في ديربورن حيث يعيش أميركيون من أصول عربية، أكدت سمراء لقمان أنها "غير نادمة" على التصويت لدونالد ترامب تعبيراً عن معارضتها لجو بايدن بسبب دعمه لإسرائيل، رغم خطة الرئيس الأميركي الجديد لقطاع غزة التي أثارت ذهول العالم أجمع.
وعلى غرار الناشطة البالغة 42 عاماً، كثيرون هم الناخبون من هذه المدينة الواقعة في ميشيغن الذين اختاروا التصويت للملياردير الجمهوري للإعراب عن سخطهم حيال الديموقراطيين المتهمين بتأييد الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل في القطاع رداً على هجوم حركة "حماس" غير المسبوق داخل أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.وفي هذا المعقل الديموقراطي السابق، نال دونالد ترامب 42,5% من الأصوات في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية، متقدماً على كامالا هاريس (36,3%) ومرشحة الخضر جيل ستاين التي حققت في المدينة نتيجة (18,3%)هي أعلى بكثير مما حققته على المستوى الوطني، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".وأوضحت لقمان أنه منذ فوز دونالد ترامب "شهدنا على مسيرة العودة الكبيرة"، في إشارة إلى تدفق حشود النازحين الفلسطينيين بالآلاف للعودة إلى ديارهم سيراً وسط الركام والخراب بعد اتفاق الهدنة. وقالت: "يخالجني شعور أعجز عن وصفه".ولقمان واثقة من أن ترامب هو الذي جعل وقف إطلاق النار في غزة ممكناً عشية تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير. لكنها، كغيرها من الناخبين، قالت أنها لم تعط ترامب شيكاً على بياض بتصويتها لصالحه لمعاقبة الحزب الديموقراطي. وأكملت بأن "كثيرين ممن صوتوا للحزب الجمهوري غصباً عنهم هم اليوم منفتحون على أي من الحزبين".وكثيرون هم الذين يرفضون رفضاً قاطعاً مقترح الرئيس الأميركي إخلاء غزة من سكانها لتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، على حد تعبيره. وأثار هذا المقترح استهجاناً واسعاً في أنحاء العالم، لكن اليمين الإسرائيلي رحب به بحرارة.وأكدت سيدة الأعمال فاي نمر (39 عاماً) التي خسرت أقارب في القصف الإسرائيلي على لبنان، أن خطة ترامب مرفوضة لأن "فلسطين خط أحمر لنا". ورغم تصريحات دونالد ترامب النارية، مازال سكان ديربورن ممتعضين مما يعتبرونه تقاعساً من جانب جو بايدن عن الضغط أكثر على إسرائيل لوقف القتال في قطاع غزة.والتقى مسؤولون عن الجالية العربية بمسؤولين ديموقراطيين وجمهوريين قبل البت في دعم ترامب الذي زار ديربورن خلافا لكامالا هاريس. وشاركت فاي نمر في تنظيم مأدبة غداء على شرف ترامب في مطعم في ديربورن. وقالت أنه تعهد دعم مسار السلام وحل الدولتين. ولم تخفي "التفاؤل الكبير" الذي ينتابها إزاء قدرة قطب العقارات السابق على التفاوض للإيفاء بوعوده بالرغم من التدابير الأولى التي أخذها والتي تحابي إلى حد بعيد الدولة العبرية.واحتفل بشارة بحبح أيضاً بفوز الملياردير الجمهوري. وقال رئيس مجموعة "الأميركيون العرب من أجل السلام" أن "الرئيس يريد سلاماً للشرق الأوسط يرضي كل الأطراف". ورأى أن ترامب أطلق هذه الفكرة "كفرضية وليس كمشروع واقعي".أما رؤساء البلديات الذين دعموا ترامب، فإن صمتهم هو خير دليل على حرجهم، بحسب أسامة السبلاني الذي يعمل في الصحافة المحلية. وقال: "سوف يساءلون من ناخبيهم. أتى ترامب إلى هنا وكذب، زاعماً نشر السلام والمحبة في المنطقة والعالم. وفور وصوله، أراد كندا وغرينلاند وغزة". ورفض السبلاني إلقاء اللوم على من صوت لترامب، معتبراً أن الديموقراطيين عليهم أن يلوموا أنفسهم.