالية كانوا من تلامذتها، وسرت نكتة ليست غريبة عن الواقع اللبناني الاستعراضي الفرجوي، تقول بأن تلميذاً سئل: في أي مدرسة أنت؟ فأجاب: في هذه التي تخرج وزراء...
أيضاً وُزعت صور للوزراء الجدد المتخرجين من صفوف الجامعة الأميركية في بيروت، مع التهنئة، وعددهم 12 وزيراً يتقدمهم رئيس الحكومة نفسه. وجاء في بيان التهنئة: "تتقدّم الجامعة الأميركية في بيروت بخالص التهنئة لخريجيها وأعضاء هيئة التدريس المرموقين الذين تم تعيينهم وزراء في الحكومة اللبنانية الجديدة. إن تفانيهم وخبرتهم تعكس إرث الجامعة الدائم في القيادة والخدمة. نتمنى لهم النجاح في مهمتهم لخدمة لبنان وشعبه". لا شك في إمكانات الجامعة الأميركية وتميّزها، وهي التي شكلتْ المكان الذي انتشرت منه الأفكار الليبرالية العربية، وخرجت من المناخ السياسي للجامعة رموز فكرية أثّرت أيما تأثير في الفكر القومي، والعروبي(الناصري والبعثي) والسوري واللبنانوي. وخرّجت أيضاً الكثير من الثوريين واليساريين(جورج حبش ووديع حداد)، والسياسيين اللبنانيين والعرب، وحتى الايرانيين. لكنها، إذ تصدر بياناً حول تخريجها الوزراء وأصحاب الكفاءة، تساهم في مزيد من الفرز التبسيطي والطبقي بين اللبنانيين. لن ندخل في نقاش حول اختيار رئيس الحكومة وزراء من خريجي جامعات عالمية، ولا في المعمعة والتنظير حول جنس الحكومة، وهل هي تغييرية أم مخترقة من أولغارشيا المصارف، أو أنها تتبع البنك الدولي أو اليسار العالمي، أو راعت الجندر أم لم تراعِ، وكل هذه التفاصيل... الحكومة لم تبدأ عملها بعد، ولم تكتب بيانها الوزاري، وننتظر مسارها لنحكم عليها. غير أن النقطة التي يمكن التوقف عندها، هي تباهي بعض المؤسسات التعليمية بخلفيات الوزراء، وهذا جيد. لكن الشيء بالشيء يذكر، والتغني باختيار دزينة من الوزراء من الجامعة الأميركية، لا ينسينا أن رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب، كان أحد دكاترة الجامعة، وإذ كان له دوره الناجح -ربما- في تخصصه الأكاديمي، إلا أنه في الشأن الحكومي والسياسي والمالي كان خارج السياق، أحد الذين فجروا الأزمات وأخذوا لبنان إلى الرثاثة المدقعة، وأحد الشهود على الكثير من القضايا الكارثية. والحال أنه ليس كل من نجح في الاختصاص أو الأمور التقنية والأدبية يمكن أن ينجح في الأمور السياسية والحياتية، وليس ضرورياً أن ننبش الماضي ونذكر الكثير من أسماء سياسي المنظومة السابقة وأمراء الحرب، من خريجي الجامعة الأميركية وأخواتها أو جامعات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وكانوا فاشلين أو تابعين أو فاسدين، ومرات ناجحين، والنجاح والشفافية لا يرتبطان بمكان التخرج بل بأخلاقية الشخص.
لا شك أن المدرسة أو الجامعة، تريد إعلاناً لنفسها أو تبحث عن مزيد الوجاهة، من خلال إبراز تخريجها "الناجحين" وأصحاب الشأن. وبعض المدارس أو الجامعات، محوري في الحياة العامة، وله دوره وتاريخه المؤثر في تخريج الأسماء البارزة والقادرة، مثل مدرسة عين ورقة في عينطورة في زمانها في مجال الأدب والعلم والفكر، والتي خرّجت بشارة الخوري وأحمد فارس الشدياق والكونت رشيد الدحداح، وثلاثة من آل البستاني منهم: فيكتور والمعلم بطرس البستاني. وكانت هذه المدرسة وراء تأسيس ثلاثة معاهد كبرى هي: مدرسة القديس يوسف– عينطورة التي أنشأها المطران بطرس مبارك ابن غوسطا، والمدرسة الوطنية في بيروت التي أنشأها المعلم بطرس البستاني، ومعهد الرسل الذي بدأ في عين ورقه وانتقل لاحقاً إلى جونيه... و"سيدة الجمهور" التي اعتادت أن تحتضن أبناء البورجوازية على وجه الخصوص، كما خرجت أجيالاً ممن كان لهم شأن في ما بعد. إلا أن المدرسة التي افتخرت ذات يوم بأنها خرّجت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ماذا تقول حين أصبح سجينا ومتهماً؟ وماذا تقول عن كارلوس غصن بعد فراره الهوليوودي من السجن الياباني؟ أيضاً احتفلت مدرسة برمانا العالية بإميل لحود حين أصبح رئيسا للجمهورية، وجمعت حوله قدامى الطلاب، لكن ماذا قالت بعد نهاية ولايته التي كانت كابوسية؟ مع التذكير بأن هذه المدرسة ضمت يماً مجموعة من الأسماء البارزة، مثل المؤرخ فواز طرابلسي، والناشر الراحل رياض الريس...؟في الختام لا بد أن نذكر الجامعة اللبنانية التي تعاني الآن الإهمال والهيمنة الحزبية والطائفية المشجعة على المحسوبيات والاهتراء والفساد، فيما كان لها دورها البارز في زمن مضى. فمَن يراجع جيل كلية التربية في السبعينات، يدرك ذلك، سواء في الأدب أو السياسة أو الاقتصاد... قبل أن يأتي جيل الرثاثة وأمراء الحرب الذين افتتحوا جامعاتهم الخاصة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top