فعلها مار مارون، وببركاته، على ما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي ليلة عيده بات لدينا حكومة العهد الاولى او الحكومة رقم ٧٨ في تاريخ حكومات لبنان منذ الاستقلال.
هي حكومة ولدت بمخاض عسير انما غير طويل نسبة لولادات الحكومات السابقة غير ان هذه الحكومة تحمل في جيناتها مفارقات عدة أبرزها:
– استبعاد الحزبيين عن تشكيلتها على ان تختار الاحزاب من يمثلها، ما يعني ان اي حزبي كفوء معروف الانتماء يجب استبعاده والاتيان بحزبيين بأقنعة حيادية.
– ثاني المفارقات إحراج التيار الوطني الحر لإخراجه، استبعاد تيار المرده بعد ان كان تبلغ حصوله على حقيبة الاعلام واختار لها دكتوراً في القانون وفي قانون الاعلام ولا غبار على كفاءته، وحصر التمثيل السني بشخص رئيس الحكومة.
– ثالث المفارقات رغم تأكيد المبعوثة الاميركية عدم القبول بمشاركة حزب الله في الحكومة باي شكل من الاشكال حاز الثنائي الشيعي على اربع حقائب وأعطى موافقته على الوزير الشيعي الخامس.
– رابع المفارقات تقلص حجم الجنس اللطيف في الحكومة من ست سيدات في حكومة حسان دياب الى خمس سيدات في الحكومة الجديدة.
– من المفارقات ايضاً ان الحكومة تضم ٢٤ وزيراً انما حقائبها فهي ٢٥ ما يعني ان حصة القوات اللبنانية في الحكومة هي اربعة وزراء بخمس حقائب كون وزير المهجرين الذي سمته القوات اللبنانية يشغل ايضاً حقيبة وزير دولة لشؤون التكنولوجيا.
– اما اكثر المفارقات استغراباً فهي ان تكون الجامعات الاميركية ممراً الزامياً لمعظم الوزراء لدخول جنة مجلس الوزراء، ففي “غوغلة” سريعة يتبين ان الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام نصف وزرائها من خريجي الجامعة الاميركية في بيروت او درّسوا فيها ومن أبرزهم:
– رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام الذي درّس فيها القانون الدولي والعلاقات الدولية.
– نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري درّس فيها العلوم والفلسفة.
– وزير المالية الدكتور ياسين جابر حائز منها على بكالوريوس في ادارة الاعمال.
– وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين طبيب متخصص في الأمراض الجرثومية وأستاذ أكاديمي فيها.
– وزير العمل الدكتور محمد حيدر يشغل منصب مدير قسم الطب النووي في مستشفاها.
– وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط حائز على بكالوريوس في الاقتصاد منها.
– وزير التنمية الادارية الدكتور فادي مكي حاصل على بكالوريوس منها.
– وزيرة التربية والتعليم العالي، الدكتورة ريما كرامي أستاذة مشاركة في الإدارة التربوية والسياسات والقيادة في قسم التربية فيها.
– وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة درّس فيها.
– وزير الصناعة جو عيسى الخوري حائز على بكالوريوس في الهندسة المدنية منها.
– وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان محاضرة في العلاقات الدولية فيها.
– وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسماني حائز على بكالوريوس منها.
هذه الاطلالة ليست للانتقاص من كفاءة الوزراء الجدد الذي يحمل معظمهم اكثر من اختصاص وشهادة واكثريتهم يشهد لهم بالكفاءة انما على رأي بعض اهل الهضامة ” اذا اردت ان يكون ولدك صاحب المعالي أدفعه للدراسة في الجامعة الاميركية.
في الختام كلمة حق تقال ان هناك كفاءات اكاديمية ومهنية تخرجت من الجامعة الاميركية ومن غيرها ايضاً من الجامعات اللبنانية لاسيما الجامعة الوطنية ولكي يصبح البلد على السكة الصحيحة ما علينا الا وضع الشخص المناسب في المكان المناسب فعسى ان تُترجم هذه الكفاءات وقائع على الارض وان تمر الحكومة الجديدة بسلاسة على مختلف المطبات من صياغة البيان الوزاري الى نيل ثقة المجلس النيابي الى محاربة الفساد وتطبيق وقف اطلاق النار مع العدو الاسرائيلي.