يواصل الجيش الإسرائيليّ انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، حيث أقدم على إحراق عدد من المنازل في بلدة كفركلا، في خطوة تزيد من حدة التوتر على الحدود اللّبنانيّة مع إسرائيل. في وقتٍ تحدّثت فيه تقاريرٌ ميدانيّة عن تجدّد الاشتباكات على مقلبيْ الحدود اللّبنانيّة السّوريّة بين الجيش السّوريّ والعشائر البقاعيّة.استمرار الخروقات الإسرائيليّةوشهدت أجواء العاصمة بيروت وضواحيها صباح اليوم تحليقًا مكثفًا لطائرات مسيّرة إسرائيليّة. يأتي ذلك فيما بدأ الجيش اللبناني انتشارًا واسعًا في بلدتي رب ثلاثين وطلوسة بجنوب لبنان، داعيًا الأهالي إلى عدم التوجه إلى هذه المناطق إلى حين انتهاء عمليات المسح التي تجريها الفرق الهندسية العسكرية. وفي هذا الإطار، أصدرت بلدية بني حيان بيانًا أفادت فيه بتلقيها إشعارًا من قيادة الجيش اللبناني بدخول الجيش إلى البلدة وإجراء عمليات مسح للمتفجرات أو القذائف غير المنفجرة. وطالبت البلدية الأهالي بالتزام التعليمات وعدم الصعود إلى البلدة خلال العملية. كذلك، دعت بلدية طلوسة السكان إلى الامتناع عن التوجه إلى البلدة ريثما ينتهي الجيش من انتشاره.
بالتوازي، توجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ، أفيخاي أدرعي، بإعلان عبر منصة "إكس"، حذّر فيه سكان الجنوب اللبناني من العودة إلى مناطقهم، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال منتشرًا في الميدان، ما يجعل أي تحركات في المنطقة محفوفةً بالمخاطر.الحدود اللّبنانيّة - السّوريّةفي تطورٍ آخر، تتواصل الاشتباكات العنيفة لليوم الثالث على التوالي على الحدود اللّبنانيّة - السّوريّة بين الجيش السّوريّ والعشائر اللّبنانيّة الّتي تقطن في القرى الحدوديّة المحاذية لمنطقة القصير جنوبي حمص. وأسفرت المواجهات عن وقوع عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.
كما تعرضت عدة مناطق حدودية لبنانية لقصف مدفعي من الجيش السوري، لا سيما بلدة جرماش ومحيط بلدة القصر وسهلات الماء وبلدة قنافذ على الحدود الشمالية لمدينة الهرمل. جاء ذلك بعد فترة هدوء استمرت لساعات. وأكدت التقارير الميدانية أن وحدات من الجيش اللبناني بدأت بالرد على مصادر النيران السورية، تنفيذًا لتوجيهات قائد الجيش، جوزاف عون، الذي أمر بالتصدي لأي استهداف للأراضي اللبنانية.
في الجانب السوري، تمكن الجيش السوري من السيطرة على عدة قرى في ريف القصير، منها أكّوم، بلوزة، زيتا، هيت، وبويت، بعد استعادته بلدة حاويك خلال اليومين الماضيين. فيما أفادت التقارير أن مسلحي عشائر الهرمل بدأوا في التراجع استجابة لطلب الجيش اللبناني الذي كثف انتشاره في المنطقة الحدودية، مدعومًا بتحليق مسيّراته. وعلى صعيد متصل، أصدر مخاتير قضاء الهرمل بيانًا نددوا فيه بالقصف الذي تتعرض له المناطق الحدودية، والذي أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وطالب المخاتير الدولة اللبنانية والجيش بتكثيف الجهود لحماية الأهالي وتأمين الحدود من الاعتداءات المتكررة.إعادة ترميم جسر العريضةوفي سياق آخر، باشرت الورش الفنية أعمال ترميم جسر العريضة الحدودي الذي دمره القصف الإسرائيلي سابقًا. وشوهدت الجرافات وهي تزيل الركام لتأمين حركة العبور بين لبنان وسوريا، إلا أن الطيران الإسرائيلي عاد وقصف الجسر مجددًا، ما أدى إلى إغلاق معبر العريضة بالكامل حتى إشعار آخر. ولم يصدر أي بيان رسمي من الجانب السوري بشأن إعادة بناء الجزء المتضرر من الجسر.
من ناحية أخرى، يواجه السكان في المناطق المتضررة أوضاعًا معيشية صعبة نتيجة تصاعد المواجهات المسلحة، حيث نزح العديد من العائلات من القرى الحدودية هربًا من القصف المتواصل. ويطالب الأهالي بحمايتهم وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، خصوصًا مع استمرار التوتر وعدم وجود حلول واضحة في الأفق القريب. ورغم المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، فإن الوضع في الجنوب اللبناني وعلى الحدود السورية لا يزال متأزمًا، ما ينذر بتطورات جديدة قد تزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة. فيما يرى مراقبون أن الاتصال الذي جرى بين رئيس الجمهوريّة السّوريّة أحمد الشرع ورئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة جوزاف عون، من شأنّه إعادة تصويب الأمور وتهدئة الوضع.