عبّرت الرياض عن رفضها التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، مشددةً على أنه لا سلام شاملاً بلا حل الدولتين.
وردّاً على التصريحات التي أدلى بها نتنياهو لوسائل إعلام، خلال زيارته الرسمية لواشنطن التي استمرت لأيام عدة، واقترح فيها إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، أكدًت الخارجية السعودية، في بيان، أن تلك التصريحات "تستهدف صرف النظر عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".
وشدّد البيان على أن "الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها، يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم"، لافتةً إلى "مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية".
عقلية احتلالية
وقالت الخارجية إن "هذه العقلية الاحتلالية المتطرفة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية للشعب الفلسطيني الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض"، موضحة أن "هذه العقلية المتطرفة المحتلة دمرت غزة بالكامل، وقتلت وأصابت 160 ألف فلسطيني، أكثرهم أطفال ونساء، من دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية". وثمّنت "ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيال ما صرح به نتنياهو في شأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
واعتبر البيان أن "أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني لمدة تزيد على 75 عامًا، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة، ومن ذلك حق الإنسان في العيش بكرامة على أرضه".
وشددت الخارجية السعودية، في ختام بيانها، على أن "حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".
رفض أردني مصري
ويأتي الرد السعودي، بعدما أكثر المسؤولون الإسرائيليون من اقتراحاتهم حول تهجير الفلسطينيين من غزة، تماهياً مع المقترح الذي كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقدّم به منذ أيام، وكان من ضمنها اقتراح بإقامة دولة فلسطينية على أراضٍ سعودية.
وبدا نتنياهو مازحاً الأسبوع الماضي، بينما كان يدلي بحديث للقناة 14 عندما أخطأ المحاور، وقال "دولة سعودية" بدلاً من "دولة فلسطينية" قبل أن يصحح هذا الخطأ.
وتدارك نتنياهو الموقف، وقال "دولة فلسطينية" على الأراضي السعودية.
ورداً على الموقف من القضية الفلسطينية في إطار مساعي التطبيع، قال نتنياهو، الجمعة، إن "السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها"، وذلك في معرض رده على سؤال في مقابلة مع القناة 14 العبرية. وزعم أن "الرياض لا تشترط إقامة دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل".
وأثارت تصريحات نتنياهو استنكاراً على مستوى العالم العربي، إذ أدانت مصر الاقتراح ووصفته بأنه يعدّ "تجاوزاً مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وتجاوزاً لسيادة المملكة العربية السعودية". فيما اعتبرت الخارجية الأردنية، تصريحات نتنياهو بأنها "معادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولة"، لافتةً إلى أنها "دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول".