وصل فجر اليوم الأحد، وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة للبحث في المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، في ظل استمرار مماطلة الاحتلال للوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. إذ جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تحميله مسؤولية تعثّر مفاوضات تبادل الأسرى لحركة حماس، مجدّداً من جهة أخرى، دفاعه عن مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير قطاع غزة.
وفد غير مخوّل
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن الوفد الإسرائيلي المفاوض، يضم منسق شؤون الأسرى والمفقودين عميد الاحتياط غال هيرش، ونائب رئيس جهاز الأمن "الشاباك" السابق، من دون الكشف عن اسمه. وقالت إن الوفد غير مخول مناقشة المرحلة الثانية من الصفقة. وأضافت "أن التفويض الذي منحه المستوى السياسي الإسرائيلي والمتمثل برئيس الحكومة حتى الآن للوفد، هو تفويض فقط بمناقشة استمرار المرحلة الأولى من الصفقة".
ويعمد نتنياهو إلى المماطلة، ويرغب في مد المرحلة الأولى من الصفقة لأطول وقت ممكن، علماً أنها دخلت أسبوعها الرابع، حيث تصل مدتها 42 يوماً. وفي السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس"، نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى رافق رئيس الحكومة في جولته إلى واشنطن، أن نتنياهو لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق من دون القضاء على حركة حماس.
نتنياهو يحدّد شروط تهجير الغزيين
وفي ختام زيارته إلى واشنطن، حمّل نتنياهو، حماس مسؤولية تعثر مفاوضات تبادل الأسرى، نافياً أي ضغوط أميركية عليه في هذا الملف.
وقال، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، الليلة الماضية، إن "حماس هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تعطيل المفاوضات، وتأخير التوصل إلى اتفاق"، مدعيّاً أن الحركة "أصرّت على شروط لم تكن أي حكومة عاقلة لتقبل بها". كما نفى التقارير التي تحدثت عن أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، هو من دفعه للموافقة على الصفقة، واصفاً هذه الادعاءات بأنها "أكاذيب".
وفي ما يتعلق بخطة ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كرّر نتنياهو دفاعه عنها، مبدياً حماسة تجاهها، ورأى أنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات، ولديها القدرة على تغيير كل شيء في غزة". وقال: "إذا لم نغير شيئاً، فسنكرّر السيناريو نفسه: نغادر، لكن غزة تُعاد السيطرة عليها من قبل الإرهابيين". واعتبر أن ترامب يقدم "أفكاراً قد تبدو في البداية صادمة للبعض، لكنهم بعد ذلك يدركون أن هناك منطقاً فيها"، معرباً عن أمله بأن يتكرر الأمر مع هذه الخطة أيضاً.
وردًا على الاتهامات بأن ما يُطرح هو "تطهير عرقي" وتهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ادّعى نتنياهو أن "هذا ليس تهجيراً قسرياً. الفكرة هي السماح لمن يرغب في مغادرة القطاع مؤقتاً. يمكنهم العودة لاحقاً، بشرط أن يتخلوا عن الإرهاب". وأضاف "لطالما أُطلق على غزة اسم أكبر سجن مفتوح في العالم، فلماذا نُبقيهم في هذا السجن؟ إذا كنتم قلقين جداً بشأن الفلسطينيين، فاسمحوا لهم بالمغادرة".
وحول التطبيع مع السعودية، قال نتنياهو، إن ذلك لن يتحقق إلا بعد "تغيير الشرق الأوسط"، عبر إبادة حماس وإنهاء النفوذ الإيراني.
قمة عربية طارئة
في المقابل، أعلنت مصر، اليوم الأحد، أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 شباط/فبراير "لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية".
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، إن الدعوة إلى الاجتماع تأتي "بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية"، في إشارة إلى خطة ترامب.
وأشار البيان، إلى أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، توجّه، اليوم الاحد، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب وأعضاء في الكونغرس.
تهديد خطِر
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، ان مقترح ترامب، يشكّل "تهديداً خطراً" للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال عراقجي، في اتصال مع نظيره المصري، إن "مخطط التهجير القسري لأهالي غزة مؤامرة استعمارية تهدف إلى محو فلسطين"، مشدّداً على "ضرورة اتخاذ موقف موحد وقوي من قبل الدول الإسلامية لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف مصير الشعب الفلسطيني".