جاء مشهد الاحتفال اليوم بعيد القديس مارون في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت ليحيي صورة مستعادة من ذاكرة تقاليد البلد.
تتجاوز المناسبة الاحتفال الديني. هو تكريس لفكرة لبنان وتمسك ناسه ومؤسساته بتلك الفكرة عن العيش معاً مختلفين ومتحدين ومتشاركين في رحابة العاصمة ورمزيتها.
"أعدتم للعيد رونقه"، بهذه الكلمات توجه البطريرك بشارة الراعي إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون والحضور. وكرر عبارة رئيس مجلس النواب نبيه بري معتبراً ان تشكيل الحكومة "من بركات مار مارون".
وفي جو تنظيمي دقيق وحرص على التفاصيل توالى وصول السياسيين رؤساء جمهورية ووزراء سابقين وحاليين، قبل أن يصل رئيس الحكومة نواف سلام يليه الرئيس بري ويكتمل النصاب مع وصول رئيس الجمهورية.
وبعد سنتين من غياب مقاعد الرؤساء عن ذكرى العيد، استُعيد التقليد ووضعت كراسي كلّ من زوجة رئيس الجمهورية نعمت نعمة وزوجة رئيس مجلس الوزراء سحر بعاصيري إلى جانب أزواجهما. الراعي : الوزراء واعدونوفي عظته توجه الراعي إلى رئيس الجمهورية قائلاً "بانتخابكم يا فخامة الرئيس عادت الثقة بشخصكم الى قلوب اللبنانيين والى اسرة الدول العربية والغربية وهي ثقة لطالما انتظروها فأتت بعد طول انتظار وازدادت بتأليف الحكومة الجديدة". واعتبر إنّ "جميع الوزراء واعدون ونتمنّى لهم النجاح في المهام الكبيرة التي تنتظرهم".
وتابع: "نصلي الى مار مارون كي يشفع بالحكومة الى الله فتتمكن من الاصلاح والانقاذ. ونشكر الله لانه حمى لبنان ويحميه".
أضاف" يقول لنا القديس مارون في هذا العيد، وطني وطن القداسة لا وطن الحديد والنار، وطني وطن السلام لا وطن الحروب، وطني وطن الحضارة لا وطن الانحطاط، وطني وطن الانفتاح لا وطن الانعزال. اوقفوا التمادي في المماطلة. اوقفوا اسقاط السلطة القضائية. اوقفوا فقدان السيادة والكرامة. اوقفوا الاعتداء على الدستور. قدموا تسوية من تسويات وحقيقة من حقائق. الخطر الحقيقي الذي يواجه لبنان هو الانزلاق الى مرحلة الانحطاط. يجب ان ننحاز الى محور الحضارة والنهضة والرقي. لبنان باق في جميع الاحوال لكننا نريد ان يبقى لبناننا جميعا نحن المؤمنين به واحة سلام".
وكرر الراعي التأكيد على مبدأ الحياد قائلاً "ليس الحياد مشروعا مناقضا للخصوصيات والقناعات الذاتية المختلفة، بل هو نظام وجود يحمي التعددية بكل ابعادها. الحياد هو امن داخلي ودفاع خارجي هكذا يعزز الحياد الثقة بين مختلف المكونات اللبنانية لانه يوحد ولاءها الوطني والسياسي بلبنان".عبد الساترمن جهته، شدّد راعي أبرشية بيروت المارونية بولس عبد الساتر على أن "اللبنانيين يستحقون رئيسًا مستقيمًا يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار". كما أشار إلى أن "بيروت لا تزال تنتظر من القضاء الحرّ إنهاء تحقيقاته بشأن انفجار مرفأ بيروت تحقيقًا للعدالة وإحقاقًا للحق".وبعد القداس، انتقل الرئيس عون وعقيلته والبطريرك الراعي إلى صالة الكاتدرائية حيث تلقوا التهاني بالعيد من الرسميين كما من المواطنين الذين شاركوا بالاحتفال.